شذرات فلسفية – 5 |
لو لم توجد الفلسفة لعجزنا عن الاجابة على أسئلة مصيرية كثيرة. اولها من اين جئنا؟ ماذا نفعل هنا؟ الى أين سنذهب؟ هل يوجد مثلنا في هذه المساحات التي تبدو بلا نهاية؟ لو عجزت الفلسفة عن تفسير هذه المسائل التي تبدو اليوم بديهية، لظل الإنسان أكثر التصاقا بعالم الحيوان، ولظلت لغته مجرد أصوات يجري التعبير عنها بين مجموعات منعزلة.
- تقوم نظرية الثورة الماركسية على مبدأ يقول ان "على الثورة ان تستمر حتى القضاء على الطبقات المالكة بشكل عام" فيما بعد طور ماركس نظريته بقوله أن "الكلام لا يدور حول تغيير الملكية الخاصة او القضاء على قسم من قوانين البرجوازية، بل إنشاء "المجتمع الجديد". طبعا هذا التعريف عقلاني ومتزن. - نشأت الفلسفة في اليونان القديمة (بلاد الاغريق) على قاعدة تفسير الظواهر الطبيعية عقلانيا بعيدا عن ربطها بآلهة تتحكم بها. لذلك عرفت باسم الفلسفة الطبيعية.. الفلاسفة الإغريق في وقتهم حسموا بموضوع أن عالمنا قائم على العقل وليس على النقل، على العلم وليس على الإيمان بالخوارق. الإيمان هو عملية نقل، ظاهرة تنقل بالوراثة وليس بالوعي. لا انفي أهمية الدين الأخلاقية كمحاولة لوضع قواعد تعامل اجتماعية بين البشر، لكننا نواصل منذ ستة آلاف من السنين التمسُّك بما أثبتت الفلسفة الإغريقية بطلانه ورفضت جعله معيارا فكريا سائدا تفسر به الوجود الإنساني والطبيعة. - حظيت فلسفة هيغل بتأثير كبير وهام على الفكر الحديث، وكان كارل ماركس ابرز الفلاسفة الذين تأثروا واقتبسوا من هيغل فلسفته الجدلية قالبا اياها رأسا على عقب: إذ أن جدلية هيغل هي عبارة عن عملية أو ديناميكية تمضي وفقها جميع القضايا من الأمثل فالأمثل نحو “الفكرة المطلقة” وقد سميت “بالجدلية المثالية”. بينما منهج ماركس الفلسفي الجدلي رأى بأن جدلية الأفكار ليست سوى انعكاسا لجدلية المادة. لذلك اتخذ من مفهوم الجدلية المادية (المادة تسبق الفكرة) أساسا ومنبعا لحركة التاريخ وتطوره. - الفكر الماركسي واجه ويواجه اليوم نقدا حول العديد من القضايا التي كانت تبدو نهائية، مثلا الفكر المادي التاريخي يواجه اليوم إشكالية كبيرة، بل والبعض يعتبر أن المادية التاريخية كنظرية تنبأت بحتمية مسار التاريخ وفق رؤية مسبقة، بأنه جانبها الصواب في العديد من مضامينها الأساسية. - من تجربتي: اللون القصصي، المتمثل بطرح فكرة فلسفية او رؤية فلسفية، كجوهر للقصة، يخاطب قارئاً من نوع جديد، قارئاً بمستوى ثقافي ومعرفي ما فوق المتوسط على الأقل، يقرأ القصة بذهن يقظ كما يقرأ، الى حد ما... موضوعاً فكرياً، والسؤال الذي يشغلني بدون إجابة كاملة حتى اليوم: هل يختزل ذلك فن القص ام يرقى به الى مستوى جديد؟ - عندما يصعب على الناقد ان يستوعب الوعي الجمالي، بصفته الوعي الذي يتناول الظواهر والأشياء من خلال سماتها الحسّية، وقدرتها في التأثير على المتلقي، عند ذلك يغيب تماما أهم ما في النقد وأعني: المضمون الجوهري للمقياس الجمالي في الابداع الأدبي. - ازداد السلاطين العرب عدداً وأشكالاً وتعددت مناصبهم طولاً وعرضاً، وارتفاعاً وانخفاضاً، وكثر الطلب على الدلالين والمداحين ومنظمي الكلام وبما ان الشعر والشعراء هي أشهر ما تبقى في الذاكرة من موروثات تاريخ "الأمجاد العربية"، لذا طمع السلاطين بحشد الشعراء في صفوف "السحيجة"، ارادوا اخضاعهم لسلطانهم فاستأجروا قرائح الشعراء الدجالين وذممهم، بصفتهم ممثلي الاعلام الشعبي، بعد ضمان الاعلام الالهي بإعلانهم الرسمي المتكرر اسبوعياً بانهم اولي الأمر وطاعتهم من طاعة الله. - أزمة العقل العربي استعرضت المناضلة المصرية ، الدكتورة في علم النفس نوال السعداوي في مقال لها بعنوان "الطب النفسي والإلحاد" حديث "علمي جدا!!" أدلى به طبيب نفسى مرموق اعتبر الإلحاد من الاضطرابات النفسية التي تصيب الشباب لأسباب مختلفة منها ضعف الوازع الديني، تدهور الأخلاق بعد ثورة يناير وغياب السلطة الأبوية لسفر الأب الى الخليج أو فقدان الحنان الأمومي لانشغال المرأة عن واجباتها الأسرية بعملها خارج البيت أو طموحها الذاتي. المضحك والساخر جدا تحليل "الطبيب المرموق" لنفسية الملحد، وصفه إنه شخصية هستيرية أو باراناوية ، أي مصابة بمرض جنون العظمة ومن ظواهره الوسواس والهذيان اذ يعانى الملحد وسواسا قهريا يميل للتمرد والاستعلاء على السلطة الأبوية الحاكمة أو حتى الإلهية، فيميل إلى الشك والتساؤل والاختلاف عن الآخرين طلبا للشهرة (خالف تعرف)، وقد يكون مريضا بالفصام أو الخلل الشعوري أو اللاشعوري وغيرها من الاضطرابات الوجدانية. الطبيب أحسن بوصف شخصيته هو نفسه كشخص اصولي غير متزن فكريا وبعيد عن المنطق الطبي والانساني، مضطرب ويفتقد لكل مقومات الشخصية المتزنة، شهادته وتحليله كطبيب هي مجرد ترهات انسان غير متزن، افكاره خرق لا تنفع حتى لبيوت الراحة. بناء عليه كل الحضارات العالمية وما انجزته العلوم من اكتشافات، وانجازات، بعضها يملأ بيته وعيادته، انجزها اشخاص ملحدين .. مرضى البارانويا! - كل ولد بالنسبة لوالدته هو محبوب ورائع، بحيث انها تكون سعيدة جدا بأن تسجيه لينام. - نجد دائما السعادة الكبيرة بنجاح وسعادة اولادنا لدرجة ان قلبنا يصبح أكبر كثيرا من أجسادنا.(أمرسون) - بنو الانسان هم ما صنعت أمهاتهم... والأب كان المشاهد الأوحد للمسرحية. - الأب يورث ابنائه الأملاك ، لكنه لا يورثهم الحكمة بكيفية ادارة الأملاك.(ارسطيفوس – من تلامذة سقراط) - أب واحد يعيل عشرة ابناء، عشرة أبناء لا يعيلون أب واحد!! - الأطفال يتمتعون بقصص الأساطير .. بعض الأطفال يكبرون بأجسادهم ، أما عقولهم فتبقى في عالم الأساطير. - كلمات الفيلسوف فارغة ان لم يكن بها ما يشفي بؤس الانسان، ولا يعالج أمراض الجسد، وتفقد الفلسفة قيمتها اذا لم تخلص الانسان من امراض النفس.(أبيقور) nabiloudeh@gmail.com |