نوبات ذعر تجتاح الحريص، على مستقبل المهنة؛ تميز خوف الرجال عن رعدة الجبناء، المشكلة تكمن في من يتباهون إدعاء، ثم يتهافتون أمام التجارب، مثبتين أن أوهى البيوت لـ... بيت العنكبوت. إنجلى زخم انتخابات المركز المتدفق وعودا تطلق على أهبة التلاشي، وعهودا توثق بددا كي تنكث و... هل هذا معدن الرجال أم طبع المثقفين أم تخرصات الطب بإعتباره مهنة حاكمة. لذا أجد أن سحاب إنتخابات المؤتمر العام للاطباء، زخ ما فيه من مطر.. عصارة فضاءات واسعة ملء تجربة المهنة من تناقضات، لا نتمناها للمهنيين، ما يجعلني أتأسى ببيت شعر من نظم سيد البلغاء.. الإمام علي.. عليه السلام: "ضاقت ولما إستحكمت حلقاتها.. فرجت وكنت أظنها لا تفرج" واجدا في ما تمخض عنه المؤتمر الإنتخابي من نتائج، بحلوها ومرها، مرفأً وميناءً رست عليه، مثلما تاهت سفينة نوح في لجة الطوفان، و لكن لم تستوِ على قمة الجودي في جبل أرارات. إذ وردتني كلمات من قلب أشهد له بالمحبة وفكر أشهد له بالنقاء، جعلني أدرك أن بعض الناس متماهون مع النفاق والتفاهة والغباء، بما يتماشى ومصالحهم... إنهم يحبون "براغماتيا – نفعيا" ويكرهون على شكل رسائل يبعثونها لآخرين، فقد لا يرد أحدهم السلام لمن يحييه؛ بغية أن يفهم شخصا ما بموقف تضامني معه ضد من بادره بالتحية. العراق ذو العطاء الثر، المترع بالجمال على طول تاريخه، يبدو واضحا، بما يثير الإشمئزاز؛ في أنه تحول الى رعب وقهر... باتت الرؤية فيه مشوهة ومنقوصة لكل الاشياء. صديقي ذو القلب المحب، الذي أكن له معزة فائقة، كثيرا ما يتحدث عن الحق، بيقين مخيف؛ لأن الإمام علي ربانا على ألا نجامل على حساب الحقيقة؛ فربح آخرته وخسر دنياه، و... "لا يلقاها إلا ذو حظ عظيم" ولكن يقين وايمان غوغائنا تعبيراً عن فقدانهم لتوجهات من ضحى بنفسه ودنياه ليرمينا على قيم العدالة. أجترار وقائع المؤتمر الإنتخابي، لنقابة الأطباء، يلج بنا عنق زجاجة المنظومة الأخلاقية المحتقنة في العراق.. راهنا، ومن قبل ومن بعد. البعض محكومون بمصالحهم، وقلة الذين يحيدون منفعتهم الشخصية؛ لأجل المصلحة العامة، للنقابة راعية المهنة، فالبعض الأول عندما تلامس الحال منافعهم، لا يعد شيئاً حقيقياً عندهم (!!!؟؟؟) كلنا في الحب شرق (!!!؟؟؟) أنا ومن بعدي الطوفان (!!!؟؟؟) حتى لو إنهارت المهنة ونقابتها وممتهنوها النقابيون (!!!؟؟؟) فبأي آلاء ربكما تكذبان؟ هل قلت شيئا، فوق ما قاله الرب في محكم كتابه الكريم.. القرآن، ضمن سورة الرحمن المباركة، مفتاح الصناديق المقفلة، ليلة (المختومة) بتدبير الظلام، في غفلة من الإتفاقات المعلنة؛ لأن البعض.. إن لم يكن الجميع، يسرون في ضمائرهم، غير ما تعلن ألسنتهم جهارا.. على مسامع من يعاهدونه!!!؟؟؟ متى ما تقيد الناس بالقوانين والأنظمة والأخلاق.. قولا وفعلا، وليس على مستوى الكلام فقط، لتمكنا من إنتشال العراق من حضيض الهاوية الكونية، التي تداعى إليها بقوة. ما يحصل بين ليلة وضحها، في رقعة جغرافية مؤطرة بسياج نقابة الأطباء، لا يتحدد بالأمتار وعدد الأعضاء، إنما يمتد ليؤثر في مستقبل المهنة، المرهونة بأخلاق الممتهنين، قبل مستوياتهم العلمية.. فالمستوى العلمي، يتبدد إذا كان العالم بلا أخلاق! لذا ما يحصل في إطار السياج الإفتراضي لأية نقابة مهنية.. الأطباء أو سواهم، من شأنه أن يبسط سطوته على عموم المنظومة الاخلاقية للمجتمع، فالحياة متعاشقة "الناس للناس من بدو ومن حضر.. بعض لبعض وإن لم يشعروا خدم". ثمة آخرون ليسوا معنيين بما يخص المهنة وإنتشال النقابة من مهاوي التردي الإداري، قدر ما تهمهم المجاملات الفئوية والمرامي الشخصية، على حساب الولاء الوطني والإخلاص المهني. ففيما يخص الآخرين، يجب أن نتذكر إن كل شيء لديهم مباح !!!؟؟؟ السلوك و الافعال والاعمال هي مقياس الايمان بما يحمله الانسان فكرا وتصورا وأخلاقا... كل السلام لصديقي المفعم بالأمل... صديقي العزيز الذي أتوسم فيه موقفا ثابتا لا يهتز إذا تزلزلت شجاعة الرجال من حوله.
|