تمــهيـــــــــد في (أيلول/1965) وقع حادث في غاية الغرابة وذيع صيته وقتما إمتطى "الرائد الطيار الركن" -في حينه- واللواء الركن بعدئذ "ممتاز عبدالعالي السَعدون" آمر/قائد مطار الحبانية العسكري (وكالة) في أواسط (أيلول/1965) طائرة قاصفة من طراز "بادجر/Tu-16" وإنطلق بها من من قاعدته الجوية مخترقاً الأجواء السعودية-الأردنية على إرتفاع منخفض للغاية حتى دخل إجواء "صحراء سيناء" وهبط في "مصر" بسلام... وكل ذلك وهو رغم ينكر علمه أو مشاركته بالمحاولة الإنقلابية الأولى لمعلّمه وقائده "عميد الجو الركن عارف عبدالرزاق". لذلك كان وجوباً عليّ زيارة السيد "اللواء الطيار الركن ممتاز السعدون" -رئيس جامعة البكر للدراسات العسكرية العليا"- بمسكنه العامر وسط حيّ الضباط/المثنى-زيونة ببغداد مساء (الثلاثاء-3/حزيران/يونيو/1997) وبالأخص بعد أن أصرّ "النقيب إحسان عارف"-المرافق الشخصي لـ"عارف عبدالرزاق" في شهادته- بأن "الرائد الركن ممتاز" ظلّ يهاتفه مرات عديدة ليلة تنفيذ المحاولة الإنقلابية.وجّهتُ للسيد اللواء الطيار (12) سؤالاً مكتوباً، أجاب عليها -مشكوراً- بالتفصيل في (16) صفحة بخط يده..... وفيما يأتي ((ملخص)) ما تكرّم به من أقدار ومفارقات أشبه ما تكون برواية سينمائية:-((لماذا أُعجِبتُ بـ"عارف عبدالرزاق"كنتُ على علاقة شخصية حميمة مع "المقدم الطيار الركن عارف عبدالرزاق" منذ عملتُ بمعيّـته ضابطاً طياراً صغير الرتبة، بعد تعيينه بمنصب آمر السرب/6 الذي زُوِّدَ بطائرات "هوكر-هنتر" بريطانية المنشأ قبل حركة (14/تموز/1958)، وتعلّمتُ من شخصه الكثير الكثير في قوة شخصيته وكفاءته ونمط تفكيره وأسلوب إدارته وقدرته على إتخاذ القرار حيال مرؤوسيه وأزاء رؤسائه... وبقيتُ مُحِبّاً له ومُعجباً بجدّيته أثناء الواجب، وإنفتاحه على ضباطه المرؤوسين حال إنتهاء ساعات الدوام الرسمي... فظلّت وشائجي قائمة معه، وتواصلت زياراتي له في جميع المناصب التي شغلها، وفي ظروف مختلفة وصعبة مرّ بها، سواءً في عهد "عبدالكريم قاسم" أو بُعَيدَ حركة (14/مضان-8/شباط/1963) وعلى الرغم من تلك العلاقة الوطيدة معه، فإنني لم أَنْتَمِ بشكل مُطلق لا لكتلته القومية أو لأية كتلة لضباط مسيّسين في القوات المسلحة أو خارجها... ولكن، لكوني ذا توجّه قومي ومُؤيّد لإنبثاق الوحدة العربية، وخصوصاً مع "مصر" أوانئذ، فقد حُسِبتُ -من حيث لا أدري- على "كتلة الضباط القوميين" التي كان السيد "عارف عبدالرزاق" من أبرز قادتها. لم أعلم بالمحاولة الإنقلابية أبداً قادَني القَدَر خلال (أيلول/1965) أن أكون قائماً بواجبات "آمر مطار الحَبّانية العسكري" وكالةً، على الرغم من عدم تناسب ذلك مع رتبتي المتوسطة (رائد طيار ركن)... ففي غضون عام (1964) تبوّأتُ منصب آمر السرب/6 بعد تَسَنَّم "عارف عبدالرزاق" منصب قائد القوة الجوية... ولمّا كان منصب "آمر جناح الطيران" في ذلك المطار شاغراً، فقد غدوتُ -بحكم القدم العسكري- آمراً لذلك الجناح بالوكالة... ولدى سفر آمر المطار "المقدم الطيار نعمة الدُلَيْمي" منذ أوائل (أيلول/1965) إلى "بريطانيا" بمهمة رسمية، فقد أمسيتُ آمراً لذلك المطار (وكالة). المهمة غير الإنقلابية التي تكلّفتُ بها لم أكنْ مطلقاً على أي علم مسبق بالحركة الإنقلابية... ولكن الأحداث تسلسلت كما يأتي:- • كنتُ أثناء الدوام الرسمي ليوم (الثلاثاء-14/أيلول/1965) أقضي في "بغداد" بعض المهام الرسمية، قبل أن أعود إلى مسكني ظهراً لتناول طعام الغداء مع العائلة. • هاتفني "العميد المهندس منير حسين حلمي" -الذي كان قائماً بواجبات قائد القوة الجوية (وكالة)- بعد أن بات "عارف عبدالرزاق" رئيساً للوزراء منذ (6/أيلول)- وأبلغني أن السيد رئيس الوزراء يطلب حضوري شخصياً في مكتبه بمبنى مجلس الوزراء الآن.• توجهتُ الى مكتبه فوراً وهنّأتُه بمنصبه الأرفع، متبادلاً مع سيادته عبارات المجاملة الإعتيادية. • طلب مني أن أخصص (25-30) طائرة مختلفة الطُرُز، للتحليق في أجواء "بغداد" باُسلوب "طيران تشكيل" في موعد يحدّده بشخصه لاحقاً، مُرَكِّزاً أنه لا داعي لتسليح أي من الطائرات.
في قاعدة الحبانية حسبتُ الأمر إعتيادياً، ولم يخطر ببالي أي شيء آخر... وتوجّهتُ الى "الحَبّانية" بعد الظهر، وجمعتُ الطيارين وأبلغتُهُم بأمر السيد رئيس الوزراء، وطلبتُ تهيئة طائراتهم وضرورة التأكّد من عدم تسلُّحها، ومنعتُهم من ترك المطار مساء قبل أن أُناقش مع ضباط الركن وآمري/قادة الأسراب منهج الطيران المطلوب بأدق التفاصيل والتوقيتات.
إنتظرتُ حتى حلّ الليل دون أن أتلقّى من السيد "عالرف" أمراً بتحديد موعد تنفيذ "طيران التشكيل". ولكني فوجئتُ بحضور "العقيد شهاب أحمد" آمر أحد ألوية الجيش المُرابطة في "معسكر الحبانية" بالقرب من المطار، حيث أوضح أنه تلقّى أمراً بتهيئة لوائه للحركة نحو "بغداد". العميد "سعيد صليبي" يلغي المهمّة وبينما كان "العقيد شهاب" جالساً في مكتبي، فوجئتُ بمهاتفة "العميد سعيد صليبي" -قائد موقع بغداد- وهو يأمرني:- (أن الواجب الذي بَلَّغَكَ به الأخ "عارف عبدالرزاق" قد أُلْغيَ). ولمّا لم يكن -حسب إعتقادي- أحد يعلم عمّا دار بيني وبين السيد رئيس الوزراء ظهر ذلك اليوم، فقد إستفسرتُ منه:- (أيّ عمل يا سيدي؟؟).فأجاب:- ((تَكَلَّم مع الأخ "هادي خَمّاس)).قال لي "العقيد الركن هادي خمّاس" -مدير الإستخبارات العسكرية:- ((يا ممتاز.. إلغِ العمل الذي كلّفك به السيد رئيس الوزراء)).وتملّكتني الحيرةإلتفتتُّ نحو "العقيد شهاب أحمد" موضّحاً ما دار بيني وبين اللَذَين تحدّثتُ معهما.. ولمـا لم أكن ممتلكاً أية صورة عن الموقف ولم يتوضح لديه هدف توجّهه إلى "بغداد"، فقد أنتابتنا الحيرة... فراودني إحساس بأن ثمّة أمراً خطيراً يفرض أوزاره في "بغداد"، وأن تكليفي بـ"طيران تشكيل" لم يكن بريئاً.إنقضت تلك الليلة، بعد أن غادرني "العقيد شهاب"، وكذلك نهار (الأربعاء-15/أيلول) دون طارئ يذكر.. ولكن ما أن حلّ ظهر اليوم التالي (الخميس-16/أيلول) حتى كان "المقدم عزيز أمين "آمر مطار الرشيد العسكري (وكالة) على الهاتف ويخبرني أنه سيحضر لزيارتي!!! وإنكشف الأمر حط "المقدم عزيز" بعد حوالي نصف ساعة بطائرة صغيرة في "الحبانية"، ليُفاجئني بأن حركة إنقلابية حاول "عارف عبدالرزاق" القيام بها قد فشلت، وأنه سيادته أقلع ظهر اليوم مع البعض من أقرانه مع عوائلهم بطائرة نقل عسكرية من "قاعدة الرشيد" متوجّهاً إلى "مصر". كان "المقدم عزيز" مهموماً للغاية عن مدى الإحراج الذي وقع فيه جراء هذا التصرف الذي وقع فيه لسوء قَدَره وفي قلب مطاره، وما قد تؤول إليه نتائج التحقيقات التي لا ناقة له فيها ولا جمل. أسباب فشل المحاولة الإنقلابية وبعد أن إطّلعتُ بعدئذ على تفاصيل وقائع تلكم المحاولة، فقد أستطيع تشخيص أسباب فشلها إلى:- • قرار تجنّب المُجابهة بين الوحدات العسكرية المؤيدة للحركة وبين تلك التي تناوئها. • تعدّد الخطط والآراء والمقترحات في تنفيذها. • تردّد بعض القادة القائمين بها. • إتخاذ "عارف عبدالرزاق" لقرارات غير صائبة بشأن تنفيذ الحركة. وأصابني القلق ومثلما شاء القَدَر أن يبلِّغني "عارف عبدالرزاق" بتهيئة طائرات تقلع من المطار الذي أقوده بالوكالة، لتُحلِّقَ في سماء "بغداد"، فقد فرض وزره في أعماقي وقتما فكرتُ بضرورة مغادرة وطني متوجِّهاً إلى "مصر".. وفق حوادث تسلسلت كما يأتي:- • حالما علمتُ بمغادرة "عارف عبدالرزاق" ولجوئه إلى "مصر" يوم (16/أيلول)، أصابني بعض القلق لإحتمال إعتقالي ومحاسَبَتي، وقادَني تفكيري نحو طيار يعمل بمعيتي، كان أخاه الأكبر "النقيب زهير عبدالله" ضابطاً في الحرس الجمهوري. • إبتغيتُ الإطلاع على مُجريات الأمور من قلب الحدث، فبعثته لزيارة أخيه صبيحة (الجمعة-17/يلول)، فعاد إليّ مساءً بخبر مشؤوم مفاده:- ((أن النقيب زهير سمع من آمر فوجه "المقدم إبراهيم الدواد" أن "اللواء عبدالرحمن محمد عارف"-رئيس أركان الجيش وكالة- قد ذكر أثناء مناقشته تطورات الحركة الفاشلة، بأن "عارف عبدالرزاق" لم يكن لَيَقدِم عليها لو لم يكن قد أَمَّنَ تماماً جانب مطار الحَبّانية العسكري)).• زاد هذا الرأي الصادر من "شقيق رئيس الجمهورية" القلق الذي ظل يراودني ليومين... ولمّا كنتُ على يقين بأن "عبدالسلام عارف" يتّبع أسلوب "العقاب الجماعي" في مثل هذه المواقف، لذلك قرّرتُ ترك الوطن. • ولمّا كانت تتوفّر في المطار (12) قاصفة ذات مدى بعيد نسبياً من طراز (بادجر-TU-16 /BADGER) بإمكانها بلوغ "القاهرة" دون توقّف، لذلك خطّطتُ للتوجّه إلى "مصر" بإستثمار إحداها. • عرضتُ الموضوع منفرداً على "الملازم أول الطيار فاروق الطائي" -أحد أقرب الطيارين علاقة بي- فلم يتردّد مطلقاً بالمجازفة بحياته ومستقبله... لذلك، وفي صباح (السبت-18/أيلول) أقلعنا بقاصفته نحو الأجواء الجنوبية-الغربية من "العراق" محلّقَين مع الحافة الشمالية-الغربية للأجواء السعودية، حتى عبرنا "خليج العقبة" من منتصفه نحو "صحراء سيناء" المصرية، وقبل أن تقاطعنا طائرتان مقاتلتَان مصريتان من طراز (ميك-19) وقد تقرّبَتا من طائرتنا... ولمّا لم نكن على معرفة بالترددات اللاسلكية للقواعد الجوية المصرية، فلم نستطع تحقيق إتصال معهما... وبعد تحلقيهما بالقرب منّا لحوالي (15) دقيقة، يبدو أن طيارَيهما قد تأكّدا من هوية طائرتنا أو كان وقودهما وشيك النفاد، لذلك تَرَكانا. • واصلنا الطيران وسط "كوريدور الطيران الدولي" نحو "القاهرة"، ونظمنا جهازنا اللاسلكي على تردد "ميناء القاهرة الجوي" -المعروف لدى جميع طياري العالم- في حين لم يخطر ببالي سوى التوجّه نحو "قاعدة بَلْبيس الجوية" الواقعة الى الشمال من "القاهرة"، حيث تستقرّ وسطها "كلية الطيران المصرية" التي كنتُ قد زرتُها سابقاً ضمن وفد عسكري عراقي... ولما لم نكن على إتصال مع برج سيطرتها بالطبع، فقد حلّقنا فوقها وأجرَينا حركات مُتعارَف عليها دولياً بتحريك جناحي الطائرة، لندور حوالي المطار قبل أن نهبط على مدرجه بسلام. • حقّقت السلطات المصرية معنا لساعات عديدة، وإستنطقتنا بتساؤلات وإستفسارات مُحرِجة، إلاّ أننا رجونا من مسؤوليها منحَنا حقّ اللجوء، فتم ذلك بعد أيام قليلة، إذْ أسكنونا في قصر يعود الى "الملك فاروق الأول"، قبل أن يتم نقلنا الى شقق إستأجرناها من الرواتب التي كنا نتقاضاها من الحكومة المصرية بصفتنا لاجئين سياسيّين.مفارقة لم تدر على بال لم يكن لي أي دور مباشر في مفارقة حدثت بالصدفة، وهَوَّلَتْها وسائل الإعلام والشخصيات من هواة "نظرية المؤامرات".. وهي، أنّ إقلاعنا من "العراق" وصولاً الى الأجواء المصرية -صادف بحكم القدر- مع تحليق طائرة الرئيس "عبدالسلام عارف" الخاصة أثناء عودته من "المغرب" الى "القاهرة"، حيث إعتقد البعض -ممن يُهوّلُون الأمور- أن طائرتنا القاصفة قد أقلعت من "الحبانية" لتتواجه/تتقاطع مع طائرة "عبدالسلام عارف" بغية إسقاطها. وفي الوقت الذي لم نكن أساساً قد فكّرنا في مثل هذا الأمر بشكل مطلق، ولم نكن على دراية بتوجّه رئيس الجمهورية الى "القاهرة" أو غيرها، ناهيك عن أن طائرتنا القاصفة "بادجر" غير مصمّمة، ولا هي مجهزة برادار يكشف طائرات أخرى كي تتقاطع معها أو تعترضها، ولم نكن على إتصال لاسلكي بأية قاعدة جوية أو قاطع دفاع جوي مصري كي يتم توجيهنا نحو طائرة محدّدة نروم إسقاطها... يُضافُ الى ذلك عامل أهم، وهو: كيف يمكننا التعرّف على طائرة تنقل "عبدالسلام عارف" أو سواه في تلكم الأجواء الشاسعة التي تحلّق فيها عشرات الطائرات المدنية التابعة لشركات خطوط جوية عربية وعالمية متنوعة بوقت واحد، سواء أكان ذلك في أجواء مصر أو سيناء أو شمالي السعودية أو العراق؟؟!!. وقد علمتُ بعدئذ، أن تحليق طائرتنا -مصادفة- في تلك الساعات من صباح (السبت-18/أيلول/1965)، هو الذي حدى بالسلطات المصرية من تدبّر طائرة نقل مدنيّة خاصة تابعة للخطوط الجوية العربية المتحدة من طراز (كوميت C-4)، لنقل "عبدالسلام عارف" والوفد المرافق له من "مصر" الى "بغداد".وأخيراً إنضممتُ لكتلة "عارف عبدالرزاق" بعد أيام من وصولنا الى "القاهرة"، إلتقيتُ بالسيد "عارف عبدالرزاق" لأُعاتبه كثيراً عن سبب (توريطي) في أمر "طيران التشكيل" فوق "بغداد" من دون أن يوضح لي الغاية الكامنة وراءه... فأوضح أنه لم يكن هناك داعٍ لزَجّي في حركة إنقلابية يقودها هو، ما دام الأمر الذي أصدره مقتصراً على تحليق "طائرات غير مسلحة" وبأسلوب "طيران تشكيل".وبحكم مغادرتي الوطن، ومنحي صفة "لاجئ سياسي" لدى "مصر" فضلاً عن علاقاتي الشخصية السابقة مع السيد "عارف عبدالرزاق"، فقد غدوتُ -بالضرورة- أحد الضباط المنتمين إلى كتلته القومية... ولذلك أيضاً وجدت نفسي -بعدئذ- مُنقاداً إلى الإشتراك معه في محاولته الإنقلابية الثانية ضد الرئيس اللاحق "عبدالرحمن محمد عارف"، والتي قادها فعلاً يوم (30/حزيران/يونيو/1966)، وذلك بعد حوالي شهرين ونصف على تسّنمه مقاليد الحكم في "العراق".مشاعري أزاء "عبدالسلام عارف" أما تقويمي الشخصي عن شخص "عبدالسلام عارف"، فإنني أراه قومياً دون أدنى شك، وممتلكاً لشجاعة فردية متناهية، وملتزماً باُّصول الدين الإسلامي الحنيف... ولكنه كان يميل للإنفراد بالسلطة ويتّخذ قرارات غير مدروسة، ويطلق ألفاظاً وعبارات غير موزونة في خطاباته وتصريحاته وأحاديثه... وأنه على الرغم من تواضعه في ظاهره، فإن "داء العظمة" قد تملّكَ منه وخصوصاً بعد حركة (18/ت2/نوفمبر/1963)... وأن الذي إقتنعت به -بعد إطلاعي على مجريات الامور عن كثب- أن ظاهره تجاه موضوع الوحدة مع "مصر" كان على عكس ما يضمره في باطنه. ((انتهى حديث السيد ممتاز السعدون) |