ستكون مرحلة ما بعد داعش اصعب |
العراق الذي لم نترك له عبر الشعارات شيئا يعتب فيه علينا، يواجه وضعا شديد الصعوبة، ولم تعد للوطنية اي معنى سوى كونها شعارا براقا, ونحن جميعا بلا استثناءا لاحد نعتبر مكوناتنا ومصالحها اعلى من مصالح البلد. واذا تمعنا اكثر في المشهد السياسي الان فاننا نجده بأنه بات يعبر بشكل ادنى عن المكون بل اصبح يعبر عن المصلحة الحزبية. وبين البلدان تعاملنا بصغر مع انفسنا بحيث باتوا يتعاملون معنا كمكون ولا ينظرون الينا كدولة، وداخل المكون يجري التعامل معنا كحزب او اتجاه سياسي لا كمكون، بل وداخل الحزب يجري التعامل معنا ككتلة او جناح وليس كحزب!. صيرنا جميع المكونات لاتثق احداها بالاخرى, وداخل كل مكون لايثق اي حزب او قوة بالاخر ووصلنا الى مرحلة لا يستطيع اي مكون التعبير عن العراق، وداخل كل مكون لا يستطيع اي حزب او قوة التعبير عن مكونه.توزعنا على مجمل القضايا بحيث ليست هناك قضية نتفق على طريقة للتعامل معها بما فيها قضية داعش، وحولنا جميعا داعش الى ذريعة لتأجيل معالجة كافة مشاكلنا السياسية المعلقة وجمدنا كل خلافاتنا السياسية المختلفة الى مرحلة ما بعد داعش، وهي مرحلة اخطر واصعب على العراقيين كافة. بدأت طليعة ظهور هذه الخلافات باشكال مختلفة مع اقتراب نهاية داعش، وسأتناول بدقة ثلاث احداث جرت خلال اسبوع تتعلق بالعراق ومكوناته وهي:- ولا سليم الجبوري يعبر عن مطالب السنة في العملية السياسية في مقاطعته لمؤتمر جنيف, ولا الذين حضروا كانوا يمثلون كل السنة.كذلك فان الحزب الديمقراطي الكردستاني بتصريحاته هذه لا يمثل ارادة الكرد في المشاركة او المقاطعة للانتخابات في العراق، كما ان اي قوة سياسية كردية اخرى لا تستطيع التعبير عن مجمل القرار السياسي الكردي.ان هذا التشتت والاضطراب في القوى الذي نقبل به ونحن على مشارف مرحلتين مهمتين وحساستين, الاولى ما بعد داعش, والثانية اقتراب موعد الانتخابات، يدفعني الى الاعتقاد ان الوقت حان كي نرفع اصواتنا عاليا وبصدق وان نبتعد عن الشعارات البراقة الوهمية, وان الوقت حان لان نفكر بعراق نستطيع جميعنا تحت لوائه ان نعيش بسلام وطي صفحة "عراق يقاتل بعضه بعضا".ان العراق الراهن بشكله الحالي لن يكون عراق اي مكون من المكونات, ولن يرى منه احد خيرا، واننا في ظله سوف نتضاءل شيئا فشيئا ونصبح اصغر ويتحول ابناؤنا فيه ضحايا لابتساماتنا الكاذبة لان طبيعة هذه البلاد هي هكذا.. نعم اما ان يكون "العراق" لنا جميعا او لن يحصد خيرا منه احد. |