العرب لا يسوون قُلامة ظفر !

 

عبارة خالدة قالها الفيلسوف إبن خلدون قبل قرون :
العرب بغيرالأسلام لا يسوون قُلامة ظفر.كما قال :
 إن العرب لا يتغلبون إلا على البسائط.
 العرب إذا تغلّبوا على أوطان أسرع إليها الخراب .
 إن العرب لا يحصل لهم الملك إلا بصبغة دينية من نبوة ، أوولاية ، أو أثر عظيم من الدين على الجملة، بسبب خلق التوحش الذي فيهم, و هم أصعب الأمم انقيادا بعضهم لبعض ، للغلظة و الأنفة و بعد الهمة ، و المنافسة في الرياسة .
 أن العرب أبعد الأمم عن سياسة الملك و السبب في ذلك أنهم أكثر بداوة من سائر الأمم و أبعد مجالاً في القفر و أغنى عن حاجات التلول و حبوبها لاعتيادهم الشظف و خشونة العيش فاستغنوا عن غيرهم فصعب انقياد بعضهم لبعض.وهنا لا بد من التعريف بالفيلسوف ومؤسس علم الأجتماع الحديث  إبن خلدون:
هو عبد الرحمن بن حسين بن خلدون ولد بتونس عام 732 هجري/ 1332 ميلادي.

يرجع لأصل يماني حضرمي، وكانت حياته طويلة وحافلة بالإسفار والتغيرات، ولقد شغل عددا كبيرا من الوظائف والمناصب السياسية والعملية والقضائية
حيث كانت تونس في ذلك الفترة مركزا للعلماء والأدباء في المغرب فدرس عليهم العلوم الشرعية، وكذلك درس العلوم الإنسانية ونبغ في الشعر والفلسفة والمنطق مكتسبا بذلك إعجاب أساتذته.

لم يكن فيلسوفا اجتماعيا فحسب، بل هو عالم اجتماعي وواضع علم الاجتماع  الحديث على أسسه الحديثة ولم يسبقه إلى ذلك احد حتى الآن تقريبا
   
تجمعت عند إبن خلدون خبرات واسعة في ميادين السياسة. لخدمته بمعية الملوك والأمراء وكثرة أسفاره ولقراءته ودراسته وبحوثه.
ما دفعني للخوض في هذا هو حال أمة العرب اليوم.العرب بدون الأسلام لا يسوون قلامة ظفر. وقلامة الظفر هو ما يسقط من طرف الظفر بعد تقليمه وهو أحقر الأشياء وأخسها وأقلها قيمة.
بعد أن إغتصبت إسرائيل فلسطين وتمكنت من هزيمة أولاد عدنان و قحطان شر هزيمة عندما إنهزمت جيوش ثمانية دول عربية عام النكسة الأولى1948 م وفي الهزيمة الكبرى الثانية في 5حزيران عام 1967 وبعد أن كان العرب يرفعون شعار لا سلام ولا إستسلام وعربي لاجئ في الخيام. وبعد حنا لليل والخيل يا ويل يا ويل, وحمداً لله على النصر الذي فتشنا عنه ولم نجده إلا بخيال الحكام الأذلاء. وبعد يا محلى النصر بعون الله .وبعد أخي جاوز الظالمون المدى  فإما الحياة وإما الردى, وبعد, وبعد العنتريات , واللاءات الأربعة في الخرطوم ,نجد العرب  اليوم يتهافتون على أمريكا يستجدونها التوسط عند إسرائيل بقبول السلام الذي تريده وبلا شروط, وموافقتهم على إستبدال أرض بأرض ,لا الأرض بالسلام,.وهم يعلمون إنهم لم ولن ولن تعطيهم إسرائيل أي أرض وأي شبر. فعلمُ إسرائيل  ذي الحطين يعني إن أرض إسرائيل من الفرات الى النيل ويعني المثلثان المقلوبان المثلث ذو القاعدة السفلى هو العضو الذكري ورأسه للأعلى  والمثلث ذو القاعدة العليا العضو الأنثوي وقد تداخلا, ومنهما إنبثقت حياة البشر, وهم سادة الكون. وهم العنصرالأعلى.  وهم شعب الله المختار. و فلسطين هيَّ أرض الميعاد.ومع علم  حكام العرب بهذا فهم يهرولون بقيادة قطر عرابة الخيانة صوب أميركا. يقبلون الأيادي. ويتمسحون بذلهم وخنوعهم وجبنهم الذي توارثوه .مع إن أي حاكم عربي يعلم والعالم كله يعلم إن إسرائيل الدولة  الوحيدة على الأرض التي تمثل تمثل الأستعمار الكولنيالي.المعادية لحقوق الأنسان ولا تؤمن بالسلام.بل هي ترى السلام في إستسلام العرب لكل ما تريد وتبتغي دون شروط وخلافاً لقرارات الأمم المتحدة وشرائع حقوق الأنسان.
أنا لست ضد السلام والتعايش. ولا أطالب العرب بشن حرب على إسرائيل لأن ماقال فيهم إبن  خلدون فيه الكفاية وواضح. ولكني فقط أطالبهم بأن يكونوا مسلمين على الأقل  كما أراد لهم إبن خلدون. والأسلام يقول المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف.وقال لهم رب العزّة سبحانه عزَّ وجل :وأعدّوا لهم ما إستطعتم من قوة ورباط الخيل .فهل يعطي المتجبر المتغطرس للذليل الضعيف حقّاً.فالضعيف لا يستحق إلا الأزدراء والأحتقار.نحن مع السلام ولكن سلام الكرامة سلام الشجعان.فهل سيتمكن عربان اليوم الإحتفاظ بالكرامة والتفاوض على السلام تفاوض الشجعان أصحاب الكرامة .الجواب لا فسيأتي اليوم الذي يتوسل الحكام بإسرائيل أن يبقَّ الفلسطينيون فيها ولو رعايا من الدرجة الثانية أو عبيد. لأنهم لم يتعلموا من الأسلام شيء .فهم خانوا الأسلام مجرد أن وضع نبيهم(ًص) رأسه على وسادة الموت فتخلفوا عن جيش أسامة الذي لعن النبي من تخلف عنه.
سيسير العربان بطريق الذل والمهانة وعوضاً من أن يعدّوا لإسرائيل ما يجب من القوة ورباط الخيل ويتفاوضون على السلام تفاوض الشجعان فسيضطجعون ويخلعوا(الأندروير)وستعتليهم إسرائيل بمثلثها ذي القاعدة السفلى وكما قال فيهم الشاعرالرائع مظفر النواب:
أولادال...ة حضيرة خنزير أطهر من أطهركم 
رحمك الله يا  إبن خلدون فيما قلته عن أمتك وأمتي.  ولكن إسمح لي أن أقول لك سيدي أعذرني فعربان اليوم لا يسوون قلامة ظفر بأي حال من الأحوال. وعرب اليوم يدفع بهم قادتهم للنحر والتشرذم والتقاتل, والتناحر شيعة وسنة .بالأمس تآمروا على العراق وزجوه بحرب مع إيران إنطلاقاً من مبدأ(هدّوا كلابهم عليهم), ثم أدخلوه بحروب وإحتلال. ودمروا العراق بيضة كرامة العرب والمسلمين. وحلّوا جيشه وسرقوا سلاحه, ومزقوه عرباً وأكراد وسنة وشيعة وتركمان.وكأن شعوب الأرض الأخرى لا وجود للتنوع العرقي والأثني فيها.واليوم يفعلون ذات الشيء بسوريا وشعبها  قتلاً وتدميراً وتهجيراً, وإسرائيل تستغل الظروف وتهاجم سورياً جواً وتدمر وتقتل ,وحاكمها لا يأبه لشعبه ومصيره .وما عليه إلا أن يكون شجاعاً ويضع إستقالته تحت تصرف شعبه وإجراء إنتخابات بإشراف محايد ليقرر الشعب مصيره وهذا من حقه بلا جدال. فيكون عندها أسداً بالفعل والواقع. والحكام العرب فرحون بالعلن والسريرة فهذا مبتغاهم وسيرتهم التي وضعها لهم أسيادهم دهاقنة الماسونية العالمية. لعن الله أمة تسيركالخراف وراء قاتليها و تتخلى عن كرامتها ولا تحتل موقعها بشرف وعزةٍ كبقية الأمم.