ماجد بن الحجاج الثقفي



مر مقطع "اصعدك بالبدي" لحماية محافظ البصرة ماجد الصوري مرور الكرام الساكتين. 
 المقطع يحيلنا الى ان الدكتاتور لايشترط ان يكون هارونيا او حجاجيا او يزيديا او صداميا او هتلريا؛ بل من السهل جدا ايضا ان يكون جذره اسلامي وينتمي الى كتلة اسمها المواطن. 
 لايمكن وصف مشهد " اصعدك بالبدي" الا اننا مازلنا في مرحلة الانهيار الذات العراقية التي تتلذذ بتعذيب المحكوم والمحكوم يتلذذ بصناعة الطاغية والرمز والقائد الضرورة .

ويبدو ان القاعدة التي يتبعها كل دكتاتور عتيد 
اذا يصعد بدي اذن هو موجود في السلطة وعنده السلطة الوجود كله. 
 الحاكم الذي ليس لديه " بدي " ولا حمايط اشاوس يصعدون بالبدي هذا بنظر النصراوي وغيره حاكم ديمقراطي ضعيف. 
 جزء كبير وكبير جدا من العراقيين متاثرين بصدام حسين حتى سائق التكسي وعامل القهوة وصولا الى الموظفين والمدراء بلوغا الى مسؤولين VIP من وزراء ونواب ومدراء عامين ورؤساء وزراء عند كل واحد فيهم صدام حسين صغير يكبر مع الظروف وينمو مع الاجواء المناسبة. 
 ثقافة التصعيد ب" البدي" ليست ثقافة النصراوي ابن كتلة المواطن فحسب ثقافة المجتمع الذي يتناول الديمقراطية مثل جرعة الكمياوي جرعة واحدة بلا مقدمات ولا تمهيد معقول. 
 المسؤول الدكتاتور مثل النصراوي وغيرهم هم معاشر الذين يظنون ان الحديث مع الاخر ضعف لاقيمة له وان المسؤول اذا لايجيد استخدام البدي على اصوله على مسؤول فاشل.

13 عاما ومازلنا نلبس الديمقراطية ونتصرف ونهوى الدكتاتور ونحن الى اسلوبه القمعي. 
جملة اصعدك بالبدي تهدد جهد 13 عاما من  والموت والخوف والتهجير والضيم والتفجيرات والقتل المجاني كان كل ذلك هو فاتورة لصناعة نظام ديمقراطي لاوجود للبدي ولا العنتريات ولا المشاهد الكوميدية الزائفة ..يحترم فيها المواطن ويحاسب وفق القانون وليس وفق نظرية " البدي النصراوية" التي تضرب بمسمار جديد في نعش القانون والديمقراطية التي تبحث عن المجتمع عكس الدكتاتورية التي تصنع الرموز والاصنام والاشخاص والتي تولي اهمية للفرد على حساب المجتمع. 
 اكثر مايؤسف في مشهد "البدي النصراوي" كتلة المواطن التي ينتمي اليها محافظ البصرة صاحب البدي المقدس لم تعلق ولا بكلمة ولا بتصريح ولا بلوم ولا انتقاد واكتفت بتغميض عينها من دون ان تفكر بمضار البدي واستخداماته بالحياة الديمقراطية في هذه الحالة الافعال الدكتاتورية تغتصب النظريات ...يعيش النصراوي الثقفي ومعه بدي السيارة وكل مسارح الدكتاتورية والحاشية والحمايات والمطبلين!.