زلزال في أمريكا |
قبل أيام إحتفل الصينيون بالدخول في عام الديك الذي يعد عام خير وحظ لهم ،بعد ان ودعوا عام القرد السيء، في حين ان العالم دخل في 20 يناير الماضي في عام الزلزال الأمريكي الذي يعاني العالم بأسره من تداعياته وإرتدادته الكارثية ،في الداخل الأمريكي وفي الخارج على حد سواء. منذ أن تسلم الملياردير الأمريكي شريك العرب والمسلمين الإقتصادي ، دونالد ترامب الذي يشبه في تصرفاته "دون كيشوت" أو "تأبط شرا" ،ويقوم بتفجير قنابله الإنشطارية لنسمع دوي إنفجارها في كافة الأصقاع العالمية،والعلم يهتز على وقع قرارته العنصرية التي ستعجل في إنهيار امريكا. يبدو ان الرئيس ترامب يفتقر لتقاليد شعبه ،وينسى أو يتناسى أن الشعب الأمريكي ليس مثل بقية شعوب العالم الثالث ،التي ترقص طربا وتفرح وتصفق لجزارها الحاكم الذي يتخذ من جز الرقاب متعة له ،ومن حرمان شعبه مصدرا لثرائه ،وكل ذلك كان بدعم أمريكي رسمي. لقد رد الشعب الأمريكي على ترامب بشعار واحد "ليس رئيسي" ،وها نحن نشهد تموجات الشارع الأمريكي الثائرة في العديد من كبريات الولايات التي تتظاهر رافضة قرارات ترامب وأخطرها كراهيته للمسلمين ومنع المسلمين من دخول أمريكا . لم يتحرك الشعب الأمريكي بمفرده بل نسمع ونرى يوميا كبار المسؤولين الأمريكيين ،وهم يشاركون شعبهم حملة الحفاظ على الحقوق المكتسبة ،وحماية المبدأ الذي قامت عليه أمريكا وهو إستقبال المهاجرين من كافة أرجاء العالم. تفوق ترامب في جنونه على بوش الصغير الذي إستجاب لضغوط اللوبيات الإسرائيلية في واشنطن، وأعلن أن الله أمره بشن حرب على العراق ،وقبلها إحتل أفغانستان وبعد ذلك ورطوه في الحرب على ما يسمى "الإرهاب "،من أجل إنهاك أمريكا التي بدأت تضغط على مستدمرة إسرائيل كي تتوصل إلى حل ما مع الفلسطينيين. لقد أضعف بوش المجنون أمريكا ،وها هو ترامب يوجه لها الضربة القاضية لإنهيارها ،تماما كما حدث مع الإتحاد السوفييتي حيث جيء برئيس ممنهج إسمه غورباتشوف ،الذي بدأ بهدم أسس الإتحاد السوفييتي وفق خطة أمريكية مدروسة ،وها هو التاريخ يعيد نفسه ،وينقلب السحر على الساحر ،ويأتي الروس بترامب لينقض بدوره أسس أمريكا ويفككها ،كما حصل بالإتحاد السوفييتي،وها هي كاليفورنيا تجمع التواقيع من أجل الإنفصال.
لو لم يكن الرئيس ترامب مبرمجا لتفكيك أمريكا ،لأيقن ان المهاجرين هم أساس تطور ونمو ورفعة بلاده،ولولاهم لإنضمت أمريكا إلى نادي الدول النامية او النائمة لافرق منذ زمن بعيد ،ولما تربعت على عرش العالم بالقوة ،ولما وصلت إلى أعالي الفضاء . بدلا من إنتقال العدوى الأمريكية المتمثلة في الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ،رأينا ان عدوى العالم الثالث التي تتسم بالديكتاتورية والقمع وإنتهاك حقوق الإنسان إلى أمريكا ،وتقمصها السيد الرئيس ترامب،ومارس دورا لم نر رئيسا من قبله يمارسه. أستطيع القول واثقا بأن عقلية ترامب ليست عقلية رئيس غربي وبالتحديد رئيس امريكي ،بل هو مثل شاويش إفريقي إغتصب الحكم بالتزوير وبتأييد قوة خارجية لا تريد الخير لأمريكا . وها هو يفصل معارضيه وآخرهم وزير العدل بالنيابة سالي بيتس قبل أيام من حصولها على التقاعد ،لأنها عارضت قرارته ولم تدافع عنها، كما اطاح بالمسوؤل عن الهجرة والجمارك بالوكالة دانيال راغسديل لذات السبب،وسبق أن أمر بفصل المدعي العام الفيدرالية آن دونيلي لأنها لم تدافع عن قرارته التي أشعلت خطاب الكراهية. لأول مرة في تاريخ أمريكا المعاصر يتحول الشعب الأمريكي إلى كاره لرئيسه ،وها هي الجهات الإعتبارية التي تمثل المسلمين تعد العدة للجوء إلى القضاء لمقاضاة ترامب ،وينضم إليهم أمريكيون كثر ،وكذلك ولايات بأكملها مثل ولاية واشنطن وماساسوتسش وفرجينيا ونيويورك والحبل على الجرار . كما أن مشهد القمع الذي تمارسه قوات الأمن في العالم العربي إنتقل إلى أمريكا ،ورأينا قوات مكافحة الشغب الأمريكية تنكل بطلاب الجامعات الأمريكية الرافضة لخطاب الكراهية ،كما أن ترامب نفسه يهدد الموظفين السابقين إما الإلتزام بقراراته أو الرحيل ،وهذا ما يحص عندنا في العالم العربي إما ان تكون سحيجا ،أوتموت جوعا. وفي الخارج فإن الحال ليس أفضل منه في الداخل ،إذ يشهد العالم وتحديدا من كانوا محسوبين على التحالف الأمريكي وفي المقدمة بريطانيا ومستعمرتها كندا إنقلابا على الرئيس ترامب،وقد وقع مليون بريطاني على عريضة تطالب بمنع ترامب من دخول بريطانيا . كما ان كندا أعلنت إستقبالها لمن ترفضهم امريكا بإقامة مؤقتة ،وتم الرد عليها بالإعتداء على مسجد إسلامي في كيبيك وقتل 6 مسلمين وجرح 20 وهم يؤدون صلاة المغرب. وإنضمت فرنسا وإيطاليا وألمانيا وإسبانيا والرويج والأمم المتحدة إلى قافلة المعارضين لترامب الذي بعث خطاب الكراهية مجددا ،ناهيك عن ان دولا عربية محسوبة على أمريكا علا صوتها ضد ترامب وسياسته. لقد حرك ترامب المياه الراكدة في البحيرة الدولية ورمى فيها حجرا لن يستطيع مليون عاقل إخراجه منها.تقوم منظمة آفاز العالمية التي تعنى بحقوق الإنسان والبيئة والعدالة في العالم بحملة جمع خمسة ملايين توقيع ضد خطاب الكراهية الذي أججه ترامب من خلال قرارته ضد المسلمين. |