بقايا يساره تنتظرها ...... قصة قصيرة


 
بين هوامش الابواب وفواصل النوافذ ينتظرها يقف على اعتاب ذاكراته المنسية مرتديا قناعه النرجسي يحاول ان يعيش تلك اللحظات بهدوء وصمت لا لكونه يتبنى هذه الصفات كدستور في فوضى يومياته انه ابعد من ذلك بكثير انه مصدر للصخب والضجيج في كل شيء لكن من اجل ان يرافق كل شيء فيها يستسلم للهدوء والصمت لعله يحظى ببعض الاوكسجين الفكري النقي في حضرتها بهذه الكلمات يرسم جدولا لكلمات العشق المتقاطعة فوق الجدران والنوافذ والاشياء المحيطة به لحين وصولها فعقارب الساعة تخلد للنوم ونبضات قلبه ما زالت واقفة منتصبة القامة تبحث عن دوي انفجار كعبها العالي اه من هكذا انفجار يزلزل شرايين القلب بشظايا الهوى وبينما يحاور القلم وريد اللهفة تختزل انفاسه صوت كعبها العالي ها هي قادمة من خلف الافق من بين حقول الحروف والكلمات التي زرعها في طريقها ها هي تصل بكامل انوثتها تسبقها رائحة عطرها اليه تنتشر في فضائه المسكون بنشوة اللقاء ها هي تقترب منه يصدح غيتار كعبها العالي برفقة نبضات قلبه وتعزف لحن النصر له يبحث عن سيجارة كي يشعلها فتمتزج رائحة التبغ بعبق عطرها كي يهطل الدم نحو صحراء رجولته فهو يقاوم كل شيء الا النساء انهن الحاجز الوحيد الباقي في دربه انهن الجسر الفاصل بينه وبين المجد وما هي الا ثواني معدودة وتقف امامه يحاول ان يظهر امامها بكبرياء رجولته لا بهزائمه المركونة في قصائده الحمراء تبوح له بأبتسامة كأنها تقول له ها قد وصلت يرد عليها بأبتسامة يبوح فيها بما يخفيه ترد عليه بكلمات ويرد هو بكلمات ويدور حوار بينهما لا يخلو من نظراته العبثية لمكياجها لأهتزازات شفتيها للرطوبة الخفية فوق خديها في تلك اللحظة يلتقط كل شيء يصدر عنها بحواسه لعله يخفف بعضا من وجع رحيلها الذي يتبع وصولها وما هي الا بقايا زمنية وتمضي بكعبها العالي ويمضي معها فبدونها يكتسح العطش دهاليز حروفه وبحضورها ينهمر الشعر من قلم حمرة لم يتبقى منه سوى لمسة ناعمة فوق خدوش القصيدة ترحل كعادتها يلاحقها كعادته تهتز بينهما المسافات يقترب منها تحبو نحو اليسار قليلا يجن جنونه يطرح اخر اوراقه فوق الطاولة يلملم بقايا يساره ويقتفي فيها قطرات المطر ليرسم اخر انتصاراته المرصعة بحكاية عشق لم يكتمل شتائها فوق هوامش الابواب وفواصل النوافذ في فوضى يومياته .......