العراق بحاجة لديمقراطية القائد الأوحد! |
قائد الضرورة هو قائد النصر والسلام، البطل القومي، والزعيم الوطني الذي يمتلك مفاتيح التغيير لوحده، فتمكن منه جنون العظمة والسلطة، وملأ كيانه حد النخاع، وكانت التظاهرات المليونية في أيامه، تُدرس على أنها حب وطاعة لحكومة القائد الأوحد، خاصة خلال الإنتخابات والشواهد كثيرة.
ملايين من جموع الناس، كانت تخرج لملعب الشعب، وساحة الإحتفالات الكبرى، فملأت خريطة العراق بأكملها، لأن الشعب سيدلي بصوته لهذا القائد الصنديد، ومحب الحروب، والرجل العنيد، فكانت النتيجة مفرحة ومبشرة بالخير، عدد رهيب ومخيف من حيث الأصوات المؤيدة، وإكتسحت كل التوقعات، فترى نشرات الأخبار عن طريق رئيس المفوضية العليا للإنتخابات، وهو يعلن فوزاً ساحقاً للدكتاتورية بنسبة 99 ‘99 %، برئاسة الجمهورية، والوزراء، ومجلس قيادة الثورة، والقيادة العامة للقوات المسلحة دون منازع!
زمن مضى وأيام قد ولت، والقائد الأوحد أصبح في خبر كان، وذهبت معه كل المسميات وجاء التغيير، والحلم بين اليقين والظن، والحقيقة رغم ألمها الممزوج بالحيرة، إلا أنها تبقى واقعية ماثلة للعيان، فلقد سقط الصنم، ورسمت خارطة العراق الجديد، بخطوط ديمقراطية أمريكية واهمة، ولكن مازال العقل الجمعي للمجتمع، لا يستوعب ما يحدث وما سيحدث، فظل مترقباً مَنْ هو البديل؟ لأننا مازلنا نبحث عن قائد أوحد جديد، لنخرج بالملايين ونصوّت له بنعم!
سؤال بسيط لكنه مهم، وهو كيف يمكن مقارنة زمن الدكتاتورية، بزمن الديمقراطية حتى وإن شابها بعض الخلل؟!
إن أغلب دول المنطقة تحلم بالحرية والديمقراطية، لأنهما لغة الأحرار، ولا يُعبد طريقهما إلا بالتضحيات، ولكن ما يحسب علينا نحن كشعب عراقي، هي فكرة الاستعباد التي عاشت معنا، لأكثر من خمس وثلاثين عاماً تحت سلطة قائد الضرورة، فكانت جرعة الديمقراطية بعد التغيير، كبيرة وسريعة ومردودها أصبح عكسياً،على هذا الشعب المسكين.
المتصدرون للمشهد السياسي في العراق بعد (2003)، لم يكونوا أنبياء أو أولياء، وتوزعوا بين قاتل، وسارق، وطائفي، وساكت عن الحق، ومنهم شريف لكنه جبان، وآخر محب، وصادق، ومعتدل همه الأول العراق، وهذه النماذج قليلة جداً، ويعدون عملة نادرة، وسط هذه الفوضى السياسية التي حاربتهم حتى غيبوهم.
ختاماً: نحن نفتقد معنى الديمقراطية الحقيقي، وكيفية التعامل معها أو بها، لأنها جاءت في وقت محرج للبلد، وفُسرت حسب أهواء بعضهم وقناعاتهم، على أنها حرية مطلقة، بيدَ أن القتل، والسرقة، والخطف، والنهب، كانت عناوين بارزة تم تعليقها على شماعة الديمقراطية الكاذبة والحرية الزائفة.
|