قانون الانتخابات.. هل من جديد؟ |
تعودنا منذ الصغر ان يكون في البيت شخص واحد كالأب او الأخ الكبير، له الكلمة الفصل واليد الطولى في البت فيما يتعلق بكل صغيرة وكبيرة من مفردات حياتنا، وقطعا لايرتقي أحد من هؤلاء لينال هذه الخصوصية إلا من يمتلك خصالا عديدة أولها الكفاءة والحرص على مصالحنا، ثانيها القدرة على التحكم بالظروف المحيطة بنا والمستجدة علينا، فإن كانت مواتية أحسن التصرف في إيصال مدها وخيرها الى جرفنا بما ينفعنا، وإن كانت تنذر بمساوئ وأخطار قد تحيق بنا وتحيطنا، يكون مهيأ باستحداث الحلول الآنية والسريعة بما يتناسب مع الزمان والمكان والإمكانيات لمواجهتها وتجاوزها، فيكون بهذا قد أدى واجبه إن كان أخا وأدى رسالته إن كان أبا، ويكون قد أتم مامطلوب منه كراع لرعيته. هذا فيما يخص بيوتنا الصغيرة مساحة وتعدادا، فماذا لو كان البيت كبيرا بتعداد نفوس أكثر من ثلاثين مليون نسمة؟ وهو مايدور الحديث عنه الآن في أروقة مجلس نوابنا في جلساته التي على مايبدو أنها ستقتصر في قادم الأيام على قراءات أولى تعقبها ثانية وثالثة وعاشرة لمقترح قانون تعديل قانون انتخابات مجلس النواب رقــم (16) لسنة 2005، وبالطبع كلها على حساب المسكين ابن المسكين (أبا عن جد) المواطن العراقي. فقد استجد خلاف بين أصحاب القرار -وهذا دأبهم دوما- على النظام الانتخابي الذي سيطبق في الانتخابات البرلمانية القادمة، فمنهم من (يحود النار لگرصته) إذ تميل الكفة لصالح الكتل والقوائم دون المواطن، ومن المؤكد ان ثقة المواطن بقوائمه متزعزعة، وهو لايريد أن (يلدغ من جحر مرتين) لذا فهو لايكتفي بمعرفة القائمة التي ستتولى أمور حاضره ومستقبله فحسب، بل هو يطمح الى معرفة الشخص الناطق باسمه في المجلس التشريعي، وهذا الحق لن تمنحه له القائمة المغلقة، وان صحت تسميتها فهي (المبهمة) حيث هي كما نقول: (سمچ بالشط) وهي فأل سيئ، وقد سبق لها أن جلبت معها في الانتخابات الثلاثة السابقة (كواسج) وحيتان ابتلعت ما ابتلعت من حقوق المواطن، فمن يريدها مغلقة فهو يتأبط شرا لمستقبل الأيام، ومن أرادها مفتوحة، فليتوخَّ الحذر في انتقاء الشخوص الذين سيمسكون زمام الأمور، ولتكن أهم مقومات المرشح ومؤهلاته هي مصلحة البلاد والعباد، وليس الحزب والكتلة، وكفى العراقيين ماذاقوه من شرور التجارب الانتخابية السابقة. فهلا صفـَّيتم ياربابنة المركب نياتكم المغلقة والمبيتة والمستورة والمبطنة والمسلفنة، وأبدلتموها بما يخدم العراق! أم سيظل العراقيون بين مطرقة القائمة المغلقة وسندان القائمة المفتوحة، وبين (سانت ليغو) و (سانت ليغو المعدل) والـ (1,7) والـ (1,9)..! ومن يعلم..؟ هل ستجدي نفعا تلك بالبرامج الانتخابية مع كتلنا التي تزج بمرشحيها المفخخين فسادا في أتون صناديق الاقتراع؟ أم أن التحايل والتلاعب والالتفاف والمراوغة ستكون الغلبة لها، كما كانت في الأعراس الانتخابية السابقة، والتي انقلبت مردوداتها الى عزاءات، مازال العراقيون يتوشحون سواداتها بما آلت اليه نتائجها..! aliali6212g@gmail.com |