البحث العلمي ووضعه البائس في العراق |
في إحصائية رسمية أعدّتها إحدى المنظمات العالمية التابعة لهيئة الأمم المتحدة حول البحث العلمي ومدى إهتمام الحكومات به ومستويات الإنفاق ومعدلاته المخصصة في هذا المجال, ورد فيها ان معدل ماتنفقه كثير من الدول العربية ومنها العراق على الطالب الجامعي في مجال البحث العلميهو(ستة عشرة دولاراً في العام الواحد) وفي المقابل ان معدل ماتنفقه معظم الدول الأوروبية هو(سبعمائة دولار في العام)وهناك بعض الدول الأخرى يفوق فيها كثيراً معدل ماتنفقه في هذا المجال عن هذا الرقم, ولو تمعنّا جيداً في الفارق بين الرقمين لوجدنا انه مقدار ما جعل بلداننا مستمرة في التخلف عن ركب التقدم والتطور العلمي في العالم,والفارق نفسه هو ما جعل الأوربيون يستمرون في التقدم والتطور العلمي وهم في المقدمة دائماً لأن البحث العلمي هو المعيار الحقيقي والأساس في رقي وتقدم المجتمعات ,لأن الإكتشافات العلمية والإختراعات والأبحاث المتطورة لاتنجح بالمواهب والعقول الذكية فقط وإنّما تحتاج الى تهيئة الظروف والإمكانيات المناسبة لهذه العقول لكي تبدع وتفجّر طاقاتها الكامنة. ومن هذه المستزمات هو تهيئة جميع مايحتاجه الباحث من مصادر علمية مختصة ووسائل اتصالات ومختبرات وأجهزة تكنلوجية حديثة لايستطيع الباحث أن يوفرها لنفسه مهما كانت إمكانيته المادية من دون دعم الحكومة أو أي جهة معينة توظف نتائج الأبحاث لصالحها,وهنا يأتي دور الحكومة في رعاية هذه العقول الذكية والعمل على إكتشافها مبكراً والقيام باحتضانها ورعايتها وتوفير جميع المستلزمات الضرورية المذكورة آنفاً والعمل على توفير الأجواء المناسبة لها للإبداع والإبتكار وتبني نتائج الأبحاث والإختراعات وتوظيفها بشكل علمي مدروس لتطوير المجتمع. أقول وبحسرة ماأكثر هذه العقول الذكية في بلدنا ولاتجد من يحتضنها ويستغل طاقاتها لصالح البلد فمنها من هاجر مضطراً الى بلاد الله الواسعة وتم احتضانها من دول وحكومات أخرى عرفت قيمتها وتم الاستفادة من أبحاثهم واختراعاتهم ,ومنهم من بقى في البلد ولايزال يناضل ويبحث عن الدعم والرعاية وسيضطر في حالة عدم الحصول على مبتغاه عندما يصل الى مرحلة اليأس من فتح الأبواب المغلقة بوجهه أن يلحق بركب المهاجرين من الخبرات والعقول التي سبقته,وهذا مايعد خسارة كبيرة للبلد ولايمكن تعويضها بسهولة . دعوة من القلب للحكومة ولجميع المسؤولين عن قطاع التربية وقطاع التعليم العالي وكل من يهمه الأمر للمسارعة باحتضان ماتبقى من هذه العقول والاهتمام بهم والتركيز على جانب البحث العلمي وتخصيص الميزانيات وتوفير المصادر والمختبرات التي تساعد على إخراج مكنونات مبدعينا وباحثينا وعدم السماح للدول والجهات الأجنبية بتقديم المغريات الكبيرة لهذه العقول على ترك البلد والاستفادة منهم في تطوير مجتمعاتهم وتدمير مجتمعاتنا. |