الانتفاضة الشعبانية والمائة ألف شهيد |
تصادف يوم الثالث من آذار, ذكرى انطلاق الثورة الشعبانية, ضد نظام الطاغية صدام عام 1991, تلك الثورة العراقية الخالصة, ضد نظام البعث الصدامي, التي انطلقت شرارتها من البصرة, واتسعت لتشمل جميع أنحاء العراق . مارس الطاغية صدام, مختلف صنوف القهر والحرمان, على أبناء بلده, رغم الثروات الهائلة ,التي كان يتنعم بها, هو وأفراد حاشيته وعشيرته, وزرع الطائفية بين شرائح المجتمع, فكان ابن الجنوب والوسط فقيرا, لايملك قوت يومه أو كسوته, وفوق كل هذا كان مضطرا للالتحاق بالجيش العراقي, الذي لم يكد يخرج من حرب طويلة مع إيران, استمرت لثماني سنوات, حتى ادخله في محرقة الخليج الثانية, أثر اجتياحه للجارة الكويت . وكل الويلات التي وقعت في هاتين الحربين, كانت تخص شريحة محددة, زجت في أتون هذين الحربين, هم أبناء الوسط والجنوب, إضافة الى أساليب الضغط والقهر والتنكيل, والزج في السجون والإعدامات, التي كانوا يتعرضون لها, وهكذا ووسط أجواء قصف التحالف الدولي, ودخان آبار النفط الكويتية التي احرقها النظام, وتجمع العراقيين في البصرة, للبحث عن أبنائهم في الجيش العراقي, انطلقت شرارة الانتفاضة, بقيام احد الجنود العراقيين, بإطلاق النار على تمثال صدام, في وسط ساحة سعد . واتسعت هذه الشرارة, لتعم محافظات العراق الجنوبية جميعا, ثم انتقلت الى المحافظات الشمالية, تم فيها إسقاط حكم البعث والقضاء على جلاوزته, ولم يتبقى سوى بغداد, التي بدء زحف الثوار إليها, لغرض القضاء على رأس النظام, لو لا تدخل قوى الاستكبار العالمي ودعمها للنظام, حيث قام الأمريكان بتجهيز نظام صدام بطائرات الهيليكوبتر, التي هاجمت الثوار في كل المحافظات, والاستعانة بالحرس الجمهوري الخاص, فكان القرار الدولي, بالقضاء على الانتفاضة في الوسط والجنوب, وقيام دولة كردية في الشمال, لأسباب طائفية محضة . مارس النظام الصدامي, خلال قمعه للانتفاضة, مختلف صنوف التنكيل والتعذيب والقتل, حيث استخدم المدرعات والطائرات والمدفعية, في قصف المدن العراقية, وقتل الكثير من العراقيين, دون أي ذنب, بدفنهم أحياء أو قتلهم وتركهم معلقين, أمام بيوتهم وأهليهم, كما قام بقتل النساء والأطفال, في البيوت التي يشتبه أنها مشاركة في الانتفاضة, وبنى عدة سجون تحت الأرض عزل فيها السجناء, وجعلهم لايرون ضوء الشمس لسنين . تميزت الانتفاضة الشعبانية, بأنها ثورة المقابر الجماعية, حيث إن النظام الصدامي, عمد الى تجميع المعتقلين ودفنهم أحياء, في مقابر جماعية في كل المحافظات, ولعل أضخم هذه المقابر, وجدت في محافظة بابل, حيث ضمت من 10000 الى 15000 رفات, في مقبرة واحدة, ووصل عدد الشهداء في هذه الانتفاضة, بحسب الإحصاءات الرسمية, الى أكثر من مائة ألف شهيد, كل ذنبهم إنهم أرادوا التخلص من الظلم والجور, والعيش بحياة حرة وكريمة . |