الحق الداهية والحق الداعية ..ومابينهما من حشرات !! الحلقة (1)

" طااااق طييييق ، ربطت بالدوشيش ، لعب إيدك عيووووني!!"، هكذا كانوا يلعبون الدومينو بوحشية على طريقة المقامرين - بفلوس - غير عابئين بنشرة الاخبار أمامهم وﻻ بما تبثه من - بلاوي - لعل أكثرها لفتا لانتباهي هي جرائم الاختطاف المتواصلة على يد عصابات تصول وتجول بكل حرية تصدرت ديالى والبصرة وبغداد قائمتها ، و الكشف عن وجود 600تاجر مخدارت في محافظة المثنى لوحدها مع أنها أصغر محافظة عراقية - لعد بالبصرة وذي قار وميسان شكد؟؟ - وإذا كان إجمالي تجار المخدرات الصناعية والطبيعية بهذا الحجم الهائل ، فكم يبلغ عدد المدمنين والمتعاطين فيها ؟!

الى يسارهم فريق يلعب الكوتشينة بالعملة المحلية وعن يمينهم اكثر من - زوج - يلعب الطاولي ولكن بدون مقابل وبينهما معركة حامية الوطيس وصهيل خيل تتحرك على رقعة شطرنج لاسقاط الوزير اﻷبيض وحكومته وأفياله الطائرة تمهيدا للـ - كش ملك - لتعلن فوز ملك أسود ﻻيقل عنه - نتانة - وبالدولار ، وأزعم بأنني الوحيد الذي كنت أتابع النشرة - من ساعة الكشرة - ﻷقف جليا على أسباب اختيار العراق مجددا ليقبع في ذيل الدول العشر اﻷكثر فسادا في العالم بحسب تصنيف منظمة الشفافية الدولية، من بين 176 بلدا في أرجاء المعمورة ...سألت نفسي في ديالوك داخلي ، كيف يكون العراق اﻷفسد عالميا وللمرة العاشرة على التوالي في ظل احزاب وكتل وتيارات دينية ذات خلفيات عشائرية تقوده وتسيطر على المشهد السياسي برمته ، تضم عمائم سوداء وبيضاء ..كيف ؟ 
*تشرب قهوة ..استاذ ؟؟ 
جيب أخوية وبعد ﻻ تقطع سلسلة أفكاري ..إياك وحذاري !!
*يمعوووود ..ﻻتفكر ، لها مدبر !! ولك عليوي ، اسرع وجيب كهوة لعمك ..تره صاير بارووود ....هاهاها ! المقهى بكل زبائنه - هاهاها ..هي هي هي ..هاهاها !!
لم ألتفت الى - المستحمرين - من حولي وﻻ الى قهقهاتهم المجنونة وواصلت جلدي وسؤالي لذاتي، هل العمائم "السياسية" تعلم بكم السرقة المخيف الذي يرتكب من قبل مخلوقات -دراكولية وزامبية - داخل الكتل والتيارات واﻷحزاب التي تنتمي اليها لتدافع عنها وتدعو الناس ﻷنتخابها في كل مرة ، أم انها ﻻ تعلم ؟ ان كانت ﻻتعلم فتلك مصيبة ، وان كانت على علم بها فالمصيبة أعظم ، اذ انني ومن خلال قراءتي للتأريخ ممرت بسير علماء وفقهاء وزهاد أجلاء ومن كافة المدارس الاسلامية حرموا على أنفسهم أكل اللحم أعواما يوم علموا بأن ماشية مسروقة دخلت الى السوق على يد بعض من ضعاف النفوس خشية ان يكون اللحم الذي يتناولونه من الماشية المسروقة ، وكانوا يتحاشون التقرب من السلطان وحاشيته خشية ان يقعوا في مظالم يرتكبونها فيلحقهم شيئ من عارها وإثمها الى أبد اﻵبدين ويبيعوا دينهم بعرض زائل وبدنيا غيرهم ، زائلة أيضا ؟ 

هل العمائم السياسية - سواء تلك المحافظة على زيها التقليدي أو تلك التي تلبسه داخل البلاد وتخلعه خارجها وبالعكس أو التي خلعته بتاتا وارتدت الكوفية والعقال او القاط والرباط بدلا منه - تعلم بالسرقات والاختلاسات والرشاوى والتزوير والتهريب والعبث بمقدرات الشعب و بملايين الدوﻻرات وتغض الطرف عنها كونها تحصل على نسبة مادية ومعنوية منها ، او ﻷنها غير قادرة على تغييرها وإصلاحها أو الاخبار عنها والوشاية بها او الضرب على يدها ، مع انها عمائم تتربع على أعلى هرمها وليس على سفحه او قاعدته ؟ أليس الانسحاب في حال عدم القدرة على الاصلاح والتغيير أولى للحفاظ على سمعة الدين الحنيف أوﻻ ، وسمعة المدرسة الدينية التي تخرج فيها ثانيا ، وسمعة العشيرة التي يفتخر بالانتساب اليها ثالثا ، وسمعته العائلة الكبيرة واﻷسرة الصغيرة التي يرعاهما رابعا ، وسمعة الجماعة التي يتشرف بالولاء اليها خامسا ، وسمعة الطائفة التي يتباهى بها سادسا ، وسمعة المحافظة التي ترعرع فيها سابعا ، وسمعة النسب الهاشمي ان وجد ، الذي يتشرف بنسبته اليه ثامنا ، وسمعة القومية التي يجاهر بالدفاع عنها تاسعا ، وسمعة العراق الذي يتغنى بتأريخه العريق وحضارته الضاربة بالقدم عاشرا !!

اﻻ اذا كان لسرقة المال العام والخاص ، صباح مساء ، في الغدو واﻵصال ، مفهوم آخر عندها غير خاضع للتقييس الشرعي وﻻ لسيطرة الضمير النوعية !والكلام يصدق على المناصب والحقائب الوزارية والتعيينات والمسؤوليات .

ولكي ﻻيفرح العلمانيون او اللا دينيون او الملحدون ومن لف لفهم ، اقول - جايكم السره على كيفكم - ﻷنه تقويم وجلد للذات ليس اﻻ وليس للتسقيط مطلقا وهو بمثابة مقدمات يتبعها سوق نتائج تصحيحية وربما نظرية ونظرة في أصول الحكم والسياسة الشرعية فلايغرنكم نقدي لهم - واقعكم يوم حكمتم  وان حكمتم لم ولن يكون افضل  وسأستعرضه فور انتهائي من الذي قبلكم - .واضيف ولكي ﻻيلتبس اﻷمر على الخيرين والصالحين والمصلحين فضلا على السياسيين اؤكد لهم ان هناك فرقا عظيما وبونا شاسعا بين " حق داهية وحق داعية ..ومابينهما من حشرات " وﻻبد من الفصل وشيئ من التفصيل في ذلك كله على مكث وتؤدة ...فانا أبحث بالتفصيل بين السلطات ﻻ الفصل بينهما - واعني بهما السلطتين الدينية والسياسية - ولكن على أيدي المخلصين والصادقين والشرفاء من كليهما لا اﻷدعياء فيهما ،   فاصل وراجعين. اودعناكم اغاتي