الانهيار.. قصة الآمال العريضة والفرص الضائعة في العراق (١)

 

ترجمة: قيس قاسم العجرش..

 

تطوّعت إيما سكاي لتعمل كموظفة مدنية في حكومة سلطة الائتلاف فوجدت نفسها تحكم محافظة كركوك. بعد ذلك أنهت ثلاث جولات من العمل في العراق  لغاية الإنسحاب الأميركي عام 2011. حيث عملت كمستشارة سياسية للجنرال أوديرنو والجنرال بيترايوس. تسرد إيما في هذا الكتاب قصّة الآمال التي توقعها العالم والشعب العراقي وحتى بعض الأميركيين لمستقبل العراق بعد إزاحة نظام صدام، لكن ما حدث على أرض الواقع كان غرقاً في مستنقعٍ من العنف والإرهاب وحرب الآخرين على الأرض العراقية.

 

تروي في هذه التسجيلات تفاصيل الأحداث الجسام التي رافقت نشوء الدولة العراقية وتشكّلها بعد عام 2003. كيف سارت؟..؟وكيف برزت الأسماء المحلية؟ وكيف اختفت أسماء أخرى؟. ومن هي الأيادي التي كانت توجّه السياسة العراقية وبناء الدولة؟

هذا الكتاب يسرد القصة من الداخل. من مكاتب الجنرالات الأميركيين مرّة ومن مكتب رئيس الوزراء السابق نوري المالكي مرّة أخرى. ومن اجتماعات السياسيين والشركات التي يفترض بها اعادة اعمار العراق ايضاً.

هو كتابٌ وصفته مجلة نيويوركر الأميركية بأنه "يشرح كيف انهار كلّ شيء في العراق"، واعتبرته صحيفة الغارديان البريطانية "أداة لا غنى عنها لفهم خلفية هذا الفشل في العراق"، وهو في الأصل "يوميات ممتازة وسريعة الخطى تعتمد كلياً على ذكريات "إيما"، كما  قالت مجلة فورين أفيرز الاميركية.

 

حرب العراق...تحت التحقيق!

كان يوم الرابع عشر من كانون الثاني من عام 2011، قد ابتدأ بصباح بارد جداً. ترجلت فيه من الباص الذي يحمل الرقم 87 عند مبنى البرلمان البريطاني، ومشيت بمحاذاة كنيسة ويست منستر، ثم انعطفت نزولاً الى شارع سميث.

كانت أول مرّة لي أرتدي فيها بدلة رسمية منذ سنوات. وأقترب موعدي للمثول أمام لجنة التحقيق المختصّة بحرب العراق والتي عرفت أيضاً باسم لجنة تحقيقات تشيلكوت((Chilcot.

التحقيق لم يكن يشبه المحاكمات التي تتعلق بجرائم الحروب، إذ لم تجر إدانة أي مسؤول بريطاني- أو حتى أميركي- فيما يخص تحمل مسؤولية ما حدث بعد غزو العراق.لكنه كان تحقيقاً لأجل معرفة ما جرى بالفعل، ولأجل تسطير دروس تنفع في المستقبل.

وكان المئات من المسؤولين الرسميين قد أدلوا بإفاداتهم أمام اللجنة منذ أن بدأ عملها في أواسط عام 2009، والآن حان دوري. ودخلت الى مبنى لم أدخله من قبل، واستقبلني موظف رسمي، سلمني مغلفاً وسار معي يدلني على الطريق. 

ثم دخلنا الى غرفة، حيث جرى تقديمي الى رئيس اللجنة، السير جون تشيلكوت، الذي كان دبلوماسياً قديماً وموظفاً مدنياً مخضرماً تم اختياره ليقود الاستجواب.

وكان في الغرفة أيضاً ،كل من البارون يوشا براشر(Prashar)، وهو عضو في مجلس اللوردات البريطاني، وكذلك السير رودريك لين(Lyne)، وهو سفير سابق، بالإضافة الى اثنين من المقررين وهما، السير لورانس فريدمان(Freedman) والسير مارتن غيلبرت((Gilbert.

أخذت مقعدي على احدى جهات الطاولة في مواجهة الذين سيستجوبونني والذين جلسوا على الى الجهة الأخرى. بصراحة، كنت أشعر بالقليل من القلق، لكني كنت أطمئن نفسي بالقول:"لا شيء ممكن أن يرعبني بعد تجربتي في العراق. لن يموت أحد على الأقل".

البارون براشر:- هل يمكننا البدء باستعراض بعض المعلومات الأساسية أولاً؟.هل يمكن لك أن تشرحي لنا كيف جرى انخراطك للعمل لصالح(CPA)أو(سلطة الائتلاف المؤقتة)؟.

إيما سكاي:- وصلتني رسالة الكترونية من الخدمات المدنية، تطلب متطوعين للعمل والتعاقد مع سلطة الإئتلاف. كان الأمر يطلب من البريطانيين والأميركيين أن ينخرطوا في إدارة البلاد هناك. وقد تم هذا عبر منفذ الخدمات المدنية. ويومها لم أكن ضمن الخدمة المدنية العامة، في الحقيقة كنت أعمل لصالح القنصلية البريطانية. فأبديت اهتماماً بالدعوة وأرسلت جواباً، فالتحقت كمنتدبة في الخارجية البريطانية ثم عضوة في سلطة الائتلاف.

البارون براشر:- وأي إيجاز حصلت عليه قبل أن تغادري الى العراق؟.

إيما سكاي:- لم يجر إيجازي بالمعلومات من قبل أي شخص. كان هناك اتصال هاتفي وقيل لي: إنكِ قد سبق لك وأن عمِلتِ في الشرق الأوسط. ستكونين بخير، فقط توجهي الى القاعدة الجوية الملكية في برايز نورتون. وحالما تصلين الى البصرة، سيكون هناك أحد ما لاستقبالك هناك...سيكون هناك شخص يحمل لوحة كتب عليها اسمك، وسيصحبك الى أقرب فندق.

البارون براشر:- لكن السفر وفقاً لمكالمة تلفونية فقط؟.ألم يحطك أحد علماً بقرار مجلس الأمن 1483 وآثاره المترتبة على سلطة الائتلاف المؤقتة؟.

إيما سكاي:- لا، لأم أتلق أي شيء من هذا.

البارون براشر:- في الحقيقة سيكون من المفيد لنا أن تصفي دورك في سلطة الائتلاف المؤقتة وما هي المسؤولية التي أنيطت بك حينها؟.

إيما سكاي:- إن سلطة الائتلاف هي المسؤولة عن إدارة البلد، ...خمسة عشر محافظة بالإضافة الى كردستان. وكان هناك في كل محافظة مسؤول مدني يعرف باسم(منسّق المحافظة)، ويقوم بمهام الحاكم أو المحافظ وصلاحياته...وفي العادة يكون مسؤولاً عن النواحي الإدارية للمحافظة، ويتواصل مع القوات الأميركية، ويعمل مع العراقيين أيضاً. كما أن من مهامه إيجاد القادة المحليين الذين بإمكانهم تولي بعض المسؤوليات، ويدعم قدرتهم على حكم المحافظة بأنفسهم.

البارون براشر:- وأين كانت مهامك؟. أين كنت ستنفذين واجباتك؟.

إيما سكاي: لم يكن هناك توصيف للعمل المناط. لم يخبرني أحد بتفاصيل عملي...لم أتلق أي إخطار يخبرني ويحدد لي عملي حتى حلول أيلول من عام 2003. والى ذلك الوقت، كنت أرتجل مفردات عملي كما أراها أنا مناسبة.

السير رودريك لين:- فقط أتساءل إن كان بالإمكان العودة الى بداية هذه المحاورة، فقط لأتأكد أنني فهمتها على نحو صحيح.  عندما وصلتِ الى البصرة لم يكن لديك أي إيجاز مكتوب؟، ولا مصادر معلومات مرجعية عن عملك؟، ولم يكن هناك من أحد يمنحك التعليمات؟، باستثناء ما سبق أن تلقيتيه من توجيهات بخصوص سفرك من قاعدة برايز نورتون الى البصرة؟.

إيما سكاي: لا ، لم اتلق أي شيء.

السير رودريك لين: أي شيء على الإطلاق؟.

إيما سكاي:- لا، ليس قبل أن أغادر المملكة المتحدة. لم أتلق أي شيء باستثناء اتصال هاتفي واحد. وعندما وصلت الى البصرة، كان واضحاً أن لا أحد بانتظاري، ولا أحد يحمل لوحة عليها اسمي، كما لم يكن هناك فندق بالأصل. لذلك أكملت طريقي الى بغداد وذهبت الى القصر الجمهوري وهناك التقيت بفريقنا البريطاني. لقد امضيت أسبوعاً هناك أتجول حول منطقة القصور وأفهم كيف تجري الأمور وأجمع ما أمكنني من معلومات توجز لي ما يجري. قيل لي: إن لدينا ما يكفي من العاملين هنا، لم نعد نرغب بالمزيد. إذهبي الى الشمال، هناك نحتاج الى أناس إضافيين؛ فذهبت الى الموصل. وفي الموصل، قيل:لي إننا قد استعنا بشخص ما هنا؛ فذهبت الى أربيل. وهناك قيل لي: لقد حصلنا على شخص هنا، لكن لا أحد لدينا في كركوك؛ فذهبت الى كركوك. لم أكن أعلم أنني سأعمل في كركوك حين غادرت بريطانيا.

السير رودريك لين:- اذن، حين غادرت بريطانيا لم تكوني على دراية بالمكان الذي أنت بصدد الذهاب إليه؟، كنت ببساطة لا تعرفين أي نوع من الثياب عليك ان تحزميه في حقيبتك!.

إيما سكاي: حسناً، لا. كنت سأبقى فقط لثلاثة شهور. 

وبعد مضي ثلاث ساعات من الإستجواب، بدا وكأن المقررين على وشك انهائه. نظرت الى السير جون تشيلكوت، وأنا آملة في أن اسمع بعض الكلمات المطمئنة، ومتمنية أن تعترف اللجنة بأنني ورغماً عن التحديات الكبيرة، فقد سعيت جهدي لأداء الأفضل في ظروف صعبة للغاية.

ومن ردة فعل تقاسيم وجه السير جون، بدا وكأنّه قد تاه نتيجة ما قلته أمامه. لقد كنت قد وقفت بالضّد من الحرب وعارضتها علناً، ومن الطبيعي أن أحمل شكوكاً تجاه أداء القوات العسكرية، وبالرغم من هذا، فقد تطوّعت للعمل مع سلطة الائتلاف لمساعدة العراق للنهوض على قدميه مرّة أخرى. وخلال اسابيع من سقوط نظام صدام، وجدت نفسي وأنا أحكم محافظة عراقية. وحين دقّت ساعة مغادرتي الأخيرة للعراق، كنت في منصب مستشارة سياسية لأعلى القادة العسكريين الأميركيين رتبة في العراق، سواء في مرحلة عمليات الموجة ومحاربة التمرّد، أو خلال مرحلة الانسحاب العسكري. امرأة بريطانية تقدم الإستشارة للقادة العسكريين الأميركيين،  يبدو انها قصّة غير محتملة الحدوث في مكان آخر من هذا العالم.

*************

كان الصباح مازال في بداياته من ذلك اليوم، 20 حزيران 2003. كنت أقف بالإنتظار في قاعدة برايز نورتون، غربي لندن، كي تقلني الطائرة الى البصرة. ويقف معي زهاء مائتي جندي بريطاني في صف الإنتظار. أخذتني الدهشة، نتيجة صغر سنهم والبراءة التي يبدون عليها. كان بعضهم يبدون مثل مراهقين مدللين في زيهم النظيف والمكوي بعناية. كانوا يتحلّقون في مجموعات، وبعضهم حدّق في شكلي، لكن معظمهم اعتبروني غير موجودة أصلاً. شعرت بأنني لا أنتمي الى ذلك المكان، فلم يسبق لي أن ركبت الطائرة من قاعدة عسكرية، ولم يكن لدي حتى بطاقة للصعود. لكن تمكنت من معرفة أن اسمي قد تم ادراجه في قائمة ما، وهذا كل ما أحتاجه للصعود الى الطائرة العسكرية. وقد كتب أحدهم أمام اسمي كلمة"مدنيـة"، ودفعت بحقيبتي وصعدت الى الطائرة.

بالتأكيد كانت الرحلة غير مترفة، ولم يكن هناك ترقيم للمقاعد وفقاً للركاب. وخلال الرحلة قام أحد الجنود بتوزيع وجبة طعام في علبة، فتحتها وتناولت بسرعة الشطيرة التي كانت فيها، ومعها قطعة من الشوكولاتة. جرّبت أن أغفو لكني كنت منفعلة وقلقة. صحيح أنني لم أتلق وقتها أي معلومات تفصيلية، إلّا أنني كنت واثقة من أن وزارة الخارجية تعرف بالضبط ما تفعله.

لقد حدث غزو العراق قبل ذلك التاريخ بثلاثة شهور، والمفروض أن الأعمال العسكرية قد أنتهت، لذلك لا داعي للقلق غير المبرر.

في مطار البصرة، نزلت الى الصالة ووقفت أنتظر حقيبتي. وكنت أجول بنظري على التفاصيل الداخلية التي يبدو عليها الفخامة والزخرفة، لكنها كانت قد تعرضت للإهمال أو السرقة وقد تخرّب الكثير منها نتيجة للحرب.  كانت حقائب الظهر العسكرية المرقطة مصفوفة في كل مكان، والبنادق ملفوفة ومصنفة في مجموعات على طول أرضية الصالة. وحينها ظهرت حقيبة بنفسجية فاقعة اللون لا تشبه أي شيء حولها، تلك هي حقيبتي. حملتها على ظهري وتقدمت أبحث عن الكمارك أو مكتب الجوازات. لكن لم يكن هناك أي شيء من هذا، لا أحد سيختم على جوازي، وليس هناك كمارك، وليس هناك عراقيون على الإطلاق.

ومضيت أمشي باتجاه ممر كتبت عليه لافتة تقول:"الركاب الترانزيت"، في الحقيقة كان ممر الى الجحيم، إذ لا توجد فيه نوافذ، ولا مراوح، ولا تبريد، وكانت درجة الحرارة تقترب من 48 مئوية. فقط كانت أضواء النيون مضاءة ليل نهار بفضل مولدات الطاقة الكهربائية.

وعلى طول هذا الممر كان عدد من الجنود مستلقين على أمتعتهم، وبعضهم نصف عار وبالملابس الداخلية. لم أتخيل أن هذا سيكون خياراً لي أيضاً ، كما انني لا أمتلك فراشاً للنوم مثلهم. كانت معي منشفة، مددتها على الأرض واستلقيت عليها، كان بعض الجنود قد بدأ بالفعل بالشخير نتيجة الإرهاق والحرارة، أما أنا فقد حصلت على غفوة بسيطة.

في الصباح، وقفت في الطابور أمام  الحمامات المتنقلة التي نصبها الجيش(والتي كانت بلا ماء!)، ثم بدأت البحث عن شيء للأكل. وجبة طعامي الأولى في العراق كانت(وجبة جاهزة للأكل)، جلبها الجنود البريطانيون من الوحدات الأميركية من أجل كسر رتابة طعامهم.

في الحقيقة، اتبعت التعليمات المكتوبة على الوجبة بدقة؛ إفتح العلبة، أخرج منها المكونات، إملأ الكيس بالماء البارد الى غاية العلامة المؤشرة، ضع محتويات الكيس الفضي، أطو الكيس من الأعلى وانتظر. تأكد من أن المحتويات قد سخنت بما فيه الكفاية. وخلال عشر دقائق، كنت أتناول نوعاً من معكرونة التورتوليني، بالطبع لم يكن ما توقعته عن إفطاري الأول في العراق، لكني كنت أتضور جوعاً.

قررت أن أتجه الى بغداد، على أمل أن أجد أحداً ما هناك يتوقع حضوري، ولديه عمل وتكليف مهمة أقوم بها. لذلك طلبت توصيلة من احدى طائرات سلاح الجو الملكي البريطاني نوع (C-130)-هريكيوليس، وبالنسبة لشخص مدني، فقد كانت تلك الرحلة تجربة بحد ذاتها. كانت رحلات الطيران العسكري بسيطة جداً من جانب توفير الراحة، حشرت نفسي على أحد صفوف المقاعد التي على جانبي بدن الطائرة من الداخل، وعلقت ذراعي بالشبكة الحمراء التي خلفي وباعدت بين أطرافي كوسيلة لاتقاء درجات الحرارة العالية التي كانت محرقة. ولم يكن في الرحلة ما يمنع الضوضاء أبداً، لذا فقد استمعت بصعوبة الى تعليمات السلامة التي القاها عليّ أحد افراد الطاقم وهو يشير الى مخارج الطائرة ويصيح:"إذا تحطمنا فوق المياه فاذهبوا الى هذا الباب، وإذا تحطمنا فوق الارض فاذهبوا الى ذلك المخرج". لقد شعرت بالفعل بأننا نتحطم حين بدأت الطائرة بالاهتزاز والهبوط التدريجي اللولبي، كان أثر الجاذبية قد جعل جسمي بأكمله ينضغط الى جدران الطائرة. قيل لي بعدها: إن ذلك كان هبوطاً بطريقة الدوران اللولبي(البرغي!) لتفادي الإصابة بمقذوف ما.

هبطنا في مطار بغداد الدولي، وترجلنا من الطائرة. شعرت وكأن مجففاً للشعر قد وضع على أعلى درجات سخونته وهو يعصف بوجوهنا لحظة خرجنا الى أرض المطار. شيء تضاف له الحرارة التي تطرحها مكيفات الهواء العملاقة، التي نصبت لتبريد بعض الخيم والتي يتجمع فيها الجنود الأميركيون لمشاهدة التلفزيون. كانت قناة BBC تقدم حلقة من مسلسل(غريت بريتون)، في حلقة تتحدث عن الأميرة دايانا. وبعد ساعات من الإنتظار، وصلت الحافلة العسكرية التي ستقلنا الى القصر الجمهوري، والذي يبعد مسيرة نصف ساعة عن المطار، هذا القصر تشغله الآن سلطة الائتلاف المؤقتة. وبعد ان اجتزنا المنطقة المقفرة حول المطار، مر بنا الطريق على منازل كانت تختفي خلف أشجار النخيل. وصلنا الى القصر الجمهوري ولم أصادف أي عراقي على الإطلاق، وهناك تم تقديمي الى مكتب التمثيل البريطاني الذي يعمل فيه طاقم من الدبلوماسيين والعسكريين. وهناك وجدت اسمي ضمن لائحة تحتوي أسماء الموظفين المنتدبين، وكانوا بالفعل يتوقعون وصولي، وتلقيت ترحاباً حاراً من أحد العقداء البريطانيين؛ قال لي:"ليس هناك شيء يمكن أن نتخوف منه، باستثناء بعض إطلاق النار العرضي في الهواء من بعض الجنود الأميركيين الفرحين، هذا كان كل ما يتوافر لتهديد البريطانيين".

وخرجت في جولة حول القصر في محاولة لاكتشاف أسراره، يقال أنه بالأصل شيّد لإقامة الملك فيصل الثاني، لكن جرى إطلاق تسمية(القصر الجمهوري) عليه بعد اغتيال الملك عام 1958. نفس القصر كان قد تم قصفه خلال عمليات"الصدمة والرعب"* التي قُصفت خلالها بغداد. والآن، فإن من دك المنطقة الخضراء في يوم ما يحاول اعمارها وتطويرها اليوم.

* عقيدة عسكرية تتضمن ايقاع ضربة قاصمة بقطعات العدو وتهدف الى محق رغبته في القتال. نظّر لها: هارلن.ك.أولمان(Ullman) و جيمس.ب.ويد(Wade).- المترجم.