الصراع الوطني والاستقلال يسرعان الحاجة إلى أنتشار المطابع ................. يعقوب سركيس يعقب بالقول: " أن أول من أدخل آلية غير حجرية تطبع بحروف التنضيد إلى بغداد هو واليها أبو الأحرار، النابغة مدحت باشا العظيم.... وكنتُ من القائلين (قولهم) حتى عثرت قبل ما يزيد على عقدين من السنين في مقدمة ( هوار ) الفرنسي لكتابه ( تاريخ بغداد في الأزمنة الحديثة ) أن كتاب ( دوحة الوزراء ) الذي هو ذيل لـ (كلشن ) خلفا كلاهما في تاريخ العراق بالتركية في بغداد سنة 1237هـ ــ 1821م : أن من أنبأنا به هوار يدلنا على وجود مطبعة في بغداد قبل ولاية مدحت باشا ". إشارات وتلميحات وتأكيدات على وجود أخرى كانت تصدر من هذا الطرف أو ذاك بشأن تأسيس أو نشوء الطباعة عالمياً واقليمياً ومحلياً، وجدتُ اقتصار الحديث عما وصلت إليه بعد نشوئها في العراق وعما وصلت إليه من تطور في الوقت الراهن. ولما كان الأمر لا ينفصل بطبيعته عن سلسلة ارتباطاته الأخرى، فأنه من نافل القول الإشارة إلى إن الاسباب السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي كانت مجتمعة تتحرك في دائرة النشاط المطبعي الذي بدأ بالنشوء والتشكل مهنياً، لم تكن بعيدة عما حولها في العالم وأوروبا على وجه الخصوص من آمال كان يعقدها استعماريون جدد على تركيا وعلى بلدان من الشرق تحكمها ، أبان حقبة شيخوخة الدولة العثمانية. ففي وقت كانت الدولة الاستعمارية الجديدة تستغل بشاعة ما يجري من تداعيات في تركيا وفي الدول التابعة لاحتلالها ، ولغرض اكمال طوق عزلتها عن الاسرة الدولية لغرض اسقاطها، دفعت بعض الارساليات التبشيرية إلى مجموعة الدول المحكومة من قبل الامبراطورية الهرمة، ساعدتها على امتلاك وسائل الطباعة لنشر الثقافة الغربية وتعميق جذور المعارضة فيها، للانقضاض على سلطان آل عثمان، وعلى نشر السيادة الأوروبية بعد ذلك. الأمر الذي دفع سلطة الدولة العثمانية، للحيلة دون تحقيق ذلك، إلى إصدار فرمان الموافقة على الترخيص بإجازة المطابع المحرمة على المسلمين في قلب الامبراطورية وحصر مطبوعاتها على كتب الحكمة واللغة والتاريخ والطب والفنون، على أن يتعهد اصحابها بعدم طبع كتب التفسير والحديث والفقه والكلام به. هذا الفرمان الصادر في 1716 منح في الوقت نفسه اليهود فرصة أنتشار مطابعهم في أركان الدولة كلها. كما وبه نشطت الطباعة رغم محدودية أنتشارها. في " الاستانة " دخلت أول مطبعة رُخصت بطبع الكتب بالحروف العربية، كان ذلك عام 1728م، لكنه ومع ذلك ما كان هذا الفرمان ليوقف زحف المخطط الأوروبي شرقاً. فقد نشطت البعثات التبشيرية في مراميها لإنشاء المطابع في الاقطار العربية نذكر منها سورية وفلسطين ومصر والعراق ولبنان، تلك الدول التي أنشئ فيها وحدها أكثر من عشر مطابع. لم يكن هم الحملات التبشيرية من تلك المطابع أو غيرها اصدار كتب ذات فائدة علمية، أو ما يعين على إيقاظ الحماسة الوطنية عند العرب أو غيرهم، بقدر ما كان همها منصباً على نشر وتكثيف الوعي المتفق مع حقيقة تغلغل الثقافة الاستعمارية الجديدة. مع شعور العثمانيين بنتائج سياستهم لتجهيل الشعوب الخاضعة لسيطرتهم، وفشل محاولاتهم لإيقاف زحف وتنامي الشعور المعادي ضدهم وتأثر هذا الشعور ببريق الدعوات الأوروبية للتحرر والمدنية، وفي غمرة تعاظم الازمات واستفحال اسبابها المهلكة، استسلمت الدولة العثمانية من جهتها لدخول مضمار نشر مطابع جيوش الاحتلال التي بدأتها فرنسا بعد دخول نابليون مصر عام 1798م( ومن بعدها بريطانيا عام 1917) فقد ظهرت إلى عالم الصحافة والطباعة تشريعات خاصة، وخلال 39 عاماً من صدور جريدة الزوراء وتأسيس مطبعة الولاية حتى الانقلاب الدستوري عام 1908 لم تظهر سوى ثلاث صحف خضعت للقانون العثماني الأول لتنظيم شؤون الصحافة في 19كانون الأول عام 1863 الذي ظهر قبل صدور جريدة الزوراء بست سنوات والذي جرى التعديل عليه بعد الانقلاب المذكور بقانون المطبوعات الصادر في 16تموز 1909 وتعديلاته المتلاحقة. في مصر تم إنشاء أول مطبعة متطورة ـ يومها ـ سُميت بمطبعة بولاق عام 1819 تأسست على أثرها أكثر من عشر مطابع كمطبعة مدرسة الطب والعويجية وديوان الجهادية وديوان الخديوي ومكتب الموسيقى ومطبعة الهند ومطابع القلعة وجريدة (كبدة) ورأس التين ، عدا مطابع المطابع الحجرية التي كانت ما تزال موجودة في المديريات. أما في بغداد فأن اول مطبعة آلية دخلت العراق، إلى جانب كونها أول مدرسة إعلامية فهي ( دار طباعة دار السلام ) الحكومية ذات الطابع الوطني، أقترن عملها بإثرها الوحيد كتاب (دوحة الوزراء ) الذي كان مبحثاً في تاريخ بغداد واوضاع العراق السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، على يد " العبد الأقل العاصي " محمد باقر التفليسي. كما شهد عام 1869م أول حدث نوعي كبير على صعيد الطباعة، كما على صعيد الصحافة أيضاً، والمقترن بإدخال آلات طباعية حديثة إلى مؤسسة جديدة سميت باسم ( مطبعة الولاية ) والتي منها صدرت أول صحيفة عراقية معروفة باسم ( الزوراء ) الصحيفة التي كانت بدلات الاشتراك فيها تسجل لصالح مطبعة الولاية. بعد الولاية تأسست ( مطبعة الحكومة والقرطاسية ) أسسها جيش الاحتلال البريطاني تحولت فيما بعد إلى مطبعة رسمية للحكومة العراقية، وفيها تم نصب أول ماكنة آلية لسبك السطور ( اللاينو تايب ) بعد أن شيد لها أحدث بناية في وسط بغداد ـ الباب المعظم ـ قال عنها إبراهيم حلمي العمر : " لم يبدأ العراقيون فعلاً باقتناء المطابع إلا بعد أن رأوا بأعينهم الفوائد التي عادت على بلادهم من إنشاء مطبعة الحكومة ". علماَ أن الانكليز قد أطلقوا عليها منذ تأسيسهم لها، اسم ( دائرة المشرف على الطباعة والقرطاسية ـ العراق ). كان الانكليز بحاجة إلى الإعلام الموالي لهم والمعبر عن مصالحهم في البلاد. فكانت الطباعة أداتهم الوحيدة المثالية التي يمكنهم بواسطتها تحقيق هذه المهمة العاجلة. ومثلما فعلوا في بغداد العاصمة فعلوه في كركوك والبصرة والموصل والسليمانية. ولما لم يكن كافياً لبغداد مطبعة واحدة تدير إعلامهم الواسع، لذا قرروا استئجار مطبعة ( الشابندر ) لصاحبها محمود الشابندر، ثم ما برحوا أن اشتروها منه وأن يعينوا عليها مديراً انكليزياً أسمه الكابتن ( ويكفورد ) يعاونه رئيس العرفاء (ماتيسون) والعريف ( ميسون ). منذ دخول الانكليز بغداد سنة 1917 اتخذوا من مطبعة الشابندر المؤسسة سنة 1917 نواة لمطبعة جيش الاحتلال بعد ان قاموا بمسح سريع لمطابع بغداد، فلم يجدوا أفضل منها لذا استقروا بها ووسعوا رقعتها حين اضافوا إليها الدار المقابلة لها والعائدة للسيد محمود الشابندر موصلين البنايتين بجسر خشبي من الطابق العلوي. ثم اضافوا إلى معداتها معدات أخرى كماكنة سبك السطور ومكائن طبع كبيرة أخرى تشتغل بالنفط، إلى جانب معدات جلبوها من الهند إلى العراق بعد احتلالهم البصرة عام 1914 تمهيداً لنقلها إلى بغداد. ولما أصبح أمر ابتعادهم من مطبعة الحكومة ينسجم وسياستهم الجديدة بع تثبيت مواقعهم وقرض هيمنتهم على العراق بدعوى الاستقلال، ومساعدة العراق في إنشاء حكومة وطنية مستقلة، لذا وهبوا المطبعة إلى هذه الحكومة ليأسسوا بدلا عنها مطبعة حديثة سميت بـ ( شركة تايمس ) أو ( ميزوبوتاميا ) والتي صدر عنها جريدة ( بغداد تايمس ) التي استمرت بالصدور حتى عام 1950. وفي قلب العاصمة بغداد، حيث وسط امتداد شارع الرشيد، قام الانكليز بتأسيس مطبعة أخرى بالقرب من شركة ( لنج ) المعروفة سابقاً، والتي عرفت باسم ( مطبعة المساحة ) الموقع ضم المطبعة لغاية سنة 1919 قبل انتقالها إلى موقعها الحالي اليوم في ساحة الطيران ـ الباب الشرقي ـ بعد نقلها إلى منطقة الكرنتينة ضمن الوحدات العسكرية البريطانية أولاً. مهمات هذه المطبعة كان التركيز على طبع الخرائط التي يتم مسحها جواً من قبل القوات الطيران البريطاني. وبعد تشكيل أول وزارة عراقية آلت ملكية المطبعة إلى وزارة الاشغال والاسكان. وفي سنة 1947تم شراء مطبعة كاملة من مخلفات الجيش البريطاني، كان مركزها " الشعيبة " لتضاف إلى مطبعة المساحة والتي كان من المزمع تأسيسها عصرياً لطبع الخرائط والطوابع البريدية في خضم الصراع الوطني للاستقلال وتعميق الوعي السياسي والثقافي للمجتمع العراقي ، نشأت حاجة القوى السياسية والثقافية العراقية لتأسيس مطابع خاصة بها. وبفضل نضالها الطويل الشاق، استطاعت هذه القوى أن تفرض إرادتها في إشاعة حرية التعبير والرأي تمثلت بإلغاء القيود المفروضة على الصحافة والطباعة. وبفعل هذه المحاولات النضالية تم تأسيس ثماني مطابع ظلت متواصلة في عملها طويلاً. من بينها ( مطبعة الرابطة ) المؤسسة في بغداد في 5/ 10/ 1944 . وهي مساهمة تحمل ( الرابطة للطبع والنشر المحدودة ) تم تأسيسها وفقاً لأحكام قانون الشركات الهندي النافذ في العراق بموجب بيان الشركات لسنة 1919. كان السيد عبد الفتاح إبراهيم، الشخصية الوطنية المعروفة، من بين هيئة ضمت أربعة اشخاص ممن تقدموا بطلب إجازة المطبعة (الشركة). أصدرت المطبعة المذكورة مجلة شهيرة باسم ( محلة الرابطة ) عام 1944 وحتى عام 1946، تناوب على سكرتارية تحريرها كل من الاساتذة خدوري خدوري وعبد الجبار عبدالله وعبد الفتاح إبراهيم. أستمر عمل شركة الرابطة باسمها حتى يوم انقلاب 8/شباط/1963. عندما أستولى حزب البعث عليها ليصدر العدد الأول من جريدته ( الثورة ) حيث تم تحويل ملكية الرابطة الأهلية بعد الاستيلاء عليها إلى شركة حكومية برأسمال تمتلكه وزارة الارشاد والإعلام حيث سميت باسم مطبعة ( دار الجماهير ) على أنه وفي عام 1964 وبعد تعديل قانون المطبوعات سميت باسم (شركة دار الجمهورية للطبع والنشر) صدر عنها عدة مطبوعات من أهمها ( جريدة الجمهورية ) ومجلات: بغداد وألف باء والاذاعة والتلفزيون وغيرها. واكمالاً للفائدة ارتأينا إلقاء الضوء على بعض المؤسسات التي كانت ضمن حلقة تأسيس وتطور الطباعة العراقية وعن الظروف التي رافقت أو التي سببت وجود مثل هذه المؤسسات، كما على بعض القوانين التي صدرت في عهد الاحتلالين على العراقي وتأثيرهما المباشر في تأخير عجلة التقدم في موضوع الطباعة والمطابع قبل اكمال الملف نهائياً لغاية أواسط الستينيات من القرن الماضي. من مطبعة الولاية، والتي هي جزء من الاصلاحات التي قام بها والي بغداد ــ مدحت باشا ــ تم تأسيس مكتب باسم مكتب الصنائع الذي ما برح أن تطور فيما بعد، ليصبح فرعاً طباعياً من المطبعة المذكورة. أول تنظيم نقابي وفي المدة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، سعى الاميركيون على دس أنوفهم في خضم التطور الطباعي وما يتبعه من أثر معرفي وثقافي في العراق كان الانكليز يبتغونه ذا فائدة هامة لهم، فقد قامت ( النقطة الرابعة ) الامريكية بإنشاء قسم الطباعة ضمن ثانوية الصناعة الرسمية، كان يدار من قبل الخبير الامريكي المستر ( رسل ) يعاونه معلم عراقي، مهمته الاساسية قيامه بالترجمة. بعد تأسيس المدرسة في الوزيرية تم نقلها إلى منطقة الوشاش مقابل حي أسكان غربي بغداد عام 1959، سميت بإعدادية صناعة بغداد ــ الكرخ. بعد تأسيس الحكم الوطني المنقوص السيادة في نهاية 1920، أشرت الاوضاع في العراق نحو الاستقرار النسبي خلال المرحلة اللاحقة، تميزت بتأسيس جملة من المطابع الأهلية بعد تأسيس مطابع ( الحكومة ) والسكك والمساحة في بغداد، ما زاد من حجم عمال عددياً، دفعهم للمطالبة بإنهاء عقود العمال الأجانب. ونتيجة لظهور ملامح الوعي الطبقي لدى عمال المطابع العراقيين وأرباب العمل إلى جانب العاملين في تجارة موادها، ظهرت الحاجة للمطالبة لتشكيل جمعيات ونقابات تضمهم مهنياً وترعى مطالبهم وشؤونهم. ففي عام 1929 قدم بعض عمال المطابع طلباً إلى وزارة الداخلية طالبين فيه سماحها لهم بتشكيل جمعية مهنية باسم ( جمعية عمال المطابع العراقية ) حيث أشارت جريدة ( العالم العربي ) بعددها 1668 الصادر في 28/تموز/1929 بقولها: نتمنى لهؤلاء الغيارى أن يكلل سعيهم بالفوز والنجاح كما نرجو من وزارة الداخلية الجليلة أن لا تخيّب آمالهم ... وتسرع في اعطائهم الإجازة حسب أحكام قانون الجمعيات. بعد مرور خمسة أشهر وافقت الوزارة على إجازة الجمعية والطلب إلى جميع عمال المطابع للمشاركة في الانتخابات، فكان أول اجتماع للعمال المطبعيين العراقيين هو ليلة السبت المصادف 18/1/1930 الساعة الثالثة عربياً ليلاً في مقهى الشابندر في موقعها الحالي. يومها كان الألمان منهمكين بنصب مكائن مطبعة السكك في سراديب دار ( السولجر الجرماني ) في الصالحية ببغداد، لطبع تذاكر السفر بقطارات السكك الحديدية التي فاز بإنشائها الألمان ضمن صراعهم مع الانكليز على غنائم الشرق والخليج العربي بالذات. وقت كان الانكليز قد استخدموا بشكل جيد مكائن مطبعة المساحة ضمن وحداتهم العسكرية وعملوا بهدوء على طبع الخرائط العسكرية وإجراءات المسوحات الميدانية لمواقع الثروة المعدنية والزراعية والمائية، وكما في مختلف المسوحات التي ترتكز عليها استراتيجية بث النعرات الطائفية والعشائرية. في الوقت نفسه كان ميلهم خلال عقدين من الزمن بعد إنشاء الحكم الملكي، جملة من التصفيات والاهمال، لكنما ما تأسس خلال المدة بين عام 1942 حتى عام 1958، كان له أثره الواضح في بناء قاعدة طباعية معلومة الملامح لا يستهان بها مثل: 1 ــ مطبعة الجيش عام 1942. 2 ــ مطبعة نقل الركاب عام 1948. 3 ــ مطبعة المجمع العلمي العراقي عام 1950. 4 ــ مطبعة وزارة المعارف عام 1954. 5 ــ مطبعة إعدادية صناعة الكرخ ببغداد عام 1952. وخلال سني التحول الاجتماعي والثقافي في العراق، وما شهدته المطابع الحكومية والأهلية بشكل واضح وسريع وما رافق الحياة من نمو مضطرد في الميادين كافة بعد ثورة 14/ تموز/1958، وتأسيس الجمهورية العراقية، كان لا بد من تنشأ في وزاراتها وباقي مفاصل حركتها الثقافية والتجارية، حركة طباعية جديدة نشيطة، تمثلت في نشوء مطابع حكومية عامرة بلغ عددها أكثر من تسع مطابع كبيرة إلى جانب العشرات من المطابع التي تعود ملكيتها للقطاع الخاص، التي تمثلت الأولى بـ ( مطبعة البنك التجاري عام 1958ومطبعة الإدارة المحلية 1960 ومطبعة وزارة الزراعة 1962 ومطبعة أمانة العاصمة 1962، ومطبعة دار الجمهورية القديمة 1963 ومطبعة دار الثورة القديمة 1964، ومطبعة البنك المركزي العراقي 1964، ومطبعة الكهرباء الوطنية 1964، ومطبعة الكلية العسكرية 1965. هذه المطابع كانت تتصدر قائمة المطابع الأخرى المثيلة التي توزعت في العراق خلال المرحلة اللاحقة، ما يزيد على خمسين مطبعة تابعة للقطاع العام العراقي. ............. الحلقتان: الأولى نشرتها صحيفة ( الزمان ) بالعدد 2468 في 3/آب/2006. والثانية نشرت في صحيفة ( الزمان ) أيضا، بالعدد 2472 في 8/آب/2006.
|