كيف نسوق قضايانا ..!؟

 

 

 

 

 

لم تأخذ اثار بوذا في باميان بعدها وصداها العالمي عندما فجرتها طالبان بسبب ان اليابانيين او غيرهم من دول شرق اسيا قدموا القضية على انها قضية صراع ديني ، مع انها كذلك ، او انهم حشدوا انفسهم بحملات للإساءة لمعتقدات القاعدة ودينها الذي هو الإسلام ، اذ لا يمكن ان تفهم الشعوب الغريبة عن ديننا تشدد القاعدة وتطرفها .ولا يكفي البعض للقول انها لا تمثل الإسلام ، فبفضل افعالها البشعة تمت الإساءة للنبي محمد (ص) .
لكن كيف يجري تسويق المظالم التي تتعرض لها الشعوب بفاعلية ووتفهم من الآخرين كأفراد وكمنظمات دولية مختلفة ؟
اذا كنا نتفاعل مع العالم الحديث ونؤمن بقوانينه وحداثيته فعلينا ان نستعمل ادواته ، ثم كيف استطيع ان اقدم قضيتي لعالم يفهم لغة مختلفة بعيدة عن المهاترات العرقية والطائفية .
اما اذا كنت لا اعير اهتماما بتفاعل العالم مع قضيتي وهمي الوحيد هو ان انفس عن غضبي بشتم المتطرف والإرهابي والإنجرار الى نفس خندقه وتصرفاته فذلك شأن آخر !
نعم انا استطيع ان اكون فارساً عندي قومي واحمل سيفي لأدافع عن مرابع القبيلة ، وكلما كنت سباباً ومتطرفاً أكثر كلما كنت بارزاً ومقدماً على الصفوف ، وهذا واضح حتى من خلال مظاهرات المنطقة الغربية فسعيد اللافي وعلي السليمان والعلواني لولا التشدد والكلمات الطائفية لما تقدموا الصفوف ، فعندما يرتفع الصوت المتطرف تضيع كل الأصوات المعتدلة ، اضف الى ذلك ان الصوت المتطرف قمعي بإمتياز ولا يتورع عن استعمال كل الوسائل لإرهاب الآخرين !
وبالنتيجة فقد اساء هؤلاء الى بعض مطالب الناس العادلة وحرمهم من تعاطف الآخرين معهم .
هل فقدنا انسانيتنا حتى بتنا لا نعرفها ؟
عندما احتل صدام الكويت 1990 تمكنت الماكنة الإعلامية الكويتية ان تنجح بشكل ملفت للنظر عبر تعاقدها مع شركات متخصصة وجرى التركيز على مواضيع محددة منها قضية حاضنات الأطفال والطيور الغارقة في النفط الأسود والشيخة منيرة الصغيرة في العمر ، واستطاعت ان تقنع تثير والرأي العام العالمي والشعبي ايضاً بإستخدام الهم الإنساني المشترك ( اطفال خدج وطيور غارقة في النفط بعد ذلك) .
ماذا لو اكتف الكويت بالسب والشتم الذي جاء طبعاً بعد التحرير ومازال مستمراً احياناً .
القضية العادلة بحاجة لإخراج وسيناريو جيد ، الإخراج السيء يفقدها صدقيتها وتأثيرها .
انا افهم هذا المنطق ، ومن حق الآخر ان يفهم المنطق الذي يريد ، هذا رأيي واحترم بقية الآراء ضمن حيز الحرية والقناعة والحق المكفول .