سلّحْ العرب تقتلْ العرب!!

 

قتل العرب بسيط جدا وفي غاية السهولة ولا يحتاج عدو العرب سوى أن يُسلح العرب , فسيجدهم يتقاتلون ويبيدون بعضهم بعضا بالسلاح الذي يستوردون أو يُمنحون.

فالعرب ألد أعداء العرب , والعرب بحفرون لبعضهم البعض قبورا , ويدمرون فيما بينهم الجسورا.

وتلك عاهة العرب وتبلغ ذروتها عندما يشتد الخطب , فتأملهم كيف يتقاتلون والمفترسون من حولهم يصولون , وينهشون أكتافهم وهم الخانعون الصاغرون , المتفننون بتسويغ قتل العربي للعربي , ووصمه بما يجيز ذلك من التوصيفات والمسميات الفتاكة.

العرب أحالو الذهب الأسود إلى دخان أسود يعصف بديارهم ويمحق وجودهم , ويمنعهم من رؤية وجوه بعضهم البعض , بل كل يرى أخاه وكأنه شيطان رجيم.

العرب يتغاضبون على بعضهم وينحنون أمام أعدائهم , وما غضبوا سوية وأخذتهم الحمية والغيرة على عروبتهم وهويتهم ومصيرهم وتأريخهم.

العرب يأكلون من إناء واحد ويُذبحون في إناء واحد , ويتدحرجون إلى ذات الهاوية وكأنهم لا بشر.

العرب سيَمحقون العرب , وستذهب ريحهم , وتتحول ديارهم إلى عصف مأكول , بأبابيل شرورهم وبحجارات أحقادهم وجمرات إنتقامهم من بعضهم البعض.

فأمة العرب في محنة أن العرب يشترون بثروات النفط أسلحة فتاكة , ويرهنون مصيرهم بشركات الأسلحة التي تديم اسواق أسلحتها , وتزداد شراهتها لأخذ أموال العرب , الذين أحالوا نعمة النفط إلى نقمة , وما إستعملوا أسلحتهم إلا للتقاتل فيما بينهم أو مع جيرانهم الذين من دينهم.

العرب لا يعرفون نصرا إلا أن يصولوا على ذاتهم وموضوعهم , وتدمير مدنهم وتشريد بشرهم وتخريب العمران وقهر الإنسان , والإمعان بالجور والبهتان , والأجيال العربية مرهونة بالعدوان والهوان.

العرب لا يضنعون سلاحا ويشترونه للنيل من العربي الإنسان , فماذا يرتجى من بشرٍ ينحر بشرا عريان , ولا يدري لماذا يقدم على فعله الشنّان؟!!

العرب أصبحوا أمة رعب لا أمة عرب!!