أجرأ أقوال عبد الباقي يوسف عن المرأة |
هذه مجموعة من أقوال الأديب الروائي عبد الباقي يوسف، وهي حصيلة قراءات من بعض مؤلفاته الروائية والقصصية منها: (( جسد وجسد، الآخرون أيضاً، بروين، خلف الجدار، سدرة العشق، هولير حبيبتي، روهات، كتاب الحب والخطيئة، طريقة للحياة))
الرجل دون المرأة، هو كائن يمشي على قدم واحدة، ويرى بعين واحدة، ويسمع بأذن واحدة، ويشم بفتحة أنف واحدة. والمرأة مع الرجل، تمشي على قدم واحدة، وترى بعين واحدة، وتسمع بأذن واحدة، وتشم بفتحة أنف واحدة.
** ** **
مهما كانت مستويات الخلاف بين الرجل والمرأة، فليس لأحدهما غنى عن الآخر، ومهما أخذ أحدهما من الآخر، فإنه يعطيه أكثر مما أخذ، ومهما اكتمل أحدهما، ونضج، فإنه لايستوي في كماله ونضجه إلا بالآخر.
** ** **
مهما تقدمت المرأة في درجات الشر, فإنها لا تبلغ مبلغ شر الرجل , ومهما تقدم العفو في درجاته برجل , فإنه لا يبلغ مبلغ عفو المرأة.
** ** **
المرأة ريحانة من رياحين الجنة , يستكين الرجل بطيب ريحها , ويستظل بلطف ظلها.
** ** **
لو لم تكن حاجة الرجل قصوى إلى المرأة، لما خلقها الله له، وكان يمكن أن يتسلسل ويتكاثر الجنس البشري من الرجل ذاته دون أن يتم الاستئصال لو شاء الله ذلك، ولكن لننظر إلى حجم برودة الحياة إذا خلت من تلك القوة البشرية الناعمة التي تُحدثُ توازناً لتلك القوة البشرية الخشنة التي يمثلها الرجل.
** ** **
أحياناً يتعامل الرجل مع المرأة كما لو أنه يتعامل مع رجل، بل يطلب منها أموراً تفوق طاقتها، ولاتتوافق مع خصوصيتها، وهي أن تكون مثله، ناسياً بأنها لو استجابت له - وهي لاتستطيع أن تستجيب لأن طبيعتها لاتؤهلها لذلك - وأصبحت مثله، لن يكون بوسعها أن تكون امرأة، لأن ذلك سيُسقط عنها كل تلك المزايا التي تتمتع بها حتى تكتمل معالم أنوثتها.
** ** **
إذا تخاصم رجل وامرأة ، فاعلم بأن الرجل على خطأ، وأن المرأة على صواب، حتى لو كان الرجل على صواب، وكانت المرأة على خطأ.
** ** **
يمكن أن أتقبّل من الرجل أي تصرّف من منطلق الحرية الشخصية، بيد أنني لا أستطيع أن أتقبّل منه إساءته إلى المرأة، حينها فقط يمكن أن أبلغ مرحلة أعيد فيها النظر في رابط العلاقة بيننا.
** ** **
لا أحد ينغّص على المرأة حياتها سوى الرجل، حتى لوشكت المرأة من ألم في معدتها، فإن رجلاً ما يكون قد تسبب لها بذلك.
** ** **
لو كالت الزوجة لزوجها كل صبيحة صفعة , ثم كل ظهيرة صفعة , ثم كل أمسية صفعة ، لما كان له أن يرفع في وجهها سبابة إدانة , ذلك لعظمة فضلها عليه , ولعظمة شقائها معه .
** ** **
تمتلك المرأة تجاه الرجل تسامح نقاء الأنوثة حتى لو بلغ بها العمر عتياً، ويمتلك الرجل تجاه المرأة رعونة خشونة الرجولة حتى وهو في سنواته الأولى.
** ** **
عندما تولد البنت، ويتشكل وعيها، ترى نفسها مرغمة على تحمّل ضريبة أنها أنثى، وعندما تكبر مع السنوات ، ترى نفسها مرغمة لتحمّل ما يحظره الرجل على سائر شؤون حياتها ، تحتمل كل قيد يفرضه عليها ، وهو يتدخل في مقومات حريتها الإنسانية ، تحتمل حتى وهو يفرض عليها ما ترتدي من أزياء ، فقط لأنها امرأة ، فقط لأنه رجل.
** ** **
مهما قدم الرجل للمرأة , فإنه لا يرتقي إلى حجم عطائها له . عطاء المرأة للرجل, عطاء لا تحده حدود, يبلغ بها مراحل متقدمة يمكن أن تقدم نفسها قربانا , بيد أن الرجل مهما اتسع في عطائه للمرأة فإنه يضع حدوداً لعطائه لا يتجاوزها, لذلك تكون المرأة صاحبة فضل عليه أكثر مما يكون صاحب فضل عليها .
** ** **
إذا كانت الأم تنجب ابنها وتصطبر عليه وهناً على وهن حتى تجعله رجلاً، فإن الزوجة تتزوّجه وتصطبر عليه وهناً على وهن حتى تجعله أباً وتغدو امّاً لأولاده. وهنا فإن منزلة الزوجة تتساوى مع منزلة الأم، لذا فإن الأم لاتشعر بطمأنينة على ابنها مهما كبر، ومهما علا شأنه، إلاّ عندما يتزوّج، لأنها عندذاك فقط تشعر بأنها أودعته إلى أمّه الثانية التي سوف تستكمل معه مسيرة الأمومة.
** ** **
المرأة هي مفتاح البركة على الرجل، ومفتاح النور، فكثير من الرجال، يذهب به الاعتقاد بأن هذه المرأة ما تزال جزءاً منه، ولذلك لايكتفي بمواقفه مع امرأته، أو أخواته، أو بناته، بل يريد أن يفرض مواقفه على كل امرأة، دون أن يُدرك بأن هذا الجزء قد انفصل عنه تماماً، كما أن ابنته التي هي من صلبه، قد انفصلت عنه تماماً وذهبت بحال سبيلها، وباتت ربة بيت، وزوجة وأماً، كما أن ابنه الذي أتى من صلبه قد انفصل عنه. ** ** ** يتعلّم الرجل كيف يَقتنع بضرورة أن تكون للمرأة شخصيتها المستقلة، فتُخطئ وتتحمّل أعباء أخطائها، تُخطئ وتتعلم من أخطائها، ولايذهب به الاعتقاد بأنه يحل له أن يخطئ ويتعلم من أخطائه، يُخطئ ويتحمّل نتيجة أخطائه، و يكون ذلك حكراً عليه فقط، دون أن يكون للمرأة من ذلك شيء. ** ** **
تحتمل المرأة تدخلات الأب والأخوة وتحلم ببيت زوجي تكون فيه سيدة ، بيد أنها ما أن تتزوج حتى ترى نفسها أمام رجل جديد عليها أن تحتمل منه مزايا قيود جديدة . تحتمله ساعة غناه ، تحتمله ساعة فقره تحتمله ساعة عافيته ، تحتمله ساعة مرضه تحتمله ساعة فرحه ، تحتمله ساعة ترحه تحتمله في حله ، تحتمله في ترحالــه حتى في غرفة النوم ، فإنها لاتملك سوى أن ترضخ لحمله يجلو هذا حتى في حياة الحيوان، إذ نرى الأنثى مهما هربت من الذكر ، فإنها في النهاية ترى نفسها وقد رضخت لحمله حتى يدعها في حال سبيلها . نرى النعجة الوديعة ، تحتمل جلافة الكبش وهو يقوم عليها ، نرى رعونة الحصان وهو ينال من أنثاه نرى خيلاء الديك وهو يقع على الدجاجة .
** ** **
معضلة الرجل مع المرأة أنه عندما يتحدث مع رجل , يتحدث إليه على أنه رجل وعندما يتحدث مع طفل , يتحدث إليه على أنه طفل , لكنه عندما يتحدث مع المرأة , يتحدث إليها كما لو أنه يتحدث لرجل فاقداً إياها كل مزايا المرأة . أحياناً لايتعامل الرجل مع المرأة على أنها امرأة سوى لحظات إيوائها إلى جانبه في الفراش , عندها فقط يدرك بأن التي إلى جواره هي امرأة , فيشرع في ملاطفتها كما لو أنها وردة , يملأ خديها بقبلات حنونة , يهمس لها بأجمل وأرق وأعذب ما يخطر في باله من عبارات إنسانية شفافة , عندئذ تتفتح زهرة أنوثتها بين يدَيه . وينامان نوما هنيئاً ، نوم أنثى وديعة إلى جانب ذكر وديع , نوم امرأة بديعة إلى جانب بعلها البديع . لكن الصباح يطرق على نومهما الهانئ الباب ليفسد كل شيء , لأنه ما إن يفتح عينيه حتى يعود إلى نسيانه بأن التي إلى جواره امرأة، فيطلق كلماته الرعناء الصباحية الأولى ليفسد عليها مزاجها الصباحي ، ويعكر عليها صفوة استيقاظ ذهنها على ضفة صبيحة يوم جديد ، فتضطر المغلوبة على أمرها أن تستجيب لرعونته على أنها رجل جلف بالغ الخشونة , كما أنها اضطرت أن تستجيب للطف حديثه ومداعبته في الليلة الماضية على أنها امرأة أنثى بالغة النعومة . وكما أن زهرة أنوثتها تفتحت للطف كلامه , فإن أشواك زهرة أنوثتها تبرز كمخالب لتوخزه وخزة وخزة لقسوة كلامه وبطش يدَيه، وهي ترى حجم براءتها , وحجم قسوة الرجل عليها , فهو الذي لاطف فسحة أنوثتها حتى تفتحت وردة الأنوثة بين يديه وهنأ بما هنأ طول الليل ، وهو الذي أيقظ أشواك الوردة النائمة كي توخزه وخزة وخزة ، وكرد فعل منه على تلك الوخزات : ينهال ضرباً مبرحاً عليها , ينهال دون تمييز على كل أعضاء جسدها بأعلى درجة من وحشية كما لو أنها رجل ندّ له , وهي لستُ رجلا إلا في مخيلته , رجل واهن يمكن له أن يسترجل , يستزلم , يستقوى على وهن المرأة , كما لو أنها لست حمامة مكسورة الجناحين في قفصه ، مستكثرا عليها الدفاع عن نفسها حتى بوخزة شوكة وردة ناعمة أفاقها هو ذاته من عمق نومها .
** ** **
|