أهمية النقد "الذاتي المجتمعي" ويطالب باحترام التخصصات

أكد سماحة الشيخ حسن الصفار ان ممارسة النقد في قضايا المجتمع تعتبر ضرورة وحاجة ملحة، حتى في وقت ألازمات، مطالبا في الوقت نفسه بالتفريق بين حق النقد والنقاش وبين اتخاذ القرار واحترام التخصص في أي مجال.

كلام الشيخ الصفار جاء خلال الندوة الأسبوعية التي يقيمها سماحته في مجلسه الأسبوعي مساء يوم الخميس 12 جمادى الأول 1438هـ الموافق 10 فبراير 2017. وجاءت تحت عنوان: "النقد الذاتي الاجتماعي" ويحاوره الأستاذ عبد الباري الدخيل.

وقال الشيخ الصفار ان المجتمع من واجبه ان يتمسك بهويته ويفخر بتاريخه وان يحافظ على ثقافته، لكن النقد الذاتي لا يعني ان المجتمع يتخلى عن هويته أو يستهين بتاريخه أو يهمل ثقافته، وإنما يعني إزالة الشوائب التي تعلق أو تتراكم على واقعه.

وأضاف "النقد يعني التجديد في الوسائل والأساليب، ويعني التوجه لاختيار الموقف الأفضل تجاه التحديات والمشاكل والتطورات التي تحصل".

وتابع "النقد ينبغي ان يكون ممارسة دائمة، يمارسها الفرد أمام نفسه وكذلك يجري على المجتمع النقد والمراجعة والمحاسبة".

ومضى في القول "النقد والمراجعة وقت الأزمات هو أكثر إلحاحا، خصوصا عندما تكون هناك تحديات ومشاكل وصراعات".

وأشار في الجانب الديني إلى ان الثابت الذي لا نقاش فيه هو النص الموحى من الله تعالى وقطعي الدلالة، أما فهم النص والذي هو فهم بشري فهو قابل للنقاش والنقد.

وخالف سماحته الذين يرفعون عقيرتهم بالدفاع عن العقيدة وعن الدين أمام أي نقد، مضيفا ان أولائك ثقتهم بالدين والعقيدة ليست بالمستوى المطلوب، مشددا على ان الدين والعقيدة أقوى من ان يضعفه النقد، فهو يقوي العقيدة، يؤكدها في النفوس ويزيل عنها الشبهات التي قد تثار.

وأشار إلى ان مصطلح "النقد" ليس هو المشكلة، فلا مشاحة في المصطلحات، لكن المسالة ان هناك تيارات وتوجهات لديها هواجس، فلو تغير لديها المصطلح فسيبقى الهاجس موجودًا.

وأكد سماحته أن الناقدين لا يريدون إضعاف الدين، بل يريدون تقوية الدين، مضيفا ان الهوية لا تضعف حينما يكون هناك نقد ونفض للغبار الذي يتراكم عليها بسبب مرور العصور والأزمنة.

وبين ان الأئمة كانوا ينتقدون أصحابهم والمقربين منهم عندما يضيفون على كلامهم إضافات لم يوردوها.

وانتقد الشيخ الصفار ترويج البعض بالقول ان النقد هو فقط لعلية القوم والعلماء، مؤكدا ان هذا غير صحيح، لان المسؤولية في المجتمع الإسلامي على الجميع، وهذا واضح من خطاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وأوضح ان انتشار ثقافة النقد في هذا العصر راجعة لارتفاع مستوى المعرفة عن الناس، بسبب انتشار العلم.

وتابع ان من حق أي احد ان يتحفظ على النقد ويرفضه، لكن المرفوض هو اتهام نيات الآخرين في النقد، وتخوينهم واتهامهم بالمروق والضلال، فهو أمر غير صحيح وغير مقبول.

ولفت إلى ان إحدى المشكلات التي نعاني منها في المجال السياسي والديني هي الوصاية على المجتمع وعلى أفكار الناس.

وأشار إلى ان الدول الحديثة والديمقراطية تستفيد من النقد، من أجل تصليب المواقف في الصراعات، ومعالجة الخلل، من خلال الانتقادات التي توجهها البرلمانات والصحافة.