أفراح أريدها حياتي

 

بعيدا عن ( فستوقيات ) السياسة و (عنقبازيات) التراكيب الكيمياوية والسعرات الحرارية اتناول اليوم رمزية ( الجكليتة ) في حياتنا اليومية بعدما طغت عليها سطوة النساتل والمعجنات و ( الاجباس ) بانواعها وتعدد مناشئها واختلاف نكهاتها , حينما ضاعت بين دفتي المصانع حلاوة وطلاوة ( جكليت ) الزمن الماضي …

هذا الرمز تنجذب اليه القلوب المتلهفة دوما الى الذائقة النقية عندما تتوفر للذات ارادة الاختيار بين الحرب والسلم والغنى والفقر والحب والكراهية والعدل والظلم … وغير ذلك من الاضداد والتضاد , فنستشعر حالة الجمال في الايجابية والقباحة في السلبية وما ينجم عن كل هذا من احاسيس نبيلة انسانية تلامس شغاف القلوب وترتاح لها الاعصاب لكي نعيش الحياة بآفاق رحبة يسودها الوئام  والصفاء…

فمفردة ( جكليته ) نجدها ومن حيث لا نشعر في سلوكنا وتوصيفنا للأمور .. فما احلاها عبارة حقوق الانسان على شفاه المدافعين عنها , وتزداد حلاوة في ساحات من يعمل على تنفيذها بقرار حكومي وقضائي ودستوري …

وما أحلى ان نرى الرفاهية والسعادة والغنى تتوزع بالتساوي بين ابناء الشعب الواحد وحلاوتها طاغية في ظل سلطة مجاهدة تقود نظاما حكوميا يقوم على اعطاء كل ذي حق حقه من الخيرات والثروات والتعـــــــيينات الوظــــــيفية وتؤمن للمواطن الأمن والأمان والسكن اللائق في بلد له ميزانية مالية تـــفوق الميزانيات وشعب سليل الحضارات …

وما علينا الا ان نلبس جلباب الحكمة ونتوشح برداء الايمان ومخافة الله ونسلك طريق الصلاح ونحن نعيد اعمار بلاد ونفوس خربتها سنون القهر والامتهان ونبحث بين ركام الحوادث الداميات عن شعلة او بصيص امل نستدل به الى خيوط النجاة فنقترب من حلاوة (الجكليت ) الذي اقترن اسمه بالافراح والمسرات ونبتعد ما استطعنا عن مرارة السلوكيات المرفوضة شرعا وعرفا وقانونا وضعيا ما دام في الانسان العراقي ( عرقا ينبض ) …

ولعلنا نلتقي ايضا حول كلمة ( كفى ) التي نرفعها بوجه من يجرنا الى حضيض المأساة والحزن وبوجه من يروج لحياة تنغصها الحرب الطائفية والشوفيـــنية العرقيـــــــــة وبوجه من يشيع الرهاب والارهاب في العقول الباحثة عن الاستقرار وبوجه من يصطف مع العدو الخارجي منفذا لاجنـــــــداته وممهدا لخططه الشريرة في تقسيم العراق وتفكيك لحمته الاجتماعية وبعث روح اليأس والقنوت في الذات العراقية المشهود لها وعلى مر الازمان بالسبق والغيرة والشجاعة والعدل .

وان من يصور للناس العراق سقط من خارطة العالم هو وملايين شعبه واهم دون ريب او شك وان التجديد هو ديدن العراقيين شعب حي لا تهزه النوائب وارضه هي ارض الرافدين الخالدين.

وتبــــــقى راية الــــله اكبــــر شامخة تنــــاطح السحاب كي يعلم الآخرون عظم المأساة وقوة شكيمة ابناء هذا الوطن الصابرين المحتســــبين الذين يرددون على مدى الدهور قولا للامام الشهيد الحسين بن علي ( عليهما السلام ) هيهات منا الذلة – هيهات منا الذلة – ونقول ايضا باننا على العهد باقــــون نرخص الغالي والنفيس فداء لتراب الوطن الغالي وما احلاه وطنا كالجكليته وزاد حلاوة …