الكويت … بيتك من زجاج، فلا ترم جارك بالحجارة !! |
كل التصرفات الطائشة لصدام المقبور طيلة سني حكمه المشؤوم، تحمل بصمات دكتاتور انفرد باتخاذ القرار نيابة عن شعب باكمله. بدءا باتفاقية الجزائر عام ١٩٧٥ للالتفاف على الاكراد الذين حاصروه في زاوية ضيقة كما يبدو، وذلك طبعا مقابل تنازلات رهيبة ومهينة برا وبحرا لشاه ايران انذاك. مرورا بحرب الثمان سنوات مع ايران. وصولا الى دخول الكويت. ثم الغزو الامريكي الجائر على العراق. وانتهاءا بالحصار الدولي القاتل على الشعب العراقي باكمله. لتعلن حينئذ نهاية قصة الدكتاتور نهاية غير مشرفة، كجرذ مذعور في احدى الحفر، حيث سقوط بغداد في العام ٢٠٠٣. لكن سيناريو خيانة الشعب والوطن لم ينته بزواله. فالذين جاؤوا من بعده، استمروا على نفس نهجه الحقير واكثر. حيث التفاوض مثلا على بيع الموصل بسكانها للدواعش المجرمين، من جهة. وبيع خور عبدالله للكويت، كما تردده وسائل الاعلام، من جهة اخرى. اي ان الشعب العراقي هو مغيب الارادة في واد، وصناع القرار الحقراء وتبعا لمصالحهم الشخصية والحزبية الضيقة، وامتثالا للاجندات الخارجية هم في واد اخر. وبالتالي، فليس من الانصاف ابدا مطالبة الشعب العراقي بدفع فواتير طاغية سلط عليه من قبل الغرب في غفلة من الزمن. او حثالات قد قائها الزمن من حفاة المهجر وسماسرة الوطن، جاؤوا على ظهر الدبابات الامريكية. والسؤال الذي ينبغي توجيهه هنا الى الكويتيين الذين يرضون بمثل هذه الصفقات المشبوهة، هو : # كيف تصافحون من خان الوطن الذي اواه، والشعب الذي ائتمنه ؟!!... # ما هو شعوركم، وكيف ستؤدون عباداتكم وفروضكم، وانتم تعيشون على ارض مغصوبة على فرض بقائها بايديكم، ولا اظن ذلك ؟!!... # هل فكرتم وبجدية، بان هذه الصفقة قد تتحول مستقبلا الى بؤرة توتر تهدد امن واستقرار البلدين ؟!!... بالضبط مثل حلايب وشلاتين بين مصر والسودان، وباقي النقاط الساخنة المصطنعة، والتي تم زرعها وتوزيعها بدهاء وخبث فوق خارطة العالم السياسية. # واخيرا، هل نسيتم ان الاتحاد السوفيتي السابق وقبل انهياره، كان النظير والند بالند للولايات المتحدة الامريكية التي تتبجحون بها اليوم ليل نهار، ليصبح بين عشية وضحاها في خبر كان. فماذا اذن يضمن بقاء امريكا شرطي العالم ؟!!... كي تستنجدوا بها كلما حمي الوطيس. لا يفوتكم، ان اصغر قائد عسكري في الجيش العراقي، لو راى علم الكويت وهو يرفرف في خور عبدالله، او فوق اي شبر من ارض الوطن. فقد يفقد اعصابه بالكامل، ويقرر دخول الكويت بكل قواته وقطعاته من شمالها الى جنوبها حتى من دون الحاجة الى التزود بالوقود ثانية. بل وحتى قبل ان يصل خبر دخوله هذا، لاسماع القيادة العراقية في بغداد. ختاما. نصيحتي لكم من القلب ان تقفوا عند مقولة : ما ضاع حق وراءه مطالب. خصوصا، حينما يتعلق هذا الحق بشعب عريق كالشعب العراقي، ووطن هو مهد الحضارات. ولا تنسوا الوصية على سابع جار. |