ليس لأحد أن يمنع الطالب او الاستاذ الجامعي من الانتماء السياسي والاعتقاد بمعتقد سياسي او ديني او فكري ، لكن على الطالب او الاستاذ المؤدلج ان يخلع كل مستلزماته الايديولوجية في باب الجامعة ويحتفظ بكلمة جامعي فحسب لأنها توصيف شامل لكل من هو داخل الجامعة. الجامعة للعلم فقط وليست ساحة للصراعات السياسية ، ولعل الذاكرة لا تزال تحتفظ بأن العراق مر بحقبة شمولية جعلت من الجامعة وكرا من اوكار الحزب الحاكم وصار الحزبي اعلى درجة من الاكاديمي في الجامعة نفسها ، واذا كنا نحن الآن في زمن التبادل الديمقراطي السلمي للسلطة فان هذا يفترض ألا تشغل الجامعة بما لا يعنيـها. حينما قاتل ابطال القوات المسلحة والحشد الشعبي دفاعا عن العراق والجامعة التي تعد من أهم هويات المجتمع العراقي ، فان تلك التضحيات لم تكن دفاعا عن الفوضى بل دفاع عن الحياة الكريمة المبنية على الاحترام المتبادل، لكننا وبعد انهيار الحكم الدكتاتوري وأنشطته البعثية في الجامعات ، صرنا نرى نوعا جديدا من الممارسات، حيث صار المتحزب ينافس خصمه الحزبي ويمارس نشاطا سياسيا داخل الحرم الجامعي ، وهذا ما نرفضه رفضا قاطعا ولن نسمح به. ونحن في وزارة التعليم العالي نستمع للجميع ونفتح ابوابنا للجميع، لكن في الوقت نفسه لسنا على استعداد ان نقبل شخصا لا يحترم هيبة الجامعة وينتهك حرمتها تحت وطأة اسقاطات سياسية او انتخابية او ايديولوجية معينة. نحن في التعليم العالي غير مستعدين أن نخصص ساحات الجامعة للاستعراضات وتداخل المساحات السياسية وغير السياسية لأننا بعيدون عن التنظيرات والاحتفالات والتمثلات الانتخابية مما يفرض علينا ان نقف بكل وضوح امام كل ما يتعلق بالانشطة السياسية ذات الطابع الحزبي في اروقة الجامعات. نريد ان نحمي مستقبل العراق بأبنائه وأكاديمييه وبالعلم لا بالمصالح الحزبية الضيقة.
|