نزعة الشر المتأصلة في النفوس تأبى قبول الآخر إلا تحت هيمنتها |
لا اقول جديدا ، ولا اظلم آخرين ، لكنها الحقيقة التي نعرفها جميعا ومنذ القرن الهجري الاول وبعد انتهاء الخلافة الراشدة ، ان الحكم يجب ان يكون لـ ( النخبة ) ، اما الآخرين فيجب ان يكونوا دائما تابعين . ولسان حال البعض دائما عندما يكون الحديث عمن يحكم ؟ : ( وتلك حدود الله فلا تقربوها ) ، أي إننا فقط من يحكم وعليكم الطاعة اليس كذلك ؟؟ ، والا لم ثارت ثائرة هذا البعض ممن حكموا العراقيين بالحديد والنار وحفروا لهم مئات المقابر الجماعية ورشوهم بالغازات السامة ، وعند احتدام المعركة الانتخابية وفوز الاكثرية بالحكم عملا بالمبدأ الديمقراطي المتعارف عليه ثاروا عليهم متهمينهم بشتى انواع التهم الجاهزة فاصبحوا " مجوس " و " صفويين " ، و " عملاء ايران " ، أي ان آل فتلة المنحدرين من عشائر الدليم " صفويين " ، وعشائر المنتفك التي تملأ الناصرية " فرس مجوس " ، والكل يعلم إن البصرة تميمية ، وهي اول بلد فتح في العراق واختطها القائد العربي عتبة بن غزوان وبني فيها ثاني مسجد في الاسلام هو المسجد الجامع الذي يقع في الطريق الذاهب للزبير . ومن البصرة " الفارسية " خرجت اصول وقواعد اللغة العربية على يد ابا الأسود الدؤولي ، ونظم موازين الشعر العربي الفراهيدي ، واشتهرت بفارس الادب العربي الجاحظ . وخرج في الكوفة أبا محسد المتنبي ، ومنها امام المذهب الشافعي ، واول من ’مصرَ من مدن العراق هما البصرة والكوفة . ومن دست ميسان " العمارة " كان مولد أبا حنيفة النعمان إمام المذهب الحنفي العراقي الاصل والمولد ، والحسني الهوى من موالي آل البيت . وكان الاحرى بهم ولكي يحافظوا على سلطتهم الفاشية ما قبل سقوط صنمهم يوم التاسع من نيسان العام 2003 ، وعندما ازفت ساعة المعركة ان لا ينزع قادتهم " ملابس العز والشرف " حسب رايهم ويظهروا بالملابس الداخلية فقط أمام كاميرات التلفزة ، وهم يتسللون على ساحل دجلة تاركين " قائدهم الضرورة " للاقدار ، ويقاتلوا بكل " عز وشرف " ولا يحزم كبار قادة الجيش العفلقي وجنرالات الحرس الجمهوري والحرس الخاص من ابناء شمال وشمال غرب وغرب العراق امتعتهم ويجمعوا عيالهم لياخذهم " العدو المحتل " للسكن في ولاياته المتحدة الامريكية ، وهم حسب التقديرات ما يقرب من 320 قائد عسكري من كبار قادة الميدان يتقدمهم الجنرال سفيان التكريتي ، ولسان حالهم يقول للقائد الذي لم يجد سوى الحفرة التي إختبأ فيها " اذهب انت وربك فقاتلا انا هاهنا قاعدون " ، وبالفعل لا زالوا للان وبعد غزو العراق يعيشون برغد وهناء في " بلدهم الجديد " ، ولم تطرف لهم عين وجثة " زعيمهم القائد " معلقة في المشنقة صبيحة العيد المبارك . هؤلاء هم دوما وكما قال الشاعر : " أسدٌ علي وفي الحروب نعامة " ، فقد اشبعوا هم وقاعدتهم العراقيين الابرياء قتلا وتدميرا وتشريدا طوال العشر سنين الماضية باسم " المقاومة " ، ولم يقتلوا من الامريكان عشر ما قتلوا من العراقيين الابرياء . واذا كان من بالسجون ابرياء فمن ياترى زرع الاف العبوات الناسفة ، وفخخ الاف السيارات ، واستعمل بكل خسة ونذالة الكلاب الضالة من ارهابيي العرب المستنذلة القادمين من خلف الحدود بدلالتهم هم ، لقتل العراقيين من عمال المسطر البسطاء او المتسوقين او من ذهب ليؤدي شعيرة دينية ، او ذهب للقاء ربه بكل خشوع المؤمن يوم الجمعة؟؟!. وهل تفرق القنبلة او العبوة المزروعة في الطريق ، أوالسيارة المفخخة ، او الكلب الضال المفخخ القادم من وراء الحدود بين عراقي وعراقي بسبب الدين او القومية او المذهب عندما تنفجر ؟؟! . سؤال موجه لذوي العقول ، وليس لمن لا يفقه سوى ترديد عبارة " الله واكبر " المقدسة وبطريقة ببغاوية لا لشئ سوى لقتل الناس الابرياء . واذا سلمنا بان من يقولون عنهم ابرياء ويطالبون باطلاق سراحهم ، فمن خطط وفخخ وهيأ كل وسائل وطرق الموت للمؤمنين الذين يؤمنون كل حسب اعتقادة بعصمة ائمتهم وحق الشفاعة عندهم ، والايمان الفردي او الجماعي حق مشروع بكل القوانين والدساتير والمواثيق الدولية ، ودساتير حقوق الانسان ، ولا ضير من المؤمن العابد أي كانت ديانته على الاخرين ، وإن كان هناك حساب رباني كما يفكر البعض ممن احتكر الفتيا ووضع نفسه رقيبا على العالمين ، واخذ يوزع تهم التكفير بالمجان على الناس فتلك مسالة ربانية ، وهو أي الله الاحق بحساب الناس كما تقر بذلك كل الديانات السماوية . والدين الاسلامي صريح جدا في هذه المسالة فالقران الكريم يقول " إن احسنتم احسنتم لانفسكم وان اسأتم فلها " الاسراء : 7 ، او قول الرسول الكريم والذي لا ينطق عن الهوى " إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاَق " ، فأين مكارم الاخلاق عند من يفتي بالقتل والتهديم والتخريب والاعتداء على حرمة الناس أي كانوا مسلمين او غير مسلمين ؟ ، والاية الكريمة صريحة جدا والتي تقول " مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ ﴿المائدة: 32﴾ . اذن لماذ كل هذا الاسراف في رفض الاخر ومحاولة تهميشه والهيمنة عليه ، والافتاء بقتله وووووووو ، لماذ؟؟؟؟؟؟؟؟! . اليس كل ذلك من أجل السلطة والهيمنة على البشر والتحكم بمقاديرهم ، وجرهم من حيث لا يعلمون لقادسيات لا يرضى بها الله ولا رسوله ؟؟!!. كيف يمكن لداعية او من يسمي نفسه مقاتل ، تصوره الكاميرات وهو يسدد الة الموت لاناس مسالمين ، او اطفال ابرياء داخل مدرستهم ، او عباد داخل مسجدهم ، او كنيستهم ، لا لشئ سوى لانه يكره السلطة القائمة او يريدها لنفسه ويردد بكل خسة عبارة عظيمة على قائلها ويجب ان تقال من اجل الخير والصلاح عبارة " الله واكبر " ، او وهو يضع السيف على رقبة الضحية وصوته يردد " الله واكبر " ، والادهى من كل ذلك عندما نشاهد ارهابيين يحتلون مكانا معينا والكاميرا تتجول داخل المكان بعد ان ملئه الدمار والخراب ، وهم يرددون منتشين " الله واكبر " ، الا يفهم هؤلاء المجرمون القتلة انهم يسيئون متعمدين للفظة الجلالة ، ويحشدون الاعداء ضد الدين ، ويجبرونهم على كره الاسلام رضو او لم يرضوا بذلك ؟؟! ، رغم ان كلمة الاسلام تعني السلام والطمانينة ، وآيات عديدة صريحة تقف بالضد من هؤلاء القتلة المجرمون ، والتي تقول " لا اكراه في الدين " و " فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر " , " ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك " . أو قول رسول رب العالمين " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده " . وحرض القرآن الكريم المسلم المؤمن بابداء وجهة نظره ورايه بطريقة ديمقراطية وعادلة وبما يخدم السلم الاهلي ، ويرسي دعائم المحبة بين الناس بقوله " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن" النحل: 125 . ومايحدث الآن في العراق او سورية ، هو سلسلة تخريب لعقول بعض الناس من المتاسلمين ، او الارهابيين ، او الطامعين ممن يرتبطون باجندات خارجية ، وتدميرها باسم الدين الذي هو منهم براء ، والديمقراطية ليست في قطع الطرق ، وقطع ارزاق الناس ، وتعطيل عجلة التقدم ، والترصد لقوات الامن والجيش للفتك بها ، وترويع الآمنين . وما يحصل في الدول المتقدمة عندما يمارس البعض الديمقراطية بالتظاهر هو ان يجري اخبار السلطات الامنية بموعد ومكان وزمان وبداية ونهاية زمن التظاهرة والشوارع التي تمر منها ان كانت مسيرة ، وعند لحظة انتهاء موعد التظاهرة المرخصة ينتهي كل شئ ولا يحق لفرد ان يستمر في قطع الشارع او التجمع فيه اطلاقا . إما ان تكون هناك فوضى عارمة وخيم منصوبة ، وبنادق مشرعة كما راينا في ساحات احتلت بمدن ومناطق سميت بساحات اهل السنة فذلك هو العصيان بحد ذاته ، والتمرد على سلطة منتخبة كانوا هم جزءا ممن شارك في انتخابها وعلى مرآى ومشهد من العالم . وفي بريطانيا قلعة الديمقراطية لم يتحمل رئيس وزرائها كاميرون ما حصل من تظاهرات وصلت لحد التخريب فقمعها بكل وحشية ووضع لكل شئ حده . أما ان يشتم البعض ممن استبدل الزيتوني بالعمامة والجبة ، او نزع الخاكي ليلبس مسوح الدين ليتحول لعالم ديني بعد ان كان ضمن الحرس الخاص او الامن العام او جيش القدس ، يشتم بكل خسة ودناءة ووقاحة رئيس الوزراء ،او يخرج جاهل متخلف اسمه علي حاتم ليقول ليسمعه الناس من على شاشة تنشر العهر والتخلف وابداع طرق الموت وعن رئيس الدولة الذي يمثل الحامي لدستورها والممثل لها يقول بكل تفاهة وتخلف : " ماعرفنه الرئيس بعده حي لو فطس " فتلك مسالة اخرى وقلة ادب وحياء يجب ان يعاقب القائل عليها ، ومن حق الدولة استعمال كل الاساليب لقمع العصيان وتاديب هذا الجاهل وامثاله ، خاصة اذا تم رفع السلاح وعسكرة أي تجمع او تظاهر مسلح . كنا ننتظر من اخوتنا في الوطن والمصيبة من الكورد ان يكونوا صفا واحدا لحماية الديمقراطية الوليدة في العراق الجديد ، كوننا شربنا السم من كأس واحد ، وضمت قبور جماعية عدة رفات مختلطة لشهدائنا ، والمثل العربي يقول " اكلت يوم اكل الثور الابيض " ، وبهذا لا نريد ان نأكل مرتين ، ويجب ان يعي الجميع الدرس ، ومنهم عقلاء اهل السنة من اخوتنا واحبتنا واهلنا وعشائرنا الحقيقية لا المستعربين الذين جلبهم المحتل معه من خلف الاناضول ، وسكنوا العراق وسموا بالعراقيين ، امثال من تسموا بـ " الهاشمي " من آل حلمي الاتراك الذين اخذوا يزايدون العراقيين على عراقيتهم ووطنيتهم ، او من جاء يعلم المسلمين دينهم واهله ممن اسلم حديثا كعرعور الرمادي وطفلها المدلل المدعو " تعيس اللافي " . أما الذين لا غبار عليهم من اخوتنا ممن اقتسم رغيف الخبز بشرف وعزة مع اهل العراق الاصليين ، ولم يتمرد عليهم ويبيع وطنيات ، وقوميات ونحن جميعا نعرف اصل موطن اجداده فاولئك اهلنا وعشيرنا. فالعراق يجب ان يكون لكل العراقيين والعملية الديمقراطية العلاج الحقيقي لوحدة الأرض والهدف العراقي ، أو التفكير بالانفصال بكل روح رياضية ، وعن طريق الحوار الديمقراطي الجدي وهو اهون الشرين كما يقال وبدون أي حروب اهلية طائفية وكفى الله المؤمنين شر القتال .
*شروكي " مجوسي " من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج |