متى تقع الثورة الدينية المباركة

 

سنقصّ‭ ‬بمقص‭ ‬العدل‭ ‬والعقل‭ ‬،‭ ‬المئة‭ ‬سنة‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬تأريخ‭ ‬الدولة‭ ‬العراقية‭ ‬ومعها‭ ‬دول‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمين‭ ‬كلهم‭ ‬،‭ ‬ونحرث‭ ‬بعض‭ ‬الأسئلة‭ ‬الموجعة‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬الدين‭ ‬ورجاله‭ ‬وعمائمه‭ ‬ولحاه‭ ‬وآياته‭ ‬وسماحاته‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬صنف‭ ‬ولون‭ ‬،‭ ‬وقد‭ ‬نربطها‭ ‬ونشبكها‭ ‬بالزنادقة‭ ‬والهراطقة‭ ‬والسحرة‭ ‬والحكواتيين‭ ‬الذين‭ ‬يدورون‭ ‬على‭ ‬القرى‭ ‬،‭ ‬ويقولون‭ ‬للناس‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يقله‭ ‬الله‭ ‬،‭ ‬وما‭ ‬لم‭ ‬يطلبه‭ ‬محمد‭ ‬،‭ ‬وما‭ ‬لم‭ ‬يأت‭ ‬في‭ ‬القرآن‭ ‬منه‭ ‬،‭ ‬الّا‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬تعدد‭ ‬التفاسير‭ ‬وتناطح‭ ‬الرؤى‭ ‬وانبعاث‭ ‬عفن‭ ‬التأريخ‭ ‬المندرس‭ ‬الذي‭ ‬صنع‭ ‬قصصاً‭ ‬،‭ ‬جعلها‭ ‬هؤلاء‭ ‬السحرة‭ ‬والدجالين‭ ‬بمقام‭ ‬المقدس‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬جدال‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬فيه‭ ‬،‭ ‬وهي‭ ‬قصص‭ ‬مخلوطة‭ ‬بالكذب‭ ‬والتزييد‭ ‬والتنقيص‭ ‬والنفخ‭ ‬العاطفيّ‭ ‬البليد‭ .‬

قلنا‭ ‬وكتبنا‭ ‬غير‭ ‬مرة‭ ‬ومرات‭ ‬،‭ ‬إنّ‭ ‬الأديان‭ ‬كلها‭ ‬سهلة‭ ‬ولا‭ ‬تحتاج‭ ‬الى‭ ‬مفسرين‭ ‬ووسائط‭ ‬نقل‭ ‬بين‭ ‬الله‭ ‬وعباده‭ ‬،‭ ‬وان‭ ‬كل‭ ‬أو‭ ‬جلّ‭ ‬ما‭ ‬أتى‭ ‬بعد‭ ‬السنوات‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬الثورة‭ ‬المحمدية‭ ‬الذكية‭ ‬،‭ ‬هو‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬زوائد‭ ‬وفوائض‭ ‬كلام‭ ‬أدت‭ ‬الى‭ ‬تفكيك‭ ‬وامراض‭ ‬جوهر‭ ‬الفكرة‭ ‬الأم‭ ‬،‭ ‬فانولدت‭ ‬المذاهب‭ ‬والمدارس‭ ‬،‭ ‬وكثرت‭ ‬التفسيرات‭ ‬،‭ ‬فمات‭ ‬الإسلام‭ ‬الحقيقيّ‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬المفسّرين‭ ‬والمؤولين‭ ‬والمجتهدين‭ ‬عن‭ ‬هوى‭ ‬وتجارة‭ ‬وليس‭ ‬عن‭ ‬علم‭ ‬وفهم‭ .‬

ماذا‭ ‬صنع‭ ‬لنا‭ ‬رجال‭ ‬الدين‭ ‬وربما‭ ‬نساؤه‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬دفتر‭ ‬العلوم‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬والمخترعات‭ ‬المبتكرات‭ ‬المفيدات‭ ‬الرحيمات‭ ‬،‭ ‬التي‭ ‬منها‭ ‬الطب‭ ‬والهندسة‭ ‬والطائرات‭ ‬والسائرات‭ ‬والماشيات‭ ‬البحر‭ ‬،‭ ‬والكومبيوتر‭ ‬والأنترنيت‭ ‬والفيسبوك‭ ‬وأخوانه‭ ‬بالرضاعة‭ ‬والفن‭ ‬والكتابة‭ ‬والأدب‭ ‬والفلسفة‭ ‬والجمال‭ ‬،‭ ‬وهل‭ ‬نحتاج‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مسجد‭ ‬وصومعة‭ ‬عبادة‭ ‬سوى‭ ‬الى‭ ‬موظف‭ ‬واحد‭ ‬صوته‭ ‬جميل‭ ‬،‭ ‬فيدعو‭ ‬الناس‭ ‬للصلاة‭ ‬وهم‭ ‬يحفظونها‭ ‬عن‭ ‬ظهر‭ ‬قلب‭ ‬وعقل‭ ‬،‭ ‬ويقرأ‭ ‬ويجود‭ ‬ويموسق‭ ‬القرآن‭ ‬البديع‭ ‬بصوته‭ ‬،‭ ‬بمعاونة‭ ‬موظف‭ ‬آخر‭ ‬يحرس‭ ‬الجامع‭ ‬وثالث‭ ‬يشطف‭ ‬وينظف‭ ‬وينظّم‭ ‬المكان‭ ‬؟

جربوا‭ ‬بربكم‭ ‬الذي‭ ‬تعبدون‭ ‬،‭ ‬هذه‭ ‬الوصفة‭ ‬الطبية‭ ‬الشافية‭ ‬الوافية‭ ‬،‭ ‬ثم‭ ‬تعالوا‭ ‬واخبروني‭ ‬بعد‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬،‭ ‬عن‭ ‬مباهج‭ ‬ومحاسن‭ ‬وصنائع‭ ‬وراحة‭ ‬وسلام‭ ‬وطمأنينة‭ ‬حياتكم‭ ‬الحرة‭ ‬الجديدة‭ . ‬

صلّوا‭ ‬خمس‭ ‬صلوات‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ . ‬صوموا‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ . ‬حجّوا‭ ‬مشروطية‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬كلفة‭ ‬الحجّ‭ ‬مأخوذة‭ ‬من‭ ‬خبز‭ ‬العائلة‭ ‬الشحيح‭ . ‬اعطوا‭ ‬الفقراء‭ ‬ما‭ ‬تيسّر‭ ‬من‭ ‬فيض‭ ‬مالكم‭ . ‬كونوا‭ ‬مثل‭ ‬الدنيماركيين‭ ‬والنرويجيين‭ ‬والسويسريين‭ ‬والنيوزلنديين‭ ‬،‭ ‬طاهرين‭ ‬متخففين‭ ‬من‭ ‬الكذب‭ ‬والنفاق‭ ‬والرشوة‭ ‬والخيانة‭ ‬،‭ ‬وصفات‭ ‬مرذولة‭ ‬أخرى‭ . ‬لا‭ ‬تنصتوا‭ ‬أبداً‭ ‬إلى‭ ‬ضلالات‭ ‬وقصص‭ ‬وخرافات‭ ‬وزيادات‭ ‬وكلاوات‭ ‬عمائم‭ ‬الشيطان‭ ‬الملونة‭ ‬،‭ ‬لأن‭ ‬آدميتكم‭ ‬وجوهر‭ ‬دينكم‭ ‬وربّكم‭ ‬الواحد‭ ‬وعبادتكم‭ ‬الخالصة‭ ‬،‭ ‬لن‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تفاسير‭ ‬الفتنة‭ ‬أو‭ ‬حكايات‭ ‬التـاريخ‭ ‬المندرسة‭ . ‬أحبوا‭ ‬واحترموا‭ ‬جيرانكم‭ ‬،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كانوا‭ ‬على‭ ‬غير‭ ‬دينكم‭ . ‬