"التعامل غير الإنساني" مع خدم المنازل |
انتقد سماحة الشيخ حسن الصفار بشدة ما وصفه "التعامل غير الإنساني" مع خدم المنازل في المملكة من التحقير وطول ساعات العمل المرهق معتبرا ذلك سببا رئيسا يدفعهن للجريمة. جاء ذلك خلال حديث الجمعة 13 جمادي الأولى 1438ﻫ الموافق 10 فبراير 2016م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية. وقال الشيخ الصفار إن سوء المعاملة مع الخادمات الأجنبيات والتعامل معهن بدونية يعود على العائلة بارتدادات سلبية نتيجة ما بات يعرف بجرائم الخادمات. وأشار سماحته إلى تسجيل الجهات المختصة أكثر من تسعة آلاف جريمة ارتكبتها خادمات المنازل في المملكة في التسعة شهور الماضية من بينها ثلاث جرائم قتل وأكثر من ثلاثين اعتداء عنيف. وأشار إلى تقارير رسمية تفيد بأن فئة الخدم هن الأكثر ممارسة للعنف ضد الأطفال. وتابع بأن جانبا من أسباب هذه الجرائم يعود لسوء المعاملة مع الخادمات. ومضى في القول "إذا كانت هناك مبررات لوجود الخادمة، فإنه لا يصح القاء كل المهام عليها بحيث تتنازل ربة المنزل عن دورها التربوي وإدارتها المنزلية وتصبح وكأنها ضيف شرف في المنزل". وقال سماحته ان بعض العائلات السعودية ترهق الخادمة الأجنبية بالعمل المتواصل دون حدود لساعات العمل "وهذا خلاف التعاليم الدينية وخلاف الأخلاق الإنسانية". وأضاف بأن مسألة التعامل مع خدم المنازل اصبحت مثار اهتمام على الصعيد الانساني والاجتماعي محليا ودوليا. وبمناسبة ذكرى وفاة السيدة فاطمة الزهراء الذي تصادف يوم غد تناول سماحته طرفا من أخلاقيات تعاملها مع خادمتها التي كانت تشاطرها العمل يوما لها مقابل يوم للخادمة. واضاف سماحته "ينبغي أن ندرك الالتزام القيمي والأخلاقي عند أهل البيت وأن نعاهد الله بالالتزام بهداهم والإقتداء بسيرتهم". وأمام حشد من المصلين شدد الشيخ الصفار على ضرورة أن "يستحضر الإنسان انسانيته وأن يتذكر المسلم قيم دينه" في تعامله مع عباد الله ومنهم خدم المنازل. وحثّ سماحته على ضرورة احترام انسانية الخادمة في المنزل ومراعاة حقوقها والنأي عن تشغيلها بلا حدود. وتابع سماحته أنه لابد من تحديد ساعات العمل للخادمات وتعويضهن عن ساعات العمل الإضافية إلى جانب اعطائهن يوم عطلة اسبوعية. كما دعا أفراد العائلات السعودية إلى احترام الخادمات ومراعاة ظروفهن الصحية والنفسية وإعطائهن حقوقهن المالية والإحسان اليهن نظير خدمتهن. |