مرة اخرى، تنشر داعش اُسلوب التوحش في ذبح الأسرى، هذا الأسلوب ليس اسلوبا عاديا بل الغاية منه ان تثير الفزع والخوف والانكسار بين المواطنين. داعش مجموعة من الذباحين يسعون الى نشر ثقافة الذبح والقتل والتفخيخ والتطرف وهي تستخدم الاعلام الالكتروني ببارعة لتحقيق مساعيها. من يقف ضد داعش وحواضنها عليه ان يتوقع الموت في اي لحظة وفِي اي مكان وعليه ان يكون مستعدا لهذا الموقف رافعا راسه الى السماء. نشرت عصابات داعش صورا جديدة لعملية ذبح ضابط عراقي شامخ واجه الموت ببسالة اسمه ابو بكر الدراجي من أهالي سامراء بتهمة انه مرتد! الصور التي نشرتها داعش لابد ان نتعلم لقطة الصمود والتحدي والقوة للضابط ابو بكر وان نتجاهل مشاهد الذبح التي تحاول داعش ان تشيع ثقافة الخوف في المجتمع في زمن هزيمتها الكبرى وعمليات تحرير المدن. يحتاج المجتمع العربي والإسلامي ان يكافح التطرّف من البداية ، من الجذر ، من أبواب الجوامع والمساجد من المكتبات من المراقد الدينية من المجتمعات آلتي تعتقد ان داعش ذراعها المسلح، ان تنظف عقول المختلطين مع داعش من هذه الفوضى الفكرية. داعش نشأت في مجتمعات وفرت لها مقومات النمو والتكاثر ويخطأ من يقول ان داعش لها عدو واحد بل ان عدوها كل من يختلف معها سواء كان شيعيا رافضيها او سنيا مرتدا. الانتصار على داعش ليس عسكريا فقط بل يتطلب انتصارا فكريا يلاحق افكارها الشيطانية ويمنع بعض رجال الدين المتطرفين الذين هُم أشبه بمصانع فعالة لإنتاج الفكر المتطرف الذي يحول الفكر الى مفخخات وعبوات ناسفة ورصاص وسيوف يذبح فيها المخالفين من الوريد الى الوريد. الحشد الفكري لمكافحة داعش والتطرف لايقل أهمية عن الحشد العسكري لتطهير المدن من داعش، رائحة التطرّف تنتشر بكل بقاع العراق، التطرّف، الاجتماعي والمناطقي والمذهبي والديني والقومي، نحتاج الى توسيع دائرة ثقافة الحوار محاورة النقيض، الحوار يبيد التطرّف والتخلف ويشيع ثقافة إنسانية. الاهتمام بالمستقبل خير من الاهتمام بالتاريخ والماضي وخلافاته، قوتنا ان لانسمح لداعش ان تستغل خلافاتنا ان نتفق اننا امام عدو واحد هو داعش اللعين ومن يحتضنهم ومن يروج لهم وان خلافاتنا السياسية والفكرية ماهي الا عناوين ثانوية. كيف ننتصر على داعش؟ ، ننتصر عليها بالفن والموسيقى والشعر بالاعتدال والمصالحة، داعش يهز مضاجعها افتتاح جامعة او جسر او مدرسة او مسرح او شارع او مستشفى، داعش يهز مضاجعها قلة خلافاتنا واتفاقها على إصلاح شامل للعملية السياسية داعش يقتلها اي نور في هذا البلد وينعشها اي انكسار! مهما نشرت داعش من جرائم علينا ان نتوقع اكثر وان لاننكسر ولانشعر بالهزيمة وان لانسمح لها ان تؤثر على معنوياتنا في الحرب ... فهذه حرب طويلة، حرب وجود، تحتاج الى قلوب قوية ومؤمنة لاتهزها ماتنشره داعش وواثقة انه المجال لان تؤثر علينا داعش ...اما أن ننتصر او ننتصر! |