قال تعالى " فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ۚ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ" يونس : 92ليست أفلام الرعب الهول ..يهوووودية وحدها التي شغلت الناس بجثث ومومياءات ترقد داخل توابيت محكمة الاغلاق في قصور قديمة مليئة بالنقوش والطلاسم والعناكب والخفافيش ، تعود الى الحياة بتعويذة او بطقوس سحرية معقدة لتمارس الشر في حياتها الثانية كما تفننت به في حياتها الاولى ليأتي - بطل الفيلم مع عشيقته - فينهيا الاسطورة بعد بحار من الدماء وعواصف من العنف المصحوبة بالبرق والرعد يقتل فيها الجميع بأستثناء - عنترة بن شداد الهول يهووودي - اقول ليست السينما الاميركية وحدها من صنعت ذلك ،الحكومات اليسارية تفننت بذلك ايضا ولكن ليس سينمائيا كغرمائهم الرأسماليين وانما تحنيطيا ، فحنطوا جثة لينين ، وستالين ، وهوشي منه ، وماوتسي تونغ ، و كيم إل سونغ، ونجله كيم جونغ إل، وهوغو شافيز ، بطرق ومواد وأهداف تختلف عن تحنيط الفراعنة استخدموا فيها التجميد والماء وكلوريد الزنك ، والفورمالين ، والغليسيرين والكحول مع حفظ الجثث داخل صناديق زجاجية مفرغة من الهواء ومضادة للرصاص والقنابل اليدوية والمطارق لغايات سياسية بحتة ، خلاصتها ان الزعيم الجديد يسير على خطى سلفه الذي يواصل بدوره سطوته في وسط ملحد عبر جسد محنط ومسجى بكامل اناقته ليقول للاعداء والاصدقاء " انا موجود وخالد ولم أفن أو أدفن بعد !!" . قضية الجثامين في عراق الموت اتخذت اشكالا اخرى فريدة من نوعها وغير مسبوقة - والحلووو انني ارفع اخبارها بعد ان احررها فور ورودها من المصدر ولك ان تصووور المعنويات - اغربها هو انفجار جثة كانت موضوعة داخل ثلاجة جثث الموتى بمستشفى الصدر شرقي بغداد، ما أسفر عن أضرار مادية في الثلاجة !! واعجبها هو تلكؤ وعرقلة مطابقة الحمض النووي لـ ٥٩٦ جثة تعود لضحايا مجزرة سبايكر ، وكذلك الحال مع مطابقة الـ DNA لجثث متفحمة ومجهولة بسبب شدة الحروق،لضحايا تفجيرات الكرادة وعددها 81 جثة !!ناهيك عن الجثث مجهولة الهوية التي يعثر عليها يوميا بين مكبات النفايات وقارعة الطرق وهي معصوبة العينين ومكبلة اليدين مع اطلاقة في الرأس من الخلف او الامام بحسب الجهة المنفذة - اذ لكل جهة فلسفتها في ذلك - من دون مستمسكات ثبوتية تدل على هوية أصحابها ، معظمها سبق وان تم المساومة على حياة وحرية اصحابها مقابل - 50 او 60 الف دولار- ليتم تسلم المبلغ كاملا غير منقوص ومن ثم القاء الجثة ...مو اكلكم الوضع في العراق غير شووووكل !! والانكى هي" الجثث المصيدة " وهي الجثث التي يتم حفظها في اماكن معينة بغية اصطياد ذويها المطالبين بها والباحثين عنها ليواجهوا ذات المصير المشؤوم وقد برزت هذه الظاهرة بين 2006- 2008 ايام الطائفية التي اعقبت تفجير القبتين في سامراء ، اضافة الى جثث مفخخة ومتفسخة تلقى في الفيافي والقفار لتنفجر على كل من يقترب منها لغرض دفنها او تفتيشها لم تنحصر بالبشر بل بالكلاب والحمير ايضا !!والاتعس هي الجثث التي ﻻتسلم الى اصحابها الا مقابل 40 الف دينار من الطب العدلي وان كانوا ضحايا تفجيرات اجرامية مرعبة !! اضف الى بيع اعضاء الجثث المجهولة او التي سقطت من جراء الحوادث المرورية المفاجئة أوالتفجيرات الدموية قبل تسلم ذويها لها ، مقابل مبالغ تتراوح بين 4000 - 10000 دولار وفي مقدمتها الكلى والقرنية وربما بيع الجثة كاملة لذويها على اعتبار انها مخطوفة مع انها ليست كذلك !! علاوة على ادخال رفات الجنود والضباط الذين قضوا في الحرب العراقية - الايرانية ضمن الصفقات السياسية ، فلا يكاد يمر شهر إﻻ وننشر فيه خبرا عن تبادل رفات بين الجانبين ، آخرها الشهر الماضي حيت تبادل العراق وايران رفات 98 ايرانيا مقابل 12 عراقيا مع ان الحرب انتهت منذ 29 عاما ..ادري المن ضامين البقية الباقية ؟ ما تبادلوهن كلهن دفعة واحدة اكراما ﻷصحابها وﻷبنائهم ولأزواجهم وﻵبائهم وﻷمهاتهم ان كانوا مايزالون على قيد الحياة !! اما اليوم فقد جاء الخبر - الجثماني - الصاعق حين كشف مسعود عدي صدام حسين ، والذي يقيم في تركيا منذ عام 2003 مفجرا مفاجأة من العيار الثقيل بأن إيران استولت على جثامين كل افراد اسرته المعدومين ، مطالبا الرئيس الاميركي دونالد ترامب عبر رسالة بعثها له بالضغط على ايران لتسليم " جثث أبيه عدي ، وعمه قصي ، وابن عمه مصطفى قصي ، وكذلك جثمان ابن عم جده برزان إبراهيم الحسن التكريتي، وجثمان أخ جده وطبان إبراهيم التكريتي الذي تم إعدامه في سجن ببغداد وتم تسليم ممتلكاته الشخصية لزوجته، إلا أن جثمانه اختفى في ظروف غامضة ” يعتقد انها وصلت بدورها الى ايران ، على حد وصفه !! وأسأل ماذا تصنع ايران بجثث موتى اعدموا او قتلوا - ولن اسأل هنا عن كيفية وصول جثث عدي وقصي ومصطفى بعد ان قتلهم الاميركان الى ايران ؟ - هل حنطتهم الجارة الشر ..قية وعرضتهم في متحف حربي ما لتقول للناس هذا هو مصير من حاربنا ويحاربنا مثلا ؟ هل فعلت ذلك لتقايض جثثهم بأموالهم وعقاراتهم في الخارج والداخل وتبتز بها ذوي المعدومين وعشائرهم مثلا ؟ ام لتبيع جثثهم لمن يدفع اكثر في مزاد علني يحضره الساديون والماشيوشيون والسورياليون وربما عبدة الشيطان وعشاق السحر الاسود والماسونيون ايضا ؟ ﻻ اعلم حقيقة فكل الذي اعلمه ماقاله رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا علي ، ثلاث لا تؤخرها : الصلاة إذا أتت ، والجنازة إذا حضرت ، والأيم إذا وجدت لها كفؤا " . رواه الترمذيواختم بأن جثامين الموتى اكرامها في غسلها و تكفينها وتشييعها والصلاة عليها ومن ثم دفنها وحث التراب عليها وﻻ يجوز التمثيل ولو بالكلب العقور ، فأتقوا الله في آخر ما تبقى لكم من آدمية تحترمون على اساسها وليس بعد العبث والتمثيل بجثث الموتى والاتجار بها ما يثبت بشريتكم مطلقا ..نسخة الى اقسام التشريح في كليات الطب ممن ماتزال تصر على تدريب طلبتها على الجثث البشرية مع وجود بدائلها الصناعية المصنوعة من البلاستك ، تخيلوا لو كنتم انتم او احد ابنائكم من المشرحين وليس احد الفقراء العرب والمسلمين ممن لم يجد من يدفنه بعد وفاته جوعا او مرضا او بردا او تشردا في بلاد النفط ، على قارعة طريق مكتوب على جدرانه الكونكريتية العازلة " ثورة حتى ...القبر " |