سؤال مصيري ... اهمله العراقيون، واثاره ترامب !!...

 

 

 

(( لماذا يضع هذا الجنرال عائلته في امريكا وهو على اعلى سلطة امنية في البلد اليس من المفروض ان تكون عائلته بجانب عوائل افراد الشعب العراقي )).

نعم، هذا هو السؤال الذي تخلل تغريدة تويترية منسوبة الى الرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب، وذلك على خلفية القرار القاضي بمنع دخول رعايا سبع دول منها العراق إلى الأراضي الأميركية لمنع تسلل الإرهابيين.

ليشمل بحسب الظاهر، قائد العمليات المشتركة ورئيس جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الركن طالب شغاتي الكناني.

وهنا اقول :

بغض النظر عن مدى صحة نسبة هذا الخبر الى ترامب من عدمه، فهو بحق يستحق التامل.

فقد جاء في وصية منسوبة الى الامام علي عليه السلام :

( لا تنظر الى من قال، ولكن انظر الى ما قيل ).

اجل، فهذا هو السؤال الذي كان من المفترض ان يوجهه العراقيون الى كل اعضاء الحكومة العراقية من بعد سقوط الصنم في ٢٠٠٣ والى يومنا هذا.

اذ باي حق يعاني العراقيون في الداخل من انعدام ابسط انواع الخدمات، فيما تنعم عوائل المسؤولين في الخارج بحياة الملوك، التي قد يحلم بها حتى ابناء ذلك البلد المستضيف ؟!!...

حيث الرواتب المليونية والمخصصات والامتيازات الخيالية، وحتى الرشاوى التي يحصل عليها المسؤول العراقي بكل تاكيد بحكم منصبه.

و لماذا لا تعيش عوائل المسؤولين حالة الذعر والرعب التي اصبحت جزءا لا يتجزا من حياة الشعب العراقي اليومية، حيث المفخخات والتفجيرات وكل قذارات داعش والارهاب ؟!!...

الحق والحق يقال.

فالسؤال اعلاه، يجب ان يتصدر من الان فصاعدا كل لوائح وبنود وقرارات الدستور العراقي.

وان يكون الشرط الاول في تسنم اي مسؤول عراقي لاحد المناصب السيادية في الدولة.

خصوصا مزدوجي الجنسية منهم، فشمولهم بهذا الشرط يجب ان يكون فرض عين كالصلاة.

وبالذات، لو اخذنا بعين الاعتبار ان حمى الدعايات الانتخابية بشقيها البرلمانية وكذلك مجالس المحافظات هي على الابواب ان صح التعبير، وان المسالة هي مسالة وقت ليس الا.

فهذا السؤال هو من الاهمية بمكان، بحيث ان اهماله من قبل العراقيين سابقا، قد يعد السبب الرئيسي وراء استهتار المسؤولين الى هذه اللحظة، وبالتالي اغراق العراق في مستنقع الفساد الاداري، ودوامة الجريمة المنظمة.

ومن هنا، فلا بد للشعب العراقي ان يتعظ من تجربته السابقة مع ساسته لصوص الخضراء، والتي امتدت لاكثر من عشر سنوات.

وان يميز هذه المرة الخبيث من الطيب، والكاذب من الصادق.

وذلك بان لا يستسلم للمشاعر والاحاسيس، لا يصدق بتلك الوعود الفارغة البراقة، ولا يركض وراء الفتاوى الارتجالية الجاهزة ايا كان مصدرها، والتي قد تجمل صورة الذئب، ليبدو كالحمل الوديع.

والا، فمن المؤكد انه سوف لن يحصد سوى الندم، حيث لا ينفع الندم.

فالمسؤول العراقي وباختصار شديد، يمكن قراءته بهذه الصورة :

ان كل حركاته وسكناته من سياحة واستجمام وقضاء عطلة، فضلا عن العلاج وحتى تعليم اطفاله في المدارس والجامعات و ... يكون في الخارج.

وان الشئ الوحيد الذي يربطه بالعراق، هو كيفية سرقة ما يمكن سرقته من خيرات البلد، وامتصاص دم الشعب.

يقول الصحافي والروائي البريطاني جورج اورويل :

(( الشعب الذي ينتخب الفاسدين والانتهازيين والمحتالين والناهبين والخونة، لا يعتبر ضحية، بل شريكا في الجريمة ..”)).