رسالة مواطن الى قائد الاصلاح عنوانها (إصلاحات بجلبابٍ بالي)

 

بينما كان الحسن البصري جالساً في بيته المتواضع، اذ جاءهُ ذات يوم وفد من عبيد البصــــرة، وطلبوا منه ان يتحدث في خطبته الجمعة القادمة عن فضل عتق العبيد، لينقذهم من سوء معاملة اسيادهم، فوعدهم ان يلبي طلبهم، ومضت جمعة واخرى ولم يتكلم البصـــــــــري عن ما وعدهم به، حتى جاء ذلك اليوم الذي ارتقى فيه البصري منبر الجمعة، ليلقي خطبته، التي اخذت مأخذها في نفوس المصلين، الى حد أن كل من كان عنده عبد أعتقه، مباشرةً بعد الخروج من المسجد، من دون مقابل، لسماعه خطبة البصري، وبعدما اصبح العبيد أحراراً، جاؤا الى البصري، وقالوا له: ما جئنا شاكـــــــــرين! وإنما جئنا معاتبين!  فقال لهم: وفيم العتاب؟ قالوا له: ياتقي الدين لقــــد رجوناك أن تعجل بالخطبة، ولكنك تأخرت جمعة وجمعة ونحن كنا في أمس الحاجة الى التعجيل، فقــــال لهم البصري: أتدرون ما السر في أنني أجلت الخطبة؟ قالوا الله أعلم،  قال لهم: إنما أجلت الكلام عن العتق لأنني لم أكن أملك عبداً، ولا املك ما أشتري بــــه العبد، حتى وفقني الله لشرائه، ثم أعتقته فلما طبقت الكلام على نفـــــــسي أولاً، دعوت الناس بعد ذلك فأستجابوا لنداء الله رب العالمين ليكون اكثر تأثيراً في نفوسهم.

 

هذا يدل على إن الشخص او الداعية او القائد اذا طبق ما يدعوا له على نفسه كان تأثيره امضى في نفوس الآخرين، وكانت استجابتهم اسرع لدعواه.

 

رسالتنا الى قائد الاصلاح ((السيد الزعيم مقتدى الصدر)) لا يمكنك ان تدعوا الآخرين الى الاصلاح، وتيارنا مليئ بالفاسدين والسراق والقتلة، نحن نصنعهم ونجعل منهم قادة، ليذهبوا في احضان غيرنا، امثال: (الشيخ قيس الخزعلي، كاظم الصيادي، نعيم عبعوب، سعد سوار، حسن لعيوس) وغيرهم الكثير لا يسع المجال لذكرهم، وكل ما نفعله هو سبهم وشتمهم وقذفهم بالباطل، لمجرد النيل منهم لا اكثر، كما نفعله مع من نختلف معهم في الرؤيا.

 

وهناك من اختفى ومعه الكثير من ملفات الفساد امثال (سلام المالكي) وزير النقل السابق، (علي الشمري) وزير للصحة المتهم بسرقة مليار دولار، عندما كانت ميزانية العراق (٢٥) مليار، (بهاء الاعرجي) نائب رئيس الوزراء المتهم بإختلاس (١٠) مليار دولار من البنك المركزي العراقي، (وزير الاسكان المتهم ب(١٦٩) مليون دولار، (جليل النوري) الحارس الشخصي الذي سرق (٦٩) مليون دولار، ولم نفعل لهم اي شيء، ولم نرسل ملفاتهم للقضاء، وهو الكفيل في ادانتهم او تبرئتهم، فأصبحنا نحن القاضي والمحامي.

وهناك من يمثل التيار ويتحدث بإسمه، وايديهم ملطخةً بالدماء ولا زالوا يتحدثون باسم ال الصدر (كحاكم الزاملي)، وهو مسؤول لجنة الامن والدفاع، فلم نسمعكم في يوم من الايام انكم حاسبتموه لما يحدث من خروقات داخل بغداد، كل ما يفعله هو توجيه الاتهامات لهذا وذاك، بدون وجه حق ولا دليل، مما يثير ذلك حفيضة الآخرين، ولا يزيدنا هذا الامر الا مزيد من الاعداء.

 

سيدي الزعيم (مقتدى الصدر) إنكم في الانتخابات تقاتلون من اجل المناصب وكراسي البرلمان والوزارات، وبعد فترة تهبونها تارةً "للمالكي" وتارةً "للعبادي"، وتقولون لا يوجد احداً يمثلنا، وفي الامس القريب تقولون إن محافظ بغداد (علي التميمي) رجل نزيه وسندافع عنه، اذا كان لا يمثلكم لماذا تدافعون عنه؟ دعوه هو والقضاء، واين هي نزاهته التي لا يستطيع اثبات جزء يسير منها!.

 

سيدي القائد (مقتدى الصدر) دع القضاء يحاسبهم، ولا تساندهم او تدافع عنهم، لنبرء ساحتنا من فسادهم، لنسير في سفينة الاصلاح المنشود، لنخرس كل الافواه عند التشكيك في ثورتنا، فلا يمكن ان تقوم ثورة بقيادة الفاسدين والمتهمين بالخيانة، دعنا نكون اول المضحين وآخر المستفيدين، سيحاسبنا الله غداً على فساد هؤلاء، ويسألنا التاريخ عن افعالنا، ويلعننا اجيالنا لما اقترفناه من حقوقهم، وجعلنا مصير الأمة بين يدي هؤلاء الخونة والفاسدين.