طوبى للهوية و... "لا يحيق المكر السيء إلا بأهله"

 

"من السهل أن تكذب وتخادع، لكن لن تستمر الحيلة مطلية على كل الناس، طوال الوقت" هذا المثل، يتكامل، مع نظيره: "حبل الكذب قصير" لذا فالتجارب تكشف تهافت الشرهين للمغانم، ورفعة الكبرياء الرصين، سموا عن الدنايا.

وأبرز عناصر تجارب الكشف، كان السفر.. سابقا.. وما زال، يكشف معدن الإنسان الحقيقي، فيما أضيف له الإقتراع.. الآن في ظل المجتمع المدني، الذي لا تجري إنتخاباته، في طرق متعرجة وملغومة.. فقط.. إنما تحلق وسط أجواء مفخخة، بإلتواءات سائبة في الهواء، تنعطف حتى بضوء الشمس الساطع، وشعاع القمر المبين، ليلة بدر...

ثمة من يدعون المثالية، في الوعود إذا ما واجهوك، وينكلون بما وعدوا ناكثين، حالما يغادرون كارزما حضورك المهمين عاطفيا ونفسيا، والمقنع حجة وتحليلا يفسر مجريات المستقبل، إستنادا الى معطيات الحاضر.

وهم صادقون في ما وعدوا وما تنكروا له؛ لأن الفرد، في المجتمع العراقي، يؤمن بالرأي ونقيضه، مدافعا عنهما.. كلاهما.. كل في مكانه وزمانه المنفصل؛ لإنفصام الأنا العليا عن العقل الباطن، وهذا لا يحتاج زملائي الاطباء شرحا لتعريفه.

إنهيارات ثلمت مواقف كنا نتوسم رصانة رسوخها المبدئي، تجذرا في الولاء للمهنة والعمل النقابي، نقضت غزلا طالما حكناه، متصورين أن للمنطق والحق، موضعا للكأس المعلى، في منظومة تفكير الأطباء، وإذا بالبعض يفاجئنا بالفرار، قبل النفخ في الابواق ودق الطبول!

وهؤلاء المجبولون على الهزيمة، أمام ذواتهم أولا.. تلك الذوات العاجزة عن الصمود، في تبني الموقف السديد وتحمل أعباء الصواب، كما تحملها السيد المسيح والامام الحسين.. عليهما السلام، اللذان إنهارا جسديا، ولم يساوما على المبادئ!

فأما أن يستمد الطبيب الذي يطرح نفسه للعمل النقابي، قوته من عيسى بن مريم والحسين بن علي.. عليهما السلام، او يتنحى لمن هو أجدر.. أطول باعا وأقوى جلدا!

فالبعض يفاجئنا بتقلبات غريبة، تدل على قدرته في التلون، تنصلا من وعوده لزملائه؛ ما يجعل الهيئة العامة قلقة من التصويت بشأنه،... والبعض تجاوز حدود المعنى القاموسي لمفردات الـ "قبح" و"غرابة" و"خداع" و"مراءاة" و"غش" و"تشاطر يستغفل الآخرين؛ ظنا منه أذكى... والآخرين أغبياء.. حاشى لله".

لهؤلاء المتشاطرين أن يعلموا: "ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله" فالمفغل لا يبلغ مستوى طبيب في المجتمع، والمتشاطر لا يرتقي لمنصب قائد نقابي لتلك الشريحة الإنسانية والوظيفية الحاكمة؛ إذ "لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم.. ولا سراة إذا جهالهم سادوا".

ثمة مثابات يتشظى على صلادتها فهم ملتبس، سيتوضح لاحقا، بعد الإنتخابات المرتقبة لنقابة الأطباء العراقيين، أتمنى ألا يتورط نزيه في فساده، ملوثا تاريخه الشخصي وتاريخ المهنة، نظير مغانم وقتية زائلة، فيما دمغة السوء ماكثة لا تزول.

وآخر دعائي طوبى لمن كانت إنسانيته هويةً...