الإيزيديون بين الحلول المفقودة وإنتقادات أبناء جلدتهم في الأحزاب |
حسب الأسطورة في ميثولوجية الأديان، عندما أکل أدم التفاحة فنفخ بطنە فقد تکون هذه بداية مشکلة الإنسان مع نفسە وجسدە، فبدأت حواراته مع نفسە. وفي الحقيقة کل ما تعرض له أتباع الديانة الإيزيدية في تاريخهم من الويلات والفرمانات لا أحد يستطيع أن ينکرها. في الوقت الحاضر وقبل ثلاثة عقود من الدهر أنتشر مرض عشاق فضل الدين علی القومية في دول الشرق الأوسط بشكل عام وفي أقليم کردستان العراق بشكل خاص فأصبح "الدين فيتامين الفقراء " لأن الأغنياء يسيطرون على ممتلكات الأرض فلم يبقی للفقراء سوی حبهم للدين والأمور الخرافية _الخيالية الذي لا أساس لها من الصحة، ومن هنا فقد الإنسان ثقتە بأخيە الإنسان في التعايش السلمي، لأن نهل من نبع الدين علی حساب القومية وسيطر الفكر الديني على القومية وبکل صراحة أقول السلطة الحاکمة لها دور لابأس به في تقصير التربية والتعليم في المدارس وتشجعهم نحو العنصرية الدينية، والأصح يجب تعليم الأفراد على أساسيات والمبادئ القومية، وخيردليل علی ما أقول عندما بدأ فرمان شنگال وقع الإيزيديين في فخ دولة الخلافة، وحوش العصر وقاموا ببراءة أخوتهم في الدين، والمصيبة الأکبر أن الأخوة في الدين الخلافة من الکرد المسلمين أنقلبوا علی أخوتهم في القومية من الکرد الإيزيديين وکرفانهم في الدم وفي نظرهم أن أخوتهم في القومية کفار إذا لم يکونوا من منتمي دينهم حسب شريعتهم الدنيوية وتعلميهم الديني وينظرون إليهم نظرة دينية وليس قومية، خلاصة أستعراضي هذا أن ماحدث في شنگال وإنسحاب القوات الکردية من هناك هو السبب الأصح لاأکثر، لأن الإنسحاب کان منظماً ومخططاً لە قبل دخول داعش، والبشمرگە لم تنسحب فقط وإنما رفضت تسليم الأسلحة للمدنيين الإيزيديين من الدفاع عن أنفسهم رغم توسلهم إليهم حسب قول أهل شنگال أنفسهم، فقد كان حجة البشمركة في ذلك هو أفتقارهم للأسلحة الثقيلة والمتطورة وغزو داعش كان مفاجئاً وغيرها من المبررات الغير مقنعة، علی کل حال بعد تعرض الإيزيديين لفرمان أب المشٶوم عام ٢٠١٤ وإنسحاب القوات الکردية منها بدون مقاومة وتسليمها إلی قوة ظلام العصر منذ ذلك التاريخ فقدت الثقة بين الإنسان الإيزيدي الشنگالي و حمايتە من حکومة الأقليم للمنطقة أوتوماتيکيا لا إيرادياً وتحول الحالة إلی أکثرمن اللازم للتفسير والحسابات، وأستطيع القول بأن کلمة جينوسايد لاتعطي الصورة الحقيقية لما تعرض له الإيزيديين في شنگال من المآسي والويلات فالمصيبة أکبر بکثير. في تاريخ الديانة الإيزيدية وماضيها لم يکن يوم من الأيام مطلبهم في کردستانهم سوى التعايش الأخوي والسلمي مع شعوب وأديان المنطقة، فکل ماتعرض له الإيزيديين في تاريخهم من الفرمانات بهم لم يكن سسببه إلا الدين والقومية، وحسب التاريخ أن هذا المعتقد الديني لايخرج من مشکلة حتى تأتيه الأخرى . الإيزيديون بعد کل هذە المصائب وخاصة ما وراء جينوسايد شنگال خرجت قضيتهم عن إطارها الکلاسيکي إلی نطاق أوسع أقليمي و الدولي، وكل ذلك بجهود الخيريين من أبناء الإيزيديين، أستطيع القول هنا أن حساسية الإيزيديين مع بعضهم البعض بدأت بظهورعلی السطح وتباينت الخلافات فيما بينهم في الرأي، فهناك جماعة المجلس الروحاني أولاً والثانية جماعة الکتاب والمثقفون و الثالثة هم السياسيين الإيزيديين في الأحزاب الکردستانية ، وأقول مع کل الأسف في کل مرحلة إذا أصدع نجم ايزيدي هناك من يقوم على محاربته ومحاولة أسقاطه، هناك البعض من الإيزيديين من مٶيدي الأحزاب يقدمون کل ما بحوزتهم من أجل الوصول إلی المناصب وتحقيق أهدافهم الشخصية ولايهمهم شئ سوی مآربهم الدنيوية والحصول على حفنة من الدولارات، ولايقف طموحهم عند هذا الحد ، فهم ينعتون كل من يخالفهم الرأي بالخيانة، ومنهم من يظهر نفسه بأنه رجل السياسة حيناً وعالم دين حيناً أخر، وفي کل الأحوال لاتوجد جهە إيزيدية تمثل جميع الإيزيديين ، والحقيقة يجب أن تقال هناك البعض من الإيزيديين يعملون ليلا ونهاراً من أجل خدمة الأيزيديين والإيزيدياتية ويعملون على أظهار المآسي والولايات التي تعرض لها الإيزيديون للعالم خلال تاريخهم، ولکن ومع الأسف هناك البعض من المنتمين للأحزاب الكردستانية يقومون بمحاربتهم ويوجهون لهم الأنتقادات الغير موضوعية، وينعتونهم بمعاداة القومية الكردية، وهنا وأقول لهٶلاء السادة کفوا عن أنانيتكم، وحسب قول البروفيسور الکردي جمال نبز : أن القومية لدی کل فرد هي شعوره بأنتمائە ومسٶليتە القومية لا أکثر وليس الفرض بالقوة، وبرأي الشخصي هٶلاء الأشخاص هم متمسکين بإيديولوجيات الحزبية أکثرمن عقيدتهم الدينية علی عکس المسٶوليين من المذاهب والأديان الأخری . أن الإيزيديون غير متفقين علی شيء معين سوى أسم خودا و طاوسي ملك لا أکثر. الإيزيديون في الوقت الحاضر بحاجة إلی کلمة التوحيد أكثرمن کل الاوقات والبحث عن قيادة حکيمة تهتم بأمورهم بعيداً عن السياسة والمصالح الشخصية، وأناعلی اليقين إذا تدخل المجلس الروحاني وعلی رأسهم أميرهم وبابا شيخهم في السياسة وطلبهم من الإيزيديين الأنتماء إلی الأحزب التي ينتمون إليە، فهذا مايسئ إلى الإيزيديين ويزيد من مآسييهم وهذا يذکرنا بالمقولة " قطعة السلاح قد تقتل إنسانا أما الأفکار الخاطئة فقد تقتل شعوبا" ، فعلينا مراجعة أنفسنا، أن الإيزيديين کورد ولا أحد يستطيع أن ينکرهذه الحقيقة، فكل الأدعية والأقوال الإيزيدية هي باللغة الكردية، والإيزيدي يمارس عاداته وتقاليده باللغة الكردية، ولکن للديانة الإيزيدية لها خصوصياتها يجب مراعاتها، ولكن ومع الأسف هناك من يتعامل مع القومية الكردية لحسب مصالحه الشخصية ومن أجل تحقيق مأربهم الأنية . أن ما تعرض له الإيزيديين في شنگال وإنسحب القوات الکردية منها قد أعطی صورة غير لائقة لجميع الأکراد في أقسام الكردستان الأربعة، وأدی إلی ردة فعل من قبل بعض ذوي المختطفات والسباية وهذا من حقهم ويجب مراعاة شعورهم وغضبهم، فيجب الإبتعاد عن تلك التصرفات اللامعقلولة والمهزلة في بعض وسائل الإعلام الألکترونية، وخير مثال عندما زار البعض من الأخوة الإيزيديين إلی جمهورية إيران الإسلامية وتعارف الإيزيديين بشعب الإيراني، وجلي لكل بأن وضع الإيزيديين حرج أي ٨٥% منهم خارج سکناهم سواء في الأقليم أو خارجه ويطلبون يد العون من جميع أصحاب الضمائر الحية في العالم بغض النظرعن الدين أوالمذهب أو القومية. ويجب أن لاننسی بأنه عند الإيزيديين اليوم هناك أزمة في القيادة لأن القيادة الفاشلة يمضي بالشعب نحو الهلاك، وهناك مشکلة أخری لدی الفرد الإيزيدي فأذا تصفحنا الصفحات الاکترونية فسوف نجد بأن أکثرية الإيزيديين الذين يكتبون في المواقع الألكترونية يقومون بالنقد من أجل النقد ونقدهم بعيد عن الموضوعية ونقدهم في الكثير من الأحيان نقد جارح وشخصي ولايبحث عن الحلول الناجعة. و أخيراً وليس أخراً أن أزمة التفاهم والمصطلحات الجارحة ونزف الدم من مشاعر الأخرين و التعامل المصلحي أكبر مصيبة يخلق لنا مشاکل في الوطن والخارج وتتعقد الأوضاع يوم عن يوم. أن ضياع حقوق الإيزيديين اليوم بين أربيل وبغداد بمثابة ذلك النمط كضياع الإيزيديين أنفسهم بين النخبة المثقفة والسياسين من جهة ومجلس الروحاني من جهە أخری ، وعلی النخبة المثقفة البحث عن الحلول المفقودة أن تتعامل مع واقع الإيزيدية اليوم بعقلاقنية وعدم الاستعجال في إصدار القرارت لأن نهايتە الندم وثم الندم وعلينا جميعا أن نتعلم کيفية التعامل مع الأفکار المتباينة والجلوس حول طاولة واحدة لحل مشاکنا بأنفسنا بهدوء لأن التهجم وعدم قبول الفکر الآخر وجرح مشاعر الأخرين من أجل المصلحة الشخصية، أقول في النهاية قوتنا في وحدتنا، أتمنا التجنب والإبتعاد عن ما حدث في الماضي والأستفادة من الاخطاء وبناء المستقبل الخالي من الأنانية،والا سوف ينقلب الحال حسب المثل " مســــــألة جزدان وليس مســـــألة وژدان " .
|