شيوخ (Modren)

 

مفارقة غريبة ولكن ليست عجيبة في زمن العجائب ..المفارقة حدثت منذ سنوات الا اني اتذكرها دائما والسبب انها تتكرر دائما امامي وان اختلفت الوجوه والاسماء ..المفارقة حدثت عندما وجهت دعوة لي ومعي مجموعة من الصحفيين لاضاءة المؤتمر الانتخابي لاحد الاحزاب المشاركة الان في ما يسمى بـ(العملية السياسية )عقد المؤتمر في احدى قاعات (فلسطين ميريديان ) وحضره عدد من شيوخ العشائر والوجهاء الذين يمثلون اكثرية الطيف العراقي ومن اغلب محافظات العراق وكما هو معروف بدأ المؤتمر بكلمة زعيم الحزب وقبل ان ينتهي ذلك (الزعيم ) من كلمته قام احد الشيوخ (الكرام ) بالقاء قصيدة شعبية بحماس وصوت جهوري دوى اركان القاعة ان لم اقل الفندق بكامله ،القصيدة تتغني ببطولات وامجاد وشجاعة ونضال (زعيم الحزب )، الذي لم يشهد له التاريخ ان له بطولة تذكر او شجاعة عرف بها او نضال يشار اليه .المهم وقبل ان ينتهي الشيخ  ( المودرن ) من قراءة القصيدة تذكرت ان القصيدة هي  لي سبق ان كتبتها وسجلت بصوتي وصورت وبثت اكثر مرة بل كرمت في ذلك الوقت ،لهذا اقتربت من الزميل العزيز فاضل علي هارف الذي كان مراسلا لقناة الجزيرة وسألته عن ذلك الشيخ الذي يقرأ قصيدتي اجابني ضاحكا . نعم اعرفه فهو من شيوخ ( الحواسم ) واسمه ( ………..)

 

واخذ اللقب بعد الاحتلال فكان جواب زميلي مشجعا في الذهاب الى ذلك  الشيخ وسلمت عليه وعرفته بنفسي وصفتي وقلت له (شيخنا ) القصيدة التي قمت بالقائها تعود لي وسبق وان قرأتها ونشرت وبثت وقبل ان يجيب تصورت ان الشيخ سوف ينكر او يخجل  اوحتى يصر على ان القصيدة له ، لم يحدث كل هذا بل رد عليَ بكل برود وبابتسامة تخلو من الخجل (ابن اختي هي العالم اتكاطعت ماكو فرق بيني وبينك واني خالك ) .

 

وبسب تلك البرودة في الرد قلت له وباسلوب اكثر جدية من الاول (اني امتلك حق الرد من خلال الصحافة وافضحك) ثم انصرفت . وكانت المفاجأة اثناء فترة تناول الغداء اقترب ذلك الشيخ مني مبتسما ودس في جيبي  مظروفا وهو يقول ( سويناها عشاير وفصلناك ) وعند الانتهاء من المؤتمر المذكور وخروجي من القاعة مددت يدي لاجد في الظرف ( 150 ) الف دينار. وبهذه المناسبة اعترف وان كان الاعتراف متأخرا ان هذه القصيدة هي اول قصيدة واخر قصيدة كتبت في العهد السابق وحصل شاعرها على تكريم قبل وبعد سقوط النظام ..يبقى السؤال هل حصل ذلك الشيخ على تكريم ام لا ؟ انه فعلا شيخ من شيوخ (المودرن ).