نقابة الاطباء: الإختلاف في أمتي.. رحمة وليس صراع مناصب

 

يراد بالنقابات خدمة أعضائها، وتحقيق مكاسب لهم، أي أنها تشكيلات مطلبية، لكن تلك الاقانيم الثلاثة "الخدمة" و"المكاسب" و"المطالب"  تبددت متفندة، يشتتها إستمرار البعض من رموز الصراع في السنوات الاخيرة بالاحتراب ومحاولة الفوز بأية وسيلة، حتى البعيدة عن الاعراف والاصول، من خلال قرارات منع الترشيح التي طالت عدداً من انظف وأطيب الاطباء من دون معرفة الأسباب الحقيقية.

شاعت أنماط مريبة، من أساليب المراوغة، التي إتبعها بعض الزملاء في التقارب والتباعد والتحالفات، التي أثرت على مزاج العمل والزمالة وما صاحبها من افتراءات و عدم استعمال الطرق المهنية في التنافس الانتخابي.

لذا فأن انتخاباتنا المقبلة قد لا تكون أفضل من سابقاتها، وستحمل اثارا وتترك ألاما يئن منها جسد النقابة، بل بات شبه مؤكد، وبحكم الموثوق منه، أن مخالفات إرتكب بعضها، وسيرتكب المتبقي، الذي ينحرف بمجريات النتائج نحو منافع شخصية.. تلك المخالفات، تقف حجر عثرة بوجه الجادين في العمل، وتنتج أساسا هشا لن يستطيع الصمود طويلا، وقد تكون انموذجا سيئا بعد ان أردناها إنموذجا وطنيا خلاقا.

بعد أن أبرمت إنتخابات المتممين، وبتنا بإنتظار إنتخابات المجلس المركزي للمقر العام؛ كي يشرع الجميع بالعمل، من خلال السعي الى إختيار الإسلوب الامثل، الذي يقلل الضرر و يساعد على تلطيف المعاناة والتهيؤ للافضل الآتي.. بعون الله وحسن النوايا.

لكم الله يا أخيار الاطباء، ولَك الله أيها الشعب، ولنخطط مستقبل العمل النقابي مهنيا، مبتدئين بتأمين وسيلة حضارية تطبق في كل دول العالم، ضمن المجال الصحي، مرورا بخطوط ثلاثة، هي: التأمين الصحي لكل المواطنين، ويكون ذلك من خلال برنامج ستراتيجي شامل يبدأ بالبحوث التي تطبق في تجارب، تؤدي الى توسع نطاق العمل، شاملاً فئات المجتمع كاملا، والتأمين الشامل على كل الاطباء من خلال النقابة، يشمل التأمين على الحياة والاعتداءات والمرض والأعمال الإرهابية، والتأمين إزاء الخطأ الطبي، وهو اصعب الخطوط،...

للتأمين متطلباته، التي توفرها تجارب الدول المتقدمة، ولو أفلحنا بإنتخاب نقابة قوية مقبلة، ستكون لهذا الموضوع أهمية خاصة ومحورا رئيسا في عملها، و لنا مشروع كامل مع شركات التأمين قد اتفقنا عليه.

تنفيذ كل تلك التأمينات المهنية المشتركة، بين الطبيب والمريض وعموم المجتمع، على أرضية وزارة صحة تستجيب لوصايا النقابة.. هذا الكلام إذا أردنا تحويله الى عمل إجرائي، يتطلب نقابة ذات مجلس مركزي قوي، نابع من إختيار متممين عارفين بحجم المسؤولية الملقاة على عواتقهم، أمانة يؤدونها لله والوطن والشعب والمهنة وزملائهم الاطباء.. أعضاء الهيئة العامة في النقابة، تزامناً مع بناء نظام صحي جديد وفعال، تفرض فيه النقابة سطوتها على وزارة الصحة، إنتشالا للأطباء والمرضى، من الأعباء التي يتسبب به قصور أداء الوزارة، الذي يسقط على الأطباء، بتعرضهم لإعتداءات من ذوي المرضى، حين لا يجدون المستشفيات قادرة على إنقاذ حالات سهلة؛ جراء شحة المستلزمات؛ ما يضطر الاطباء والمرضى معا، لمغادرة البلد.. الاطباء كي يعملوا في بلدان ذات مغريات، والمرضى كي يتعالجوا في البلدان التي إحتضنت أؤلائك الاطباء، وبهذا فإن جمعنا بددا ورأينا فندا، ما لم نحسن إختيار مجلس نقابة قياسي، وليس ناتج تسويات بين كتل متناوئة، تحترب في سبيل المناصب، ولا تتباين الاراء، من أجل خدمة المهنة، مقتدية بالحديث النبوي الشريف: "الاختلاف في أمتي رحمة".