الإتحاد التركي العربي الإيراني!!

 

لاخيار لشعوب المنطقة مهما توهمت وتصورت , إلا أن تتحد على غرار ما فعلته الدول الأوربية , فالإتحاد قوة وخير , والفرقة ضعف وشر , وتمكين لأعداء الجميع لإفتراس الجميع فرادا.

فلا خيار سوى الإتحاد بعد الذي جرى ويجري في المنطقة , ومنذ قرن لم تربح به شيئا وباءت بخسران مهين.

ولابد من اليقظة والخروج من الأوهام والأضاليل , ووضع العقائد والنظريات والآيديولوجيات على الرف , والإنطلاق المتوثب نحو بناء الأوطان وإستنهاض الشعوب , معرفيا وإقتصاديا وإنسانيا , فقد بلغ السيل الزبى وزمجرت الواقعة في آفاق حياة المنطقة.

فماذا جنت شعوب المنطقة من الصراعات الدائرة بين مجتمعاتها المسلمة؟

هل أنها عبّرت عن الأخوة الدينية؟

هل ترجمت حقوق الجيرة؟

هل أسهمت في الرفاهية والتقدم والرخاء؟

إنها لم تنجز شيئا وإنما حوّلت الحياة إلى جحيمات وأشعلت النيران والحروب , فتدمر العمران والإنسان وخيم التناحر والتهجير والهجران.

وبرغم كل الذي حصل ما بين هذه الشعوب فأنه لم يبلغ ما بلغته الأحوال ما بين الشعوب الأوربية , التي إستيقظت بعد الحرب العالمية الثانية وأدركت أن لا بد من التفاعل الإيجابي والتعاون الإقتصادي , والسير على خطى الإتحاد لتحقيق مصالح القارة الأوربية , بدلا من التناحرات والصراعات الخسرانية التدميرية الدامية , التي عصفت في أرجائها على مدى القرون.

واليوم لا بد من يقظة مدوية تركية عربية إيرانية , وتوجه صادق نحو التفاعل الإتحادي ما بين أبناء المنطقة , التي أصابتها نكبات الحروب والصراعات والتفاعلات المريرة القاسية تحت مسميات ودعوات مناهضة للحياة.

ومن الواجب أن تشاع ثقافة الأخوة والألفة والتسامح والرحمة ما بين أبناء المنطقة , وأن يكون العمل جادا وعزوما لإنشاء آليات التفاعل الإتحادي , الذي يضمن القوة والعزة والكرامة والقدرة على الحياة الآمنة المستقرة.

فهل سترعوي حكومات المنطقة وتدرك مصالح أوطانها وحاجات شعوبها , أم أنها ستتمادى في غفلتها , ويكون هذا الكلام من هذيانات أحلام اليقظة!!