سؤال على باب الفقيه الرجم في الاسلام الاشكالية القرانية

 

واحدة من اهم الملاحظات التي يمكن لأي مطلع التنبه لها

ان القران العظيم الذي احاط بقضية الزنا إحاطة كبيرة 
 حتى انه فصل في عقوبة الزانية و الزاني ( غير المحصن كما هو المفترض ) و شدد على عقوبة القاذف و ركز على الملاعنة بين الزوج المدعي و الزوجة المتهمة ....

لم ترد فيه اية واحدة ... اية واحدة تتكلم عن الرجم مع عظم العقوبة و علاقتها المباشرة بهذا الموضوع ...

لماذا ؟؟

الغريب ان بعض الرواة تنبهوا الى هذه الاشكالية فتناقلوا حديثا مزعوما عن اية للرجم ( منسوخة تلاوة باقية حكما ) 
 و أوردوا لها نصا غريبا و اسبابا اغرب لضياعها او نسخها

انظروا هذا الحديث :

في الكافي للكليني 
عنه عن عبد الله بن سنان قال : قال أبو عبد الله عليه السلام
 الرجم في القرآن قوله تعالى إذا زنى الشيخ والشيخة فارجموهما البتة فإنهما قضيا الشهوة .

و في من لا يحضره الفقيه للصدوق 
وروى هشام بن سالم ، عن سليمان بن خالد قال : " قلت لأبي عبد الله
( عليه السلام ) : في القرآن رجم ؟ قال : نعم ، قلت : كيف ؟ قال : " الشيخ والشيخة فارجموهما البتة
 البتة فإنهما قضيا الشهوة "

و انظروا هذا الحديث ايضا 
 من صحيح مسلم

قال عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَقِّ، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ، فَكَانَ مِمَّا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةُ الرَّجْمِ، قَرَأْنَاهَا، وَوَعَيْنَاهَا، وَعَقَلْنَاهَا، فَرَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَجَمْنَا بَعْدَهُ، فَأَخْشَى إِنْ طَالَ بِالنَّاسِ زَمَانٌ أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ : مَا نَجِدُ الرَّجْمَ فِي كِتَابِ اللَّهِ. فَيَضِلُّوا بِتَرْكِ فَرِيضَةٍ أَنْزَلَهَا اللَّهُ، وَإِنَّ الرَّجْمَ فِي كِتَابِ اللَّهِ حَقٌّ عَلَى مَنْ زَنَى إِذَا أَحْصَنَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، إِذَا قَامَتِ الْبَيِّنَةُ، أَوْ كَانَ الْحَبَلُ، أَوْ الِاعْتِرَافُ.

وفِي موطأ مالك عن عمر بن الخطاب انه قال

إِيَّاكُمْ أَنْ تَهْلِكُوا عَنْ آيَةِ الرَّجْمِ ؛ أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ : لَا نَجِدُ حَدَّيْنِ فِي كِتَابِ اللَّهِ، فَقَدْ رَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَجَمْنَا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْلَا أَنْ يَقُولَ النَّاسُ : زَادَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى ؛ لَكَتَبْتُهَا : الشَّيْخُ وَالشَّيْخَةُ فَارْجُمُوهُمَا الْبَتَّةَ، فَإِنَّا قَدْ قَرَأْنَاهَا.

ما هذا ...
 انها احاديث من كتب الفريقين عن وجود اية للرجم محذوفة من القران ( اما كما عبر البعض بالنسخ لفظا و البقاء حكما)
 او كما عبر البعض ( بالضياع !!!! )

ماذا يدل هذا ؟
 يدل على احساس الرواة القدامى بفقدان السند القراني للرجم

و هنا لنا تعليق

أولاً / ان افتراض اية منسوخة تلاوة او ضائعة او ما الى ذلك هو تجاوز غريب على تمامية القران العظيم لا اجد له ما يبرره

ثانياً / هو دليل قوي على ما أشرنا له بداية من المام القران بكل متعلقات هذه القضية خلا الرجم

ثالثاً / ان النص الذي يورده الرواة ركيك لا يرقى لأسلوب القران و بلاغته و فصاحته فضلا عن مناقضته لنظرية حفظ القران التي تثبتها الاية " انا نحن نزلنا الذكر و انا له لحافظون "

لنا متابعة