الزيارة التي اجراها رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم الى بغداد قبل اكثر من اسبوعين للقاء نظيره حيدر العبادي و بحث سبل تعزيز العلاقات المشتركة بين البلدين ! .
يقيناً انها لم تأتي سهواً او صحوةً سياسية تركية بعد وضع متأزم و حرب من التصريحات النارية بين انقرة و بغداد اشعلها تسلل القوات التركية الى داخل الاراضي العراقية و استقرارها في معسكر بعشيقة حالياً .
وهذا ما تؤكدهُ مصادر من داخل التحالف الوطني حصلت عليها , بينت ان طهران قد دخلت بمفاوضات مع تركيا من اجل انهاء خلافاتها مع بغداد حيث اتفقت هذه الاطراف على حل جميع قضاياها ومشاكلها في العراق .
استغرقت المباحثات السرية التي اجرتها ايران مع تركيا لتهدئة الاجواء المشحونة مع بغداد ما يقارب الاربعة اشهر , و لاشك ان روسيا القوة العسكرية و السياسية التي تهابها دول المنطقة و تحسب حساباتها دائما و خصوصا هذه المرة بعد مقتل سفيرها في انقرة , قد دخلت على خط المفاوضات السرية قبل فترة قليلة لتلعب دوراً كبيرا في ايقاف و ردع الخلافات التي تصب في استمرار فتيل الازمة السورية و العراقية معاً .. و بعد مباحثات الاربعة اشهر الاقليمية التي جرت بعيدا عن بغداد اشترطت تركيا قبل زيارة رئيس وزرائها للعراق و دخوله بمفاوضات مع نظيره حيدر العبادي دمج حرس نينوى الذي يقوده محافظ الموصل السابق اثيل النجيفي و قوامه خمسة عشر الف مقاتل بالحشد الشعبي المرتبط وفق القانون برئاسة الوزراء و القائد العام للقوات المسلحة على شكل وجبات و مراحل مع التعهد بدفع رواتبهم و باثر رجعي , و هو ما وافقت عليه حكومة بغداد , و فعلاً تم دمج وجبة اولى من حرس نينوى بالحشد الشعبي بعد ان صرح رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض في وقت سابق (قبل شهر تقريبا) من ان لا وجود لما يسمى بحرس نينوى على الارض في معارك التحرير التي تجرى لاستعادة الموصل . و هذا ما دعا نواب من المكون السني العودة من جديد للدفاع عبر وسائل الاعلام عن جود القوات التركية في شمال العراق ببعشيقة كونهُ و بحسب اراءهم و اعتقادهم وفر لهم شيئاً من المناورة لفرض شروطهم ( حلفاء تركيا في الداخل ) على الحكومة العراقية والتي ازدادت الى عدم تدخل الحشد الشعبي لتحرير مدينة تلعفر و ترك المهمة للحشد التركماني الذي سيشكل قريبا بـ اربعة الاف مقاتل موزعين بالتساوي بين الشيعة و السنة التركمان .
مقابل ذلك فرضت الحكومة العراقية التزام تركيا باخلاء معسكر بعشيقة بالكامل من قواتها المتواجدة فيه بعد عملية استعادة الموصل و تحريرها مع اهداء جميع اسلحتها للقوات العراقية , وان لا يكون لها اي تدخل بالعمليات العسكرية الجارية بالموصل حاليا.
فهل ستسير هذه المفاوضات و الشروط بين حلفاء تركيا و ايران في الداخل العراقي وفق المتفق عليه سراً و علانية , ام ان الاحداث القادمة ستغير البوصلة و المسار من جديد ؟ |