وحيد كوفلى .... قائداً فقدناه |
استيقظ اهالي محافظة دهوك صبيحة يوم الجمعة المصادف 3/2/2017 على وقع خير اليم هز وجدانهم و حادثة لا تصدق و هي وفاة القائد (وحيد كوفلى) قائد قوات الشهيد (اكرم كوفلى) لمكافحة الارهاب اثر جلطة دماغية و سرعان ما انتشر الخبر بين الناس و على شبكات التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم . ان الكتابة عن شخص افدى بروحه لوطنه صعب للغاية لأن القلم يعجز عن التعبير و تقف كل المعاجم و القواميس حائرة امامه و أية كلمة يتم اختيارها و لايعرف من اين يبدأ و في اية نقطة تنتهي لأن هؤلاء الابطال هم من يسجلون التاريخ بدمائهم الزكية و يناظلون من اجل الحرية لأوطانهم ... ان وطننا كوردستان مليئ بهؤلاء الابطال و على مر التاريخ و سجلوا اروع الامثلة في الفداء و التضحية و دخلوا قلوب الناس من اوسع الابواب و لا نبالغ في الكتابة عنهم و انما هي نقل الحقيقة و حق مشروع و واجب على عاتقنا لكي لا يذهب ما قدموه سدى , مهما يكن من الامر فأن حاجة المجتمعات الى القيادة تأتي في المقام الاول و ان لمستوى المجتمع في تحقيق طموحاته و الوصول الى اهدافه المنشودة علاقة طردية مع القيادة الفاعلة و المؤثرة .. ان بوادر القيادة ظهرت في شخصية (وحيد كوفلى) منذ نعومة اظفاره عندما كان لاعباً ضمن فريق شعبي لكرة القدم في منطقة سكنه في محلة الشفاء بمحافظة دهوك و كذلك عندما كان طالباً في مدرسة الدراسات الاسلامية و حتى بين اصدقاءه و اقرباءه فلم يكن يرضى إلا وان يكون في المقدمة عند كل عمل و خلال انتفاضة ربيع 1991 لعب دوراً بارزاً في تحرير المنطقة و تألق اسمه و بات نجماً لامعاً و ترك اثار بصماته في احداث تلك المرحلة الصعبة من تاريخ الحركة التحررية الكوردية و كثيراً ما كانت الرياح تهب بما لا تشتهيه السفن فان حياته المتواضعة جعل منه قائداً صلب الارادة و ذو عزيمة قوية يرسم الحياة بريشة تمتزج بالوان زاهية ليكون لوحة فنية جميلة . هذا الانسان الذي خلقه الله ليكون مختلفاً عن بني جنسه في كل تصرفاتهم و سلوكهم لانه اراد منه ان يكون قائداً لنفسه و لغيره بنى على الشجاعة و الجرأة و سرعة اتخاذ القرار و قوة الذاكرة و حسم المواقف و حسن التدبير مقومات شخصيته الجذابة فلم يكن للخوف مكاناً في قاموسه او اليأس و الملل من النضال حيزاً في قلبه .. لقد كان كبيراً في قلبه متواضعاً و واثقاً من نفسه على تخطى الصعاب و تحقيق المنجزات فقد كان مع القادة قائداً و مع عامة الناس واحداً منهم يحب خدمة الناس دون تميز في اللون و القومية و درجة القرابة و اختار لنفسه (الخادم) كل همه ان يكون شهيداً من اجل الوطن و طلب من الخالق منحه هذه الشهادة ليكون بين اقرانه السابقين و في جبهات القتال مع داعش الارهابي كان كالاسد مقاتلاً شرساً لايرحم من يواجهه يدفع بقواته الى الامام و يرفع من معنوياتهم عرف كيف يقاتل و يخاطب الاعداء حتى انه اصبح صياد الدواعش و اسم زرع في نفوسهم الخوف و الذعر اكثر من خوفهم من الطائرات و القنابل لقد كان انساناً يشتهى بارودة سلاحه ويتنفس عليها في الدفاع عن كرامة ارض الوطن و ملاحم تلسقف و شنكال و سد الموصل شاهد على اهمية وجوده بين المقاتلين و قد امتزج خوف الاعداء منه و تواضع و حب الاقرباء له في شخصيته التي قل مثالها قادراً على حذب الناس اليه من الشباب و النساء و حتى الاطفال لان مساعدة المحتاجين من الفقراء و المرضى كان من اجلَ اهدافه وجعل الدفاع عن حقوق عوائل الشهداء و الجرحى نصب عينيه و لايكاد يخلو حديث له إلا ينثنى على ارواحهم و عوائلهم .. و كان الامل يشع من وجهه و من خطواته رسم دربه نحو العلى و بصوته الجهورى هز عروش الطغيان و انار انفاق الظلم و على اكتافه حمل المسؤولية العظيمة لانه قرر ان يخدم بلده . بوفاته خسرنا بطلاَ من ابطال بلدي وفقدنا عزيزاَ ومثابراَ زرع في نفوسنا القوة والعزيمة للدفاع عن ارض الوطن و كرامته وسيظل اسمكم براساَ في سماء كوردستان . لقد عرفناكم انساناً بكل معنى الانسانية و كوردياً يحمل هموم الكوردايه تي و قائداً شجاعاً و قريباً مهموماً متواضعاً و مقاتلاً شرساً غير خائف متكلماً بارعاً محترفاً يعرف قدر غيره يعلم كيف يتصرف ... و اخيراً لقد عشت قائداً و توفية محبوباً عزيزاً و بفراقك حزن القلوب و اذرفت الدموع نعاهدكم على السير في دربكم لخدمة الوطن و الرحمة عليكم و دخول الفردوس الاعلى دعائنا لكم و لكل الشهداء و اننا لفراقكم لمحزونون و لا نقول إلا ما يرضى الله إنا لله و إنا اليه راجعون . |