هل حان الوقت ان يكون السنة زعماء لأنفسهم...؟؟؟

 

بعد سقوط نظام البعث الفاشي، ظهرت لدينا قيادات وزعامات شيعة وسنية، الغالبية العظمى لم تكن معروفة في اوساط الشارع العراقي، كلاً تزعم طائفته من الناحية المذهبية، السنة ومنذ بداية سقوط نظام صدام لم يكن لهم موقف واضح من الحكومة الجديدة، وبدأت الخلافات تدب في اوساطهم، بين مؤيد خوفاً من ضياع المغانم من بين يديه، ومعارض آملاً بعودة نظام البعث الفاشي.

 

بدأت هوة الخلافات تتسع فيما بينهم، وذلك بسبب إختلاف ولاآت ساستهم، بإختلاف الدول التي يتبعون توجيهاتها، منهم من ذهبوا الى تركيا, وآخرين ذهبوا الى السعودية, , والبعض الآخر توزع بين اللأردن والكويت وقطر والامارات ومصر،  وغيرها من الدول الاخرى.

 

فكل دولة من تلك الدول تحاول ان تتزعم السنة في العراق، فتحاول دعم طرف على حساب الطرف الآخر من تلك الطائفة، ليكون حملها الوديع، مما يوجب على اغلب السياسيين السنة ان يقفوا في مزاد الرق العلني ، ليكونوا عبيداً مطيعين لمن يدفع بهم اكثر، لأنهم يبحثون عن عبيد بمواصفات جيدة، لا يناقش, لا يتردد, يفعل ما يطلب منه مهما كلفه ذلك، ليقول انا ملك لمن يملأ جيوبي ذهباً.

 

آسف على قسوة التعبير، هذا هو حال اغلب السياسيين السنة، فأغلب هؤولاء العبيد  اخذ منهم العمر مأخذه، واصبح لا يستطيع تلبية مطالب اسيادة، أو بتعبير آخر بعضهم نفذت صلاحياته، وبعضهم لم يبقى لتاريخ النفاذ الا القليل من الوقت،  فعلى تلك الدول ايجاد بدائل جديدة لهم، لإستمرار المشروع.

 

السؤال ماذا قدمة تلك الدول للسنة؟ نسيت قدمت الكثير...، قدمت الارهاب, الذي استباح كل محرم! من قتل واغتصاب وخطف، بالإضافة الى تدمير البنى التحتية لمدنهم، الذي سيستمر طويلاً، وهم يعلمون جيداً، لا يمكن اعادة تلك المدن كما كانت في سابق عهدها، في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها كل دول المنطقة ومن ضمنها العراق، بسبب الركود الاقتصادي, وتدني اسعار النفط، والخراب الواسع الذي لحق بتلك المدن، بسبب الارهاب الذي دنت نهايته.

 هل ستكون إطاعتهم عمياء لدول الجوار للقبول بالأقليم السني في الظروف الحالية؟ هل فكروا جيداً ما هو مصدر تمويل إقليمهم؟ أم وعدوهم حلفائهم بالدعم المادي المستمر! رغم ما يمر به العالم من  ظروف إقتصادية صعبة، بالإضافة للعجز المالي الذي يمر به الجميع.

 

هل السياسيين الحاليين هم ممثلين حقيقين لناخبيهم؟ هل سيُخرج لنا الوضع القائم زعامات سنية جديدة، تحاول انتشال مواطنيهم من المستنقع الذي هم فيه اليوم، ليزيحوا عنهم كل الألم الذي جلبه الساسة السابقين، بوجود القاعدة وداعش، هل ستختفي الزعامات القديمة الكالحة كما اختفى من سبقهم؟ هل فعلاً ما موجود اليوم هو ممثلاً حقيقياً للسنة، ام هم ممثلين لهم بالاكراه؟ سوف تخبرنا عن تلك التساؤلات الكثيرة.

 

 لم تكن امهاتهم عقيمة لإنجاب قادة وطنيين حقيقيين، يستشعرون الخطر القادم اليهم، يحافظون على حقوق ابنائهم، لايسامون على مصالحهم الخاصة والرخيصة بإسمهم، شرفاء يلثموا جراحات اهليهم، ويكفكفوا بردائهم دموع يتامى ابنائهم الذين ذبحوا على ارصفة الطرقات، ويغسلوا عن بواكرهم دماء الإغتصاب، الايام القادمة سوف تثبت ذلك بكل تأكيد.