تكامل غالبا ما تكون المساواة ظلماً؛ لأن الحاجة تعتمل، بفورة تعجز المساواة عن إطفائها؛ فليس من العدالة ان توزع بالتساوي 8 أرغفة، بين شاب أكول.. شره للطعام، وفتاة رشيقة، أي 4 أرغفة لكل منهما.. الفتاة تأكل نصف رغيف وتلقي بـ 3,5 بينما الشاب يأكل الأرغفة الـ 4 ويظل جائعاً.. هنا المساواة ليست عادلة؛ كي تكون عادلا، يجب أن تعطي نصف رغيف للفتاة، وهو كفايتها، وتعطي 7,5 للشاب.
هذا ما أصطلح عليه الثنائيات التكاملية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر (التراث والآثار) التراث ينحصر بين 50 الى 200 عامٍ، وما بعدها غورا في عمق التاريخ يسمى آثاراً.
نسجا على نول الثنائيات التكاملية: (المصادر / المراجع) و(الروح / النفس) و(العقل / الدماغ)... الى آخر قائمة تكتظ بها القواميس اللغوية، على وجه الأرض.
(2)
تناقض
ثمة ثنائيات تتناقض في ما بينها ليتكامل الوجود من حولها، من دون أداة نفي، ومنها (الفرح / الحزن) و(الابيض / الاسود) و(الليل / النهار) و(الوجود / العدم) و(الايمان / الإلحاد) و(الشجاعة / الجبن) و(التأمل / الهوج) و(الهدوء / الصخب) و(الجمال / القبح) و(السلام / الحرب) و(والإلتزام / الإنفلات) و(الحقيقة / الوهم) و(اليقظة / النوم) و(الحياة / الموت) والقائمة أطول من سابقتها، في زحام قواميس اللغات الأرضية. هذا النوع من الثنائيات، يؤلف بين نمطين من حاجة الإنسان، وإنفعالاته، ووسائل إحتواء تلك الإنفعالات، ويطمن حاجاته المتابينة، التي لا غنى فيها عن كلتا الثنائيتين. (3)
أناسة
الثنائيتان.. بنوعيهما: التكاملي والمتناقض، تؤطران أحقية الإنسان بالوجود في محيطه المؤلف من أبعاد الزمن.. الماضي والحاضر والمستقبل، يحض على التواصل، في ما بين عناصر الحياة العاقلة، على الكرة الأرضية، بإعتبارها الكوكب الوحيد، الذي إصطفاه الرب، لتقوم حضارة الدنيا عليه، وترك للفضاءات اللانهائية، آخرة أطلعنا على جزء منها، كما ورد في القرآن الكريم: "بسلطان" ننفذ من خلاله عبر أقطار السماوات. فبين الدنيا والآخرة، فضاء مفتوح، من الأرض التي لا تشكل سوى ذريرة وعي ضائعة بين الكواكب والمجرات والنجوم، أصغر من ذرة رمل وسط جبال عملاقة.. وهذا هو واقع الفيزياء الكونية، كما أرادها الله. تلك التركيبة المعقدة، في نشأة الثنائيات الوجودية، لها نظير ثلاثي، في المعتقدات الدينية.. المعنوية، وهي في المسيحية: الأب والإبن والروح القدس، وفي الإسلام، نظائر ثلاثية وخماسية وأكثر، كلما تعاطى الدين مع مستجدات الحياة، تقدما في الزمن المقبل، وهو يتحول الى راهن، والراهن يصير ماضيا، وهكذا تتعاقب متطلبات إنتماء الإنسان الى ما حوله من عنصري الفيزياء والروح، تحت مظلة الإنتماء للآخر؛ فيتألف المجتمع من مجموع الأفراد، إنطلاقا من كون كلمة (أمة) تعني ثلاثة فما فوق... الى ملايين المليارات من الأفراد.. كلهم أمة، يأنسون بإنسانيتهم، جنبا الى جنب مع الآخر. |