-زفيرنا وجع-



عندما نستنشق متناقضات الواقع المرير, حتما زفيرنا وجع.
عندما نرى الجهل يقود العقل حتما زفيرنا وجع.
وعندما يقتحم الظلام بكارة الغبش حتما زفيرنا وجع.
الأخلاق أن تقوم الثقافة على الفضيلة ,وترجمت الكلام الى واقع عملي والدفاع عن الآخرين ونكران الذات. كون العقل هو الذي يميز الحق من الباطل. 
فان تكون مهتما" بتطوير حياة أبناء شعبك وتنميتها في مختلف المجالات وأنت لا تمتلك مقومات هذا الطموح وإحساسك بأنها مهمة اكبر من قدراتك, وأنت مصر على حمل أعباءها وتطمح بتنفيذها ,فهذا هو "الجنون بعينة" والسير بعكس الريح ,ورغم هذا الاعتراف القاسي, لكنك تجد في داخلك شعور يخالجك ويقض مضاجعك ويؤرقك بان لا مفر من السير بهذا الطريق الموحش او تصدر حكما"على نفسك بالتقصير او الفشل او الجبن,هذه الفلسفة لصيرورة الحياة باتت تلازمنا ملازمة الظل, لذلك أريد انفض زفرات أوجاعي, فانا اعترف برغبتي بالتمرد على الواقع المرير ولا أريد أن اعمل بالتملق والتزلف ولا أداهن بقول الحق, أريد الاهتمام بوجع مجتمعي ومعالجته وأنصاف المهمشين والفقراء و الخامات الموهوبة وغيرهم, أريد الإسلام الذي يدعوا إلى السلام والمحبة والتسامح والتعايش السلمي مع جميع المكونات والأديان, وأنصاف المرأة وأخرجها من تحت عباءة الظلم والإقصاء وإنصاف اللواتي يعشن مرارة وقسوة الحياة, ,وان أقف مع الجياع الذين هرولوا يوم نادى المنادي حيا على الحرية,فلم يجدوا الا سراب, سقطت منهم أخر ورقة أمل ,وعرفوا بان اليوم يشبه البارحة, قتلوا الظالم وتركوا الظلم يستوطن العقول المتسلطة. من يمثلهم الضمير كان عندهم أمل يلوح في الأفق سقط في أول زخت مطر صيفي , ولابد ان نعلمهم كيف يلملمون قطرات المطر الزائف ويرمونها في جراب جلباب زائف. ويعيشون الحياة بعيدا عن المنغصات , التي توهم العقول وتشغلها في دائرة الخيال وتأثيث الذات بالخوف, واللعنة , دور الضمير الثقافي ان يلعب دور المصلح والمصحح,في المكان الذي يشغله,وان يعامل الناس على قدر عقولهم ليوصل رسالته.