اخطاء غير مقصودة

 

كل‭ ‬الأشياء‭ ‬تتشابه‭ ‬الأصوات‭ ‬والأسماء‭ ‬والموبايلات‭ ‬حتى‭ ‬الوجوه‭ ‬تتشابه‭ . ‬أخبرني‭ ‬صديقي‭ ‬برغبتهِ‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬نقضي‭ ‬يوماً‭ ‬سعيداً‭ ‬و‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬مشاكل‭ ‬وطلبات‭ ‬العائلة‭ ‬واقترح‭ ‬عليَّ‭ ‬أن‭ ‬نذهب‭ ‬سوية‭ ‬إلى‭ ‬عاصمتنا‭ ‬الحبيبة‭ ‬بغداد‭ . ‬وهناك‭ ‬رنَّ‭ ‬جرس‭ ‬هاتفي‭ ‬النقال‭ ‬وكان‭ ‬المتصل‭ ‬أبو‭ ‬حمزة‭ ‬و‭ ‬تساءلتُ‭ ‬مع‭ ‬نفسي‭ ‬ماذا‭ ‬يريد‭ ‬مني‭ ‬أبو‭ ‬حمزة‭ ‬؟‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الساعة‭ ! ‬كان‭ ‬متلعثما‭ ‬بكلامه‭ ‬معي‭ ‬وهو‭ ‬يطلب‭ ‬مني‭ ‬مبلغا‭ ‬من‭ ‬المال‭ ‬فقلتُ‭ ‬له‭ : ‬تتدلل‭ ‬صديقي‭ ‬أبو‭ ‬حمزة‭ ‬،‭ ‬أنا‭ ‬الان‭ ‬في‭ ‬بغداد،‭ ‬إذهب‭ ‬الان‭ ‬إلى‭ ‬البيت‭ ‬وخذ‭ ‬المبلغ‭ ‬الذي‭ ‬تريده‭ ‬من‭ ‬زوجتي‭ . ‬بعد‭ ‬قليل‭ ‬رنَّ‭ ‬جرس‭ ‬هاتفي‭ ‬وكان‭ ‬النداء‭ ‬من‭ ‬زوجتي‭ ‬الغالية‭ ‬،‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬أحداً‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬ألحق‭ ‬صفة‭ ‬الغالية‭ ‬باسم‭ ‬زوجتي‭ ‬ولا‭ ‬أستبعد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬فعلت‭ ‬ذلك‭ ! ‬قالت‭ ‬بصوت‭ ‬هادئ‭ ‬ونبره‭ ‬مختلفة‭ : ‬حبيبي‭ ‬أنت‭ ‬من‭ ‬أرسلت‭ ‬ابو‭ ‬حمزة‭ ‬ليأخذ‭ ‬250‭ ‬ألف‭ ‬دينار،‭ ‬قلت‭ ‬لها‭:  ‬نعم،‭ ‬قالت‭ : ‬يا‭ ‬رجل‭ ‬إذا‭ ‬أعطيته‭ ‬هذا‭ ‬المبلغ،‭ ‬لم‭ ‬يبق‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬فلس‭ ‬واحد‭ ‬ثم‭ ‬هل‭ ‬تذكر‭ ‬عندما‭ ‬أقسمت‭ ‬أشد‭ ‬الايمان‭ ‬بأنك‭ ‬لن‭ ‬تعطي‭ ‬أبا‭ ‬حمزة‭ ‬أي‭ ‬مبلغ‭ ‬؟‭! . ‬قلت‭ ‬لها‭ : ‬ليس‭ ‬مهما‭ ‬،‭ ‬الرجل‭ ‬طلب‭ ‬مساعدة‭ ‬ولا‭ ‬أستطع‭ ‬أن‭ ‬أقف‭ ‬مكتوف‭ ‬الأيدي‭ ‬أمام‭ ‬من‭ ‬يطلب‭ ‬المساعدة‭ . ‬قالت‭ ‬بعصبية‭ ( ‬بكيفك‭ ‬آني‭ ‬شعليا‭ ) ‬وأغلقت‭ ‬الهاتف‭.  ‬لم‭ ‬أكُ‭ ‬راغبا‭ ‬بتعكير‭ ‬مزاجي‭ ‬والتفكير‭ ‬بكلام‭ ‬زوجتي‭ ‬فالفلوس‭ ‬تذهب‭ ‬وتعود‭ ‬أما‭ ‬صحتي‭ ‬فأن‭ ‬ذهبت‭ ‬فسوف‭ ‬لن‭ ‬تعود‭. ‬

بعد‭ ‬نصف‭ ‬ساعة‭ ‬رنّ‭ ‬جرس‭ ‬هاتفي‭ ‬وكانت‭ ‬شاشه‭ ‬الموبايل‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إسم‭ ‬المتصل‭ ‬سيد‭ ‬أحمد‭ ‬،‭ ‬يا‭ ‬إلهي‭ ‬لقد‭ ‬شطبتُ‭ ‬هذا‭ ‬الاسم‭ ‬من‭ ‬حياتي‭ ‬ومن‭ ‬سجل‭ ‬هاتفي‭ ‬،‭ ‬يا‭ ‬ترى‭ ‬من‭ ‬أعاده‭  ‬إلى‭ ‬قائمة‭ ‬الأسماء‭ ‬؟‭! ‬لعنتُ‭ ‬الساعة‭ ‬السودة‭ ‬التي‭ ‬تعرفت‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬سيد‭ ‬أحمد‭ ‬وأنا‭ ‬أرد‭ ‬على‭ ‬ندائه‭ : ‬نعم‭ ‬سيد‭ ‬أحمد‭ ‬تفضل‭ ‬،‭ ‬قال‭ ‬لي‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أطلق‭ ‬ضحكة‭ ‬مخاتلة‭ :  ‬عيوني‭ ‬أبا‭ ‬رقيم‭ ‬مساء‭ ‬الخير‭ ‬لا‭ ‬تنسى‭ ‬موعدنا‭ ‬غداً‭ ‬سأنتظرك‭ ‬في‭ ‬التسجيل‭ ‬العقاري‭ ‬لغرض‭ ‬تحويل‭ ‬قطعة‭ ‬الأرض‭ . ‬قلت‭ ‬لهُ‭ : ‬ليس‭ ‬بيني‭ ‬وبينك‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬وأتمنى‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬تتصل‭ ‬بي‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬،‭ ‬فقال‭ ‬بمكر‭ : ‬هذا‭ ‬أفضل‭ ‬لي،‭ ‬سأرد‭ ‬لك‭ ‬ثمن‭ ‬الأرض‭ ‬واستقطع‭ ‬الشرط‭ ‬الجزائي‭ ‬الذي‭ ‬بيننا‭ . ‬فقلتُ‭ ‬له‭ ‬بعصبية‭ : ‬إفعل‭ ‬ما‭ ‬بدا‭ ‬لك‭ ‬وأرجو‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬تتصل‭ ‬بي‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭. ‬ما‭ ‬هي‭ ‬إلا‭ ‬لحظات‭ ‬حتى‭ ‬رنَّ‭ ‬جرس‭ ‬هاتفي‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬زوجتي‭ ‬لا‭ ‬تحتمل‭ ‬الفراق‭ ‬وها‭ ‬هي‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬تطمئن‭ ‬عليَّ‭ : ‬فهمستُ‭ ‬برقة‭: ‬الو‭ .. ‬ردت‭ : ‬حبيبي‭ ‬أين‭ ‬أنت‭ ‬؟‭ ‬قلت‭ ‬لها‭ ‬متعجباً‭ : ‬ألم‭ ‬أخبرك‭ ‬بأني‭ ‬سأذهب‭ ‬إلى‭ ‬بغداد‭ ‬،‭ ‬قالت‭ : ‬لا‭ .. ‬لم‭ ‬تخبرني‭ ‬بذلك‭ ‬بل‭ ‬قلت‭ ‬أنك‭ ‬ذاهب‭ ‬إلى‭ ‬زيارة‭ ‬إبن‭ ‬عمك‭ ‬في‭ ‬المستشفى‭ ‬،هل‭ ‬تبقى‭ ‬تكذب‭ ‬طول‭ ‬عمرك؟‭ .‬

قلت‭ ‬لها‭ ‬بعصبية‭ : ‬أرجوك‭ ‬لا‭ ‬تتهمينني‭ ‬بالكذب‭ ‬؟‭! ‬أنا‭ ‬هنا‭ ‬في‭ ‬بغداد‭ ‬مع‭ ‬أصدقائي‭ ‬وقلت‭ ‬لك‭ ‬ذلك‭ . ‬وبدون‭ ‬سابق‭ ‬إنذار‭ ‬قالت‭ ‬بعصبية‭: ‬طلقني‭ ‬طلقني‭ ‬لأن‭ ‬أنت‭ ‬ما‭ ‬تصير‭ ‬آدمي‭!!! ‬وبدون‭ ‬تردد‭ ‬قلت‭ ‬لها‭ : ‬تعرفيني‭ ‬جيدا‭ ‬فلا‭ ‬تستفزيني‭ ‬اكثر،‭ ‬أنتِ‭ ‬طالق‭ ‬وبالثلاثة‭ . ‬

قالت‭ : ‬بسيطة‭ ‬اني‭ ‬اعلمك‭ ‬،‭ ‬سوف‭ ‬أتصل‭ ‬بأهلي‭ ‬وأعمامي‭ ‬ليجدوا‭ ‬لي‭ ‬حلا‭ ‬معك‭ . ‬قلتً‭ ‬لها‭ : ‬أعلى‭ ‬ما‭ ‬بخيلك‭ ‬أركبيه‭ . ‬وأغلقت‭ ‬الهاتف‭ ‬

بعد‭ ‬قليل‭ ‬اتصلتْ‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬قائلة‭ : ‬هل‭ ‬لا‭ ‬زلت‭ ‬مصراً‭ ‬على‭ ‬الطلاق‭ ‬

قلت‭ ‬لها‭ ‬نعم‭ ‬،‭ ‬وأغلقتُ‭ ‬الهاتف‭ ‬وأطفأتُ‭ ‬الجهاز‭ .. ‬بعد‭ ‬قليل‭ ‬رنَّ‭ ‬جرس‭ ‬هاتفي‭ ‬فتحسستهُ‭ ‬بجيبي‭ ‬فعرفتُ‭ ‬بأن‭ ‬الجهاز‭ ‬الآخر‭ ‬كان‭ ‬لصديقي‭ ‬الذي‭ ‬يجلس‭ ‬إلى‭ ‬جنبي‭ ‬وأن‭ ‬حادثة‭ ‬الطلاق‭ ‬وقعت‭ ‬لزوجة‭ ‬صديقي‭ ‬وأن‭ ‬هناك‭ ‬مشاكل‭ ‬جمة‭ ‬ستحصل‭ ‬بالقريب‭ ‬العاجل‭ ‬والله‭ ‬يكون‭ ‬بعونك‭ ‬صديقي‭ . ‬ألم‭ ‬أقل‭ ‬لكم‭ ‬بأن‭ ‬الأصوات‭ ‬تتشابه‭ ‬والأسماء‭ ‬تتشابه‭ ‬وكذلك‭ ‬الموبيلات‭ ‬تتشابه‭ ‬فسبحان‭ ‬الذي‭ ‬سخر‭ ‬لنا‭ ‬هذا‭ ‬وما‭ ‬كنا‭ ‬له‭ ‬مقرنين‭