نواب في البرلمان العراقي صفيفهم اكثر من رفيفهم

 

احدى القواعد الفقهية يستند اليها في حرمة اكل الطير، تقول (( اذا كان صفيفه اكثر من رفيفه)) اي اذا كان الطائر، يصف جناحيه اثناء الطيران، اي يمدهما اكثر من الرفيف، ويعني يخفق بهما، يكون اكله حراماً.

هناك الكثير من النواب والنائبات صفيفهما اكثر من رفيفهما، لانهم يثيرون بعض المشاكل، لأجل اثارة مشاعر وعواطف الشارع العراقي، للفت انظاره اتجاههم، ولمكاسب انتخابية وحزبية، مع ان تلك التصريحات تنعكس سلباً عليهم في الأغلب.

 ومثال على ذلك النائبة (حنان الفتلاوي) صاحبة النظرية الطائفية. القائلة ((7*7)) والتي أثارة حفيظة الشارع العراقي من خلالها، كما إنها كتبت في الايام القليلة الماضية، على صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك "ان العبادي انهى اربع سنوات في الحكم وهو يدعو"، مضيفة "متى يستجيب الله لدعاءه"، بحسب تعبيرها.

"رفرفت" الفتلاوي بلسانها فهاجمة العبادي، متهمةً اياه بالخيانة العظمى!، لانه اعطى الكويت مالم يستحقونه، وفرط بحقوق الشعب العراقي، وتقصد بذلك (ميناء خور عبد الله)، والحقيقة إن الميناء المشار اليه، اصبح من ضمن الحدود الكويتة، في عهد الأمين العام لحزبها السابق، المقبور (صدام حسين)، وذلك حسب قرار مجلس الامن الدولي، المرقم (833) سنة ١٩٩٣ المعني بترسيم الحدود العراقية الكويتية، حينها لم يحظر الطرف العراقي عند ترسيم الحدود بين الدولتين، مما اضاع الكثير من الاراضي العراقية على امتداد حدوده معها، وإن أغلب الشعب العراقي يعلم بهذا.

 و"صفت" شفتيها، بعدما ادركت أن الاعلام لا زال يحتفظ بالفديو، الذي ظهرت فيه وهي ترفع يدها، لتعلن موافقتها على قبول الاتفاقية الخورية العراقية الكويتية، في زمن الأمين العام لحزبها الجديد "نوري المالكي" وتم إقرار الاتفاقية المذلة بين البلدين، التي اندرجة تحت القانون المرقم (42 لسنة 2013)، من اجل الملاحة البحرية، وليست ترسيم الحدود كما ادعت هي، متناسيةً انها كانت من الموقعين عليها، والمدافعين عنها، الى أن وزير (النقل عامر عبد الجبار) وصفها بالاتفاقية المذلة على حد تعبيرة، والبعض الآخر يعتبرها ضياع لحقوق العراق، ودار فيها جدل كثيرفي حينها.

متناسيةً ان كل ما حدث هو في زمن المالكي، والتي كانت تدافع عنه بكل شراسة، وكانت تجمل اخطائه، وتغطي فسادة, مستخدمةً اسلوب التجهيل للشارع العراقي، واللعب بعواطفه ومشاعره، كما اتخذت هذا الاسلوب الرخيص من اجل مكاسب انتخابية وحزبية، إننا وعلى مدى ثمان سنوات، من حكم المالكي لم نسمعها او نشاهدها مرةً واحدة، تهاجم المالكي او تنتقد ادائه الحكومي الفاشل، او تتهم احداً في حكومتيه السابقتين بالفشل او الفساد، وإنما كان على العكس، ففي لقاءاتها التلفزيونية كانت تهاجم اي شخص يقترب من المالكي في انتقاد او اتهام.

فكانت تميل دائماً الى الطائفية والعنصرية، لكسب ود الشعب، من جانبها لم تترك احداً الا وهاجمته، ولم تسلم منها حتى المرجعية الدينية، لأن المرجعية كانت تنتقد حكومة المالكي من على منبر الجمعة، فكانت ترد الانتقاد بالهجوم اللاذع اتجاهها.

عادة اليوم (حنان الفتلاوي) لتهاجم حكومة العبادي، مرةً اخرى كما هاجمتها في السابق، يعتقد إن كل هذا العداء بين العبادي والفتلاوي، هو بسبب عدم اعطائها (وزارة الصحة) لتترأسها، والهجوم الأخير اثار حفيظة حليفها المالكي وبشدة، وذكر المصدر لـ(الغد نيوز) : ان مكتب المالكي وجه انتقادات شدية للفتلاوي بسبب اثارتها للموضوع، لافتا الى انه تم تهديد حركة ارادة بوقف التمويل وربما اغلاق مكاتب حركتها.

فمن خلال ما نشرته (الغد نيوز)، من تصريحات "لمالكي"، تؤكد بأن "الفتلاوي" لازالت تعمل تحت امرته، وأن المالكي كان المحرك الاساسي لها، والراعي الرئيسي لكل تصريحاتها، لكن ما صدر منها في قضية "خور عبد الله" كان اجتهاداً شخصياً، اربك اوضاع الحليف والراعي الرسمي لها، "رفت الفتلاوي فصفت"