مزقي يا ابنة العراق الحجابا وآسفري فالحياة تبغي انقلاب

هذا بيت قاله الشاعر العراقي الكبير جميل صدقي الزهاوي في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين . والحجاب في تلك الفترة هو ليس كحجاب اليوم بل كان يسمى (( الفوطة )) التي ما زال قسم من جداتنا وامهاتنا الكبيرات يرتدينها.... . انا لا اقف ضد ارتداء الحجاب طوعا ولكنني ضده ان كان فرضه قسرا وكرها . .
فأرتداء الحجاب او عدم ارتدائه مسألة شخصية جدا والمراة مخيرة بين ارتدائه او عدم ارتدائه ..
والعراق لم يعرف الحجاب بشكله الحالي الا في الثمانينات من القرن الماضي في وبعد معركتنا مع ايران التي انتهت عام 1988 حيث صار للحجاب مكان بين نساء العراق ثم انتشر بعد ذلك بشكل طوعي .
وكان بعض النساء قبل ظهورالحجاب يرتدين (( العباءة )) التي نادرا ما تكون تحتها (( الفوطة )) وهذا ينطبق على النساء الريفيات الكبيرات في السن . وظل الحجاب الى جانب السفور مسألة عادية في فترة التسعينيات .
ولكن بعد العام 2003 كثر ارتداء الحجاب لا طوعا بل خوفا وفرضا من الاحزاب الدينية التي تفاقمت بسبب انهيار المجتمع العراقي وتقسيمه الى طوائف ونحل وملل ؛ والمتزمتين وقليلي الوعي من بعض الاباء وبعض الاخوة ..وليس هذا فقط بل فرضت هذه الاحزاب على النساء ارتداء ما يسمونها بالعباءة الاسلامية وما هي بالاسلامية بشئ لانها تبرز مفاتن جسد المراة بشكل مثير جدا اضافة الى الحجاب .. ولكن المشكلة ان من يفرض ارتداء الحجاب على السيدات هو طبيب عليل والاولى ان يداوي جرحه اولا ..انا اعلم جيدا ان الاخلاق لا تقاس بنوع الملابس او بارتداء الحجاب او العباءة او التنورة او الجينز بل ان الاخلاق تقاس بالسلوك والتصرف الحسن وحسن المعاملة فكم من مصل هو فاسق وفاسد ؟؟ وكم من شارب خمر هو نقي وامين وصادق ؟؟ وكم من مرتدي العمائم المزيفة هم كذابون ونصابون وفاسدون ؟؟ وكم من مرتدي الملابس العادية هم صادقون وامينون ونظيفون ؟؟ . وكم من مرتديات النقاب والحجاب والعباءة هن غير نقيات ؟؟ وكم من مرتديات الملابس الاخرى هن نقيات وشريفات ؟؟ .
اظن انكم اقتنعتم بكلامي . لذلك السلوك الحقيقي وحب الناس والصدق والعطف والاحترام للاخرين والحب للجار واهله هو هذا الذي يتصف به الانسان الحقيقي بغض النظر عن ملابسه التي يرتديها ان كان رجلا او بغض النظر عن الملابس التي ترتديها ان كانت امراة . هذه هي الثقافة الحقيقية التي يجب ان نعلم بها ابناءنا وبناتنا ..
اما المتشدقون والمستفيدون من نشر ثقافة ارتداء الحجاب او العباءة الاسلامية او العباءة النسائية فهؤلاء فاسدون وكذابون ومنافقون يرومون من وراء ذلك الحصول على مكاسب سياسية او منافع مالية او اجتماعية .
ليس عيبا على البنت ان لا ترتدي حجابا او ترتدي حجابا بشرط الا يكون ارتداؤه بضغط او تخويف او اكراه ودعوا الخلق للخالق فهنالك رب هو المحاسب الوحيد للبشر لانه خالقهم .
نحن شعب متعدد القوميات والاديان والطوائف وليحافظ كل على قوميته او دينه او طائفته ولا يعتدي على حقوق الاخرين وعاداتهم وثقافاتهم . اذا اردنا ان نبني بلدا متطورا متحضرا