أيهما أسوء ترامب أم حكوماتنا الإسلامية

 

 

ترامب لم يأتي بالجديد ولكنه لعب هذه المرة على المكشوف وأظهر المخفي وفضح المستور ووضع النقاط على الحروف ، و نفذ ما يدور بداخليه من أفكار عنصرية غير إنسانية ولكنه نفذها تحت عنوان تحقيق الوعود التي أطلقها في حملاته الانتخابية ، فعنوان نبيل يغطي مأساة إنسانية كبيرة تعاني منها البشرية جمعاء وخصوصاً المجتمعات الإسلامية ، ترامب لا يختلف عن أوباما أو أي رئيس أمريكي أخر لأن الظروف والمصالح الأمريكية هي التي تحرك كل شخص منهم ، صحيح ترامب تعدى كل الطرق الدبلوماسية والإنسانية ولكنه قد أظهر حقيقة الحكومات الأمريكية التي لا تعترف بشيء إسمه حقوق الإنسان أو العلاقات العادلة ما بين الدول أو تبادل الاحترام وغيرها من المصطلحات التي تتحكم بالعلاقات الدولية ، الأمريكان ينظرون الى مصالحهم على أنها الهدف الأسمى الذي يجب أن تتعاون جميع شعوب العالم في تحقيقه وإلا تجبر هذه الشعوب على هذا الأمر ، وهذا الجبر يتم بطرق شتى تارةً عن الطريق دعم الحكومات الدكتاتورية وتارةً عن طريق الضغوط الاقتصادية أو التدخل العسكري وغيرها من الطرق الشيطانية التي تنتجها المعاهد المتخصصة في تحقيق هذا الهدف ، هذا هو ترامب وهذه هي سياسة أمريكا التي تعتمد على أموال ومصادر الطاقة في البلدان الإسلامية لاستمرارها في نهجها العدائي لشعوب العالم ، ولكن أين الحكومات الإسلامية من كل هذا أليست هي السبب الرئيسي في تهجير ونزوح الملايين من المسلمين نتيجة أسباب مختلفة منها الدكتاتوريات الظالمة التي فتحت سجونها على مصراعيها للأحرار واشترت الأسلحة الفتاكة لحماية أنظمتها القمعية الطائفية البغيضة ، وقد جعل كل حاكم دكتاتور بلاده سجن كبير يصعب على أفراده الهروب منه مع منع الحريات بأنواعها ، أو الأنظمة الفاسدة التي تسرق ثروات الشعب بشكل هستيري لا يعرف الكلل ولا الملل حتى أصبحت البلدان عبارة عن أراضي شاسعة جرداء من كل شيء لا نبات أخضر ولا مشاريع منتجة سوى مقابر شاسعة ، وما يدخل البلد من أموال وثروات يتجه مباشرة لإنعاش البنوك والمشاريع الأمريكية والغربية بشكل عام ، حتى أصبح المواطن المسلم لا يعرف اين يعيش وماذا يفعل لكي يعيش ، فحكوماته لا تحميه بل تلاحقه من أجل اضطهاده أو سجنه أو قتله والحكومات الغربية والأمريكان يلاحقونه تحت عناوين هم خلقوها وافتعلوها من أجل تدميره وإضعافه من أجل تحقيق مصالحهم  ، فيصعب علينا أن نميّز أيهما أسوء ترامب أم حكوماتنا الإسلامية .