التسوية مع ابو بكر البغدادي

لم يجب لا قادة التحالف الشيعي (الوطني ) ولا المدافعين عن التسوية عن أسئلة  تقفز  سريعا الى ذهن المتلقي مع اي حديث عن التسوية  مثلا التسوية مع من؟ والجلوس مع من ؟ ومن الأشخاص المخولين بالحديث عن تسوية ؟ ولماذا رئيس التحالف الشيعي (الوطني)  عمار الحكيم يخير الناس بين التسوية والتقسيم؟  ولماذا تخلى عنها نوري  المالكي بعد أن وقع عليها؟ ولماذا رفضها السيد مقتدى الصدر من أولها الى اخرها؟ ولماذا العبادي متخوف منها؟ وهل التسوية تقسيم مناصب؟ وهل ستتوقف التفجيرات في المناطق الشعبية ؟  لاتنطلق  فكرة التسوية وطي صفحة الماضي من القصور الفخمة ولا من شخصيات خسرت الانتخابات ولأتطبخ في طهران ولا في عمان ولافي انقرة ولا في  واشنطن. 
يمكن ان تجرى التسوية بين طرفين متخاصمين رفعا السلاح بوجه بعضهما البعض لكن لا افقه لأي تسوية بين طرفين يعملان معا في الحكومة والبرلمان، يمكن ان تكون التسوية مع من هو خارج العملية السياسية وليس داخلها اذا كانت يده نظيفة من الدم العراقي. تسرع قادة التحالف  الشيعي (الوطني) في تبني فكرة التسوية قبل إنضاجها في المجتمع وقبل ان تكون التسوية حديث اجتماعي يومي ورغبة جماهيرية تكسر حواجز القلق والخوف عن المواطنين. 
من الأخطاء الفاحشة الكبرى يظن بعض السياسيين ضرورة ابعاد التسوية عن الجماهير وحصر تداولها في الغرف السياسية المظلمة، وهذا امر غير معقول لاسيما وان  التسوية بالأساس هي تنطلق من فكرة إطفاء التوتر الطائفي في المجتمع.  ترى  بعض القيادات ضرورة ان تكون ورقتي التسوية والشيعية بعيدة عن الضوء الإعلامي وهذه من الأخطاء الغليظة التي تضاف الى فكرة التسوية لان الاعلام فاعل مساعد في تطبيع التسوية الإيجابية العادلة التي تحترم الدماء والتضحيات وتحافظ على الإنجازات فشل التحالف الشيعي( الوطني) وكذلك تحالف القوى في تبني الفكرة الاساسية من التسوية وطريقة تسويقها الى المواطنين ومعروف ان من يتبنى فكرة التسوية العادلة والمنتجة سوف لن يفوز  في الانتخابات المقبلة اذا سعى الى تركيب ثوب التسوية من دون انشاء قاعدة وعي جماهيرية تتبنى فكرة التسوية. 
الحديث عن مشروع التسوية يفترض ان يتبناه النواب الحاصلين على ١٠٠ الف صوت او على الأقل تجاوزوا العتبة الانتخابية وليس النواب الذين فازوا بعضلات رؤساء كتلهم. 
التسوية مشروع دولة لكن لابد ان يجيد الذين يتبنون تنفيذها كيفية التعامل مع من حرض او حشد او حفز او اسهم على اراقة  الدم العراقي.
كل الحروب الطائفية تتبعها تسويات واوراق خرائط لإدارة البلاد لكن حربنا في العراق ليست بين الشيعة والسنة بل بين العراقيين وداعش وحواضنها لذلك فأن مشروع التسوية محدود التداول جدا ولايحتاج الى كل هذا الضجيج السياسي!