ملاحظة قبل قراءة المقال. أنا لست معنيا بموضوع المفوضية العليا للانتخابات وما يدور حولها من اتهامات، صحيحة كانت أو غير صحيحة، ولكنه مدخل إلى موضوع آخر تجدوه هنا ..... تاريخ الحزب الشيوعي العراقي الذي يمتد إلى أكثر من سبعين عاما، فيه بعض المواقف الانتهازية المتلونة التي رافقت بعض مراحل تاريخه النضالي الوطني المشرق ضد الحكم الملكي في العراق 1922/1958. وأشهر هذه المواقف التي تُعيب تاريخ الحزب الشيوعي العراقي المُضيء هو تحالفه مع البعثيين في تموز عام 1973 فيما سُميَ بالجبهة الوطنية والقومية التقدمية، متناسيا الصراع الدموي الذي جرى بين الاثنين والذي بدأ عام 1959 وذهب بسببه آلاف العراقيين، ولم يكن قد مضى على ثورة تموز 1958 أكثر من عام واحد، وحتى حدوث انقلاب شباط الأسود عام 1963, وآخرها اصطفافه، أقصد الحزب الشيوعي، مع الصدريين منذ بداية تظاهرات الصدريين المطالبين بالإصلاح ومحاربة الفساد والتي وصلت ذروتها حين هاجم المتظاهرون مقر البرلمان العراقي في المنطقة الخضراء في نيسان 2016... وحتى اليوم..... ..... كما أن تاريخ كتلة مقتدى الصدر الحديث فيه الكثير من المواقف الانتهازية المتلاحقة والمتغيرة بين يوم وآخر تلك التي وقفها ويقفها إلى اليوم زعيمها منذ سقوط النظام السابق في نيسان 2003، والتي لا تعكس تاريخ آل الصدر الحقيقي ونضالهم الديني ضد الحكم البعثي- الصدامي العلماني. واليوم يصطف الاثنان معا، الشيوعي ( ومعه علمانيون وليبراليون) والصدري، في موقف انتهازي متبادل من أجل تحقيق هدفان متناقضان ليس أولهما الهدفان اللذان خرجا متظاهرين تحت غطاءه؛ محاربة الفساد والإصلاح وتغيير مفوضية الإنتخابات! فسبحان من جمع ووفق بين مُتَضادَّين أثنين؛ أحمر وأسود، وألف بين قلوبهم وعقولهم لخدمة أهداف كل واحد منهم على حدة ولكن، السؤال الملح هو: مَن (يمتطي) مَن للوصول إلى تحقيق أهدافه وغاياته؟
|