اللهم نعوذ بك من شخص ذلك قوله وهذا فعله! |
ليس من الضروري ان يكون كلامي مقبولاً، ولكن من الضروري ان يكون صادقاً، لأجل العراقيين الذين أثخنتهم جراحات الحروب والمآسي، وفوق هذا حكمنا طغاة لايفقهون سوى المكاسب والمصالح، وإن كنا قد استبشرنا خيراً بالنظام الجديد بعد سقوط الطاغية، فإن أمريكا ومَنْ تحالف معها، أرادوا لنا أن ندفع ضريبة كبيرة على الفتح الديمقراطي الذي أوفدته إلينا، فها هو الرئيس الأمريكي الجديد، يعلن عن جملة من الملفات الساخنة، سترغم العراق على الرقص مع الذئاب، فترامب ثور هائج!
يحكى أن عصفوراً رأى فخاً في التراب، فقال له: مَنْ أنت؟فقال:الفخ، فسأله العصفور:فلمَ جلستَ على التراب؟فرد الفخ:تواضعاً لله، فسأل العصفور:فلمَ إنحنى ظهرك؟فرد عليه:من خشية الله، فسأله العصفور:فلمَ شددتَ وسطكَ؟فرد الفخ: للخدمة، فسأله:وما هذه القصبة؟فقال:عصا أرتكز عليها، فقال العصفور:فما هذه الحبة؟فأجابه:أتصدق بها، فسأله:أيجوز أن ألتقطها؟فقال الفخ:نعم إن إحتجت إليها، فدنا العصفور فإنطبق عليه الفخ فصاح من شدة الألم، فقال الفخ:قل ما شئتَ فما لخلاصك من سبيل، فقال العصفور:اللهم أعوذ بك من شخص، ذلك قوله وهذا فعله!
الفخ الجديد الذي يواجه العراق هي أمريكا، ووفقاً لرؤية رئيسها ترامب تصريحاته الأخيرة،إنما تنمُ عن حقد كبير تجاه العراق، حيث يخوض الحرب على الإرهاب نيابة عن العالم، رغم تصاعد الإعتراضات على سياسته، حتى من الداخل الأمريكي نفسه، فمهمة سياسة الرئيس،إستحصال الدولارات الخضراء، ولاعلاقة له بالإتفاقيات السابقة، المبرمة بينها وبين الحكومات الأخرى، وكأنه مقتنع بالحكمة التي تقول:(عليك أن تكون كالسلحفاة في الطريق الصحيح، على أن تكون غزالاً في الطريق الخطأ)، والطريق الثاني هو ما أختاره ترامب.
العراق بمثابة العصفور، والفخ هي أمريكا، والحبة كأنها النفط، الذي من المفترض أننا نملكه، لكن عقود التراخيص الرخيصة، جعلت منه عطية يتصدق بها أصحاب الشركات النفطية على العراقيين، فإنطبق الفخ علينا، بشكل بان الإنهيار فيه على ميزانية الوطن، وعلى المواطن الذي وصل لخط الفقر في بعض المحافظات العراقية، وضاق العراقيون ذرعاً بكل المهاترات والمناكفات السياسية، التي لم يدفع ثمنها سوى أبناء العراق الصابرين، والفخ الأمريكي ما يزال ناجحاً في إبتلاع خيراتنا، رغم أن للصبر حدود.
أمريكا وحلفاؤها من أذناب الوهابية المتطرفة،التي لم يشمل مواطنوها بحظر السفر، بذلوا محاولات كبيرة وكثيرة لإذلال العراق، وتحطيم معنوياته وإشاعة روح التخاذل في المجتمع، وكأن العراقيين يعيشون بلا هدف ولاغاية، ولم ينتبهوا لصمام الأمان المرجعية الدينية، التي جمعت العراق على كلمة وراية واحدة، رغم الصعاب التي ألمت به، بقي أن نرسل رسالتنا بصيغة(نحن العراقية)،وليست الأنا المنفردة، لأن(نحن) تعني ربيع العراق سيقتحم شتاء أمريكا، ولن تنطلي علينا حيلة الفخ، والعصفور، والخدمة، والصدقة، فأمريكا شيطان أكبر لاغير.
|