حوار الحضارات يعني احترام الحضارات |
وحوار الحضارات يأتي من خلال المهرجانات والاحتفالات الثقافية والفنية ودعوة اكبر عدد من المثقفين والفنانين واهل المعرفة والعلم والفكر في كل مجالات الحياة بكل تجمعاتها واتجاهاتها المختلفة والمتنوعة ومن الطبيعي ان هذا الفنان وهذا الاديب وهذا المفكر وهذا الانسان الذي يأتي ويحضر لم يحضر ليصفق ويطبل للحاكم وللحكومة ولا حتى يشيد ويمجد بتراث وحضارة البلد الذي دعاه وانما جاء يمثل فكر معين حضارة معينة اخلاق معينة قد تختلف مع فكر وحضارة واخلاق البلد الذي دعاه لكنه انسان متحضر فانه يعرض فكره وحضارته واخلاقه امام جمهور هذا البلد بدون خوف ولا مجاملة وفي نفس الوقت يشاهد فكر وحضارة واخلاق هذا البلد وبلدان عديدة وهذا هو الاسلوب الحضاري وهذا هو حوار الحضارات من حق الانسان ان يعتز بفكره وحضارته واخلاقه ويعمل على نشرها وحث الاخرين على الاطلاع عليها بدون تعصب اعمى والغاء الاخرين وبهذا تتحاور الحضارات وتتلاقح في ما بينها ونتيجة لذلك تولد نزعة انسانية صادقة وروح حضارية راقية وتبعد الانانية التي هي سبب الحروب والنزاعات بين بني البشر فما اثير من ضجة حول تعري ممثلة المانية عند عرضها مسرحية على خشبة السرح الوطني في بغداد لا معنى لها وخاصة ان هذه الضجة من قبل المسئولين من الذين دعوا هذه الممثلة وفرقتها فان دل على شي فانه دلالة على ان المسئولين لا زالوا يعيشون في مرحلة صراع الحضارات وليس في حوار الحضارات المعروف جيدا ان الحضارات لا تتصارع ابدا ولكن الجهل الوحشية تتصارع مع العلم والحضارة فاسامة بن لا دن وغيره من البهائم المتوحشة لا يملكون اي علم واي حضارة وبما انهم هكذا فدفعهم جهلهم ووحشيتهم الى محاربة العلم والحضارة حتى اعتقدوا لا عدوا لهم الا العلم والحضارة فهذه الممثلة لم تأتي بأي شي مخالف لحضارتها لفكرها لاخلاقها وقالت هذه اخلاقنا وهذه هي حضارتنا وهذا هو فكرنا نحن لا ننظر للجسد ولا يشكل لنا اي قيمة نحن ننظر الى كلمة الانسان صدقه وامانته واخلاصه في عمله وفي تعامله مع الاخرين انتم ترون الشرف والكرامة في زر المرأة وفخذها ونحن نرى شرف الانسان سواء كان رجل او امرأة في كلمته وكلمتها واذا كان المسئولون بهذه الحنبلية وبهذا التخلف والجهل لماذا تدعون هؤلاء لماذا تدعون اهل الفكر والثقافة كان بأمكانكم تدعون عناصر منحطة تجمعوهم من مواخير الرذيلة وبؤر الفساد وتأتون بهم الى بغداد ليحققوا رغباتكم وشهواتكم الخسيسة كما كان يفعل الطاغية صدام وزمرته الفاسدة المتخلفة اما ان تضعوا شروط مسبقة على كل كلمة وكل حركة فهذا يعني قتل لكل الافكار والحضارات والاخلاق فلا تنشأ افكار ولا حضارات ولا اخلاق بأوامر وتعليمات ولا تصنع في قوالب جاهزة مفروضة مسبقة فالافكار والحضارات والاخلاق تنشأ في فضاء الحرية المطلقة الواسعة التي لا تحدها حدود ولا تقيدها قيود فالذي يتمعن في عري هذه الممثلة يرى بوضوح انه ليس من العري المبتذل الرخيص بل من العري الحضاري الراقي المقدس انه يقول لك الانسان قيمته عمله وليس جسده فعمل الانسان هو الذي يعطي لجسده الكرامة والقداسة فاذا كان عمل الانسان رخيصا مبتذلا كان جسد الانسان نفس الانسان رخيصة مبتذلة واذا كان عمل الانسان راقيا مقدسا كانت نفس الانسان راقية مقدسة بل تريد ان تقول كما قال احد المفكرين الدعارة ليست دعارة الجسد بل الدعارة دعارة العقل كان المفروض احترام هذه الفنانة التي جاءت الى العراق رغم الظروف الصعبة ويجب منحها جائزة باسم الشعب العراقي لجرأتها وقوة ارادتها وهي تتحدى العنف والارهاب والظلام من اجل نشر النور والحب في العراق متحدية القوى الارهابية الوهابية الصدامية التي تحاول اخماد اي نقطة نور في العراق يظهر ان المشرفين والمسئولين عن مثل هذه المهرجانات غير مؤهلين وليس بالمستوى المطلوب اما من بقايا ازلام صدام الذين يعملون وفق رغبات صدام ومن حوله ا وان الجماعة لا يختلفون عن السابقين الا في الكلمات فكان صدام قائد الحملة الايمانية حيث افسد الايمان والذين انضموا الى هذه الحملة بل انه افسد كل المجالات التي تدخل بها صدام وزمرته اولياء القائد وحواريه يفعلون ما يرغبون وما يشتهون لا رقابة ولا رقيب كل شي مباح كل شي حلال دعونا نطلع على كل الحضارات كما هي بدون خوف وبدون مجاملة بدون حذف او نقص والا لا نتعلم ولا نتحضر ولا نقيم حضارة ونبقى عشائر بدوية بعضنا يغزوا بعض وبعضنا يقتل بعض. |