رسالة الى حجر بن عدي

 

أنا رجل يبكيني المطر ياسيدي ولاأعلم عنوان جسدك الذي نبشه الامويون،فيروز تملأ رأسي بالصباحات،وقبرك يملؤني بالحزن على ترابك الذي فارقتَ عبيره منذ ثلاث ليال،1500 سنة وأنت تتعطر بطينك في مرج عذراء،لكن عذراءك التي نمت بجانبها كل هذا الوفاء، أخرجت لك سقطها،فتساقط ابناء الزنى على ضريحك وهم يحملون المعاول لنبش جسدك الكوفي النحيل.
النابحون مع كلاب الحوأب يتشابهون معها، الفئة الباغية التي قتلت عماراً ،عادت وفجّرت قبره وأتهمت نوبل الذي صنع البارود فحصلت على جائزته،وحين صمتنا عنهم مثل قنوات العهر العربية،عادوا لينبشوا قبر حجر بن عدي،الوطن المظلوم الذي ينام في قبر،وحيدا تغلّفه الولاية والموقف برأس مقطوع وتحيط به الزمر الملتحية الشقية،أجدادهم نبشوا شهداء بدر لأن معاوية أراد زراعتها بالفراولة والطماطم فانبجس الدم من طينها المحمّدي لكي يضمن شبع هذه المعدة الخاوية من الاسلام،نفس الوجود التي أعلنتك معارضا للنظام وجاءت بك،من كوفتك الحمراء الى عذرائك التي كنت قائدها الفاتح ذات إسلام،جاءت بك مقيّداً ، وقبرك الذي فتح فمه ليبتلعك أمام عينيك يومها قطيع الراس،عادوا وبكل مااوتوا من بهيمية ليعيدوا مسرحة القتل بعد 1500 سنة من الجاهلية،وربما ليقايضوا بك عن مسوخهم الجديدة.
لم يكن حجرٌ صاحب فتنة،كان أنقى من الماء وأصلب من الحجر الصوان،وكان المطر صاحبه حين يبكي،وفيروز لي من بين كل الاغنيات التي تبكي على وطن ينبشون فيه قبرا لحجر وينسفون قبرا لعمار ويحرقون قبرا لجعفر الطيار،الفتنة التي أفتت بحرمة زيارة القبور حللّت نبشها،وهي التي أفتت بالتستّر عليها لان من أفتى ونبش وتستّر له حسنة النبش،لم يكن حِجْرُ جنديا في الجيش السوري الذي يقاتلهم على البقاء في مرج عذراء،بل كان أميرا لجيش علي في "الجمل"، و"صفين"، و"النهروان"، وكان من قاداته، على كندة يوم صفين، وعلى الميسرة يوم النهروان،لهذا حين أراد معاوية الهرب تذكّر حجر فقتله بعد سنين!!..
حجر لم يكن قائدا نظاميا في جيش بشار وقبله الاسد حتى يثور عليه الساقطون من الركاب، ولم يكن بعثياً حتى يثور عليه القتلة او يدافع عنه النقشبعثيون!،لم تكن له يد بإيصال العلويين الى دكة الحكم او دكة القضاء او حتى دكة المطبخ والحمّام،ربما كانت جريمته الذي استحق بها النبش هو ابتعاده عن قبور بني أمية المظلومين من قانون اجتثاث البعث قبل ان يتحول الى المسائلة والعدالة!بتظاهرات سلفهم الصالخ،لم يكن حجر صاحب ديوان لكتابة التقارير الحزبية ليتسبب باعدام المهمّشين معاوية ومروان بن الحكم وبعير قطر وعاهر السعودية والروغان التركي،كانت جريمة حجر بن عدي انه كان يوالي علي بن ابي طالب ع على مرّ الحكومات التي تجرأت أخيرا لتخرج لنا ابناء بغايا العروبة لينبشوا قبر المعارض الذي آثر الخروج ليقول قولته الاخيرة قبل يوم البعث.