العراقيون والنهران والنفط

الحديث عن العراقيين يجب ان يعانق الحقيقة سواء في المعتقدات والسلوك والتصرفات كشعب بسيط ومعقد في لغة واحدة ..تأخذه اهواء الكلمات يمنة ويسرة ..ويضخم الاحداث دون وعي ودراية ..بعضه نصف متمدن والآخر يعيش البدواة والعشائرية بماضيها متغلفة فيه وتأخذ مداها في جلبابه حين يتسع الزمن لمجتمع غير متجانس .                                                            
الذين يصبغون العراق ببلاد النهرين والنفط بوصف ضبابي مزاجي فاقد للمصداقية ليعطي قدرا من الوهم للغنى حجة على مدار التأريخ لتبرير الفقر والمستوى المعاشي المتردي    للمجتمع ويلقي اللوم محمل ألآخرين تبعات ذلك وهم العراقيون من أوصلوا بلادهم الى هذه المرحلة لا غيرهم.                                                                                      
ثلاثة مراحل عصيبة مر بها البلد في تاريخه المعاصر التعيس..  الملكية...الجمهورية بكل فتراتها الصادمة  المتقلبة ومفاصلها الدامية ..وصولا الى وقت الاحزاب الاسلامية ..اي فترة ياترى أسعف النهران والنفط هذا الشعب وأسبغ نعمائه ورزقه الكفاية ؟..لا زال  يراوح في مكانه وعانق الصبر منذ أكثر من قرن من الزمن بحساب المعاناة والاضطهاد بل لم يواصل الاحتفاظ في بدائية العصرنة والتقدم .                            هل هذا البلد مجتمع  طبقة عاملة.. أم فلاحية.. أم صناعي انتاجي.. وماهو توجهه السياسي ..راسمالي ..اشتراكي.. ليبرالي  أم مجتمع استغلال واضطهاد متخلف.. صراع أبناءه على السلطة والتبعية منذ عام 1958 وخطواته الى الوراء لا يعرف اي نوع من التطورالسياسي والاجتماعي !! أفراده أرباب متفرقة شيوعي..قومي ..اشتراكي ..اسلامي..ومن حمل روحه في وطنية عاشت سجن امنياته ثم حملها معه  الى القبر..ليس لدينا روح المنافسة الشريفة لاستقرار سياسي واقتصادي وليست لدينا رؤوس أموال وطنية تساهم  في بناء البلد ولذا نتقرب الى ابناء الدول  الاخرى  للاستثمار في بلدنا .                                  
تطور البلاد في النهايات البائسة في قاعدة النهب والفساد وارغمنا على الانفتاح لتموت الصناعة والزراعة.. والكوابح ظهرت لتعيق النجاح في عبورالظلمات السابقة  بعد 2003نيسان في قيام نظام قابل للحياة من فئة لم تتعايش مع الوضع  الجديد وانما تعمل على فرض الارادات  بالقوة والقتل للعودة الى الوراء ورسم خارطة الالهاء الكبيرة المتعددة المقاييس   باحتضان   داعش ومناصريه  وشل حركة  البناء والتقدم.                                                                                          .
ولدت فرصةجديدة  وأصبحت الظروف الاجتماعية والسياسية مواتية وملائمة بعد التغيير للنهوض وسلك طريق الديمقراطية والحداثة.. ومن اراد ذلك وبقدر كبير احتضان الآخرين يفاجأ بمن ظل يتفيأ بظل نظام الحروب والمقابر الجماعية والانفال والحزب الواحد..ويفاجأ بالفاسدين سدوا شرايين النجاح ولم تنجح التجربة ..ولم ينجح البلد ويتخطى معوقات السنين                                                   
فالحكم ليس ماطلبوه .. وانما ما أجبروا عليه.. لايخرج من بين ايدي من ظلمهم ومن تعهد بذلك الذي يضره انتصار هذا الشعب !!